ورشة وطنية لاعتماد إطار كفاءات الذكاء الاصطناعي للمعلمين

شهد الدكتور عمرو طلعت، وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، ومحمد عبد اللطيف، وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، أعمال ورشة العمل الوطنية للتصديق على إطار كفاءات الذكاء الاصطناعي للمعلمين (AI CFT) التي نظمتها وزارة التربية والتعليم بالتعاون مع المكتب الإقليمي لليونسكو بالقاهرة، بمشاركة ممثلين عن جهات حكومية وأممية وخبراء وأكاديميين ومعلمين من مختلف المحافظات.
منصة لاعتماد إطار وطني لاستخدام الذكاء الاصطناعي في التعليم
تهدف الورشة إلى إقرار إطار مرجعي يُمكّن المعلمين من توظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي بشكل مسؤول وأخلاقي داخل الفصول الدراسية، مع مواءمته لخصوصية منظومة التعليم المصرية والاستراتيجية الوطنية للذكاء الاصطناعي. وتضمن البرنامج عرضًا تعريفيًا بالإطار وتجربة «المدارس المفتوحة المُمكّنة بالتكنولوجيا»، إلى جانب حلقة نقاش شارك فيها خبراء من الوزارات واليونسكو والجامعات.
عمرو طلعت: الذكاء الاصطناعي يعيد تشكيل العملية التعليمية
قال وزير الاتصالات إن دور تكنولوجيا المعلومات في التعليم يرتكز على ثلاث دوائر: حوكمة وإدارة المنظومة التعليمية رقميًا، محتوى تكنولوجي مُحدَّث، ومنصات تعلم مرنة. وأكد أن التطورات في الذكاء الاصطناعي التوليدي أعادت تشكيل العلاقة بين الطالب والمعلم والمحتوى، مشددًا على أن الإطار المقترح لا يقتصر على المهارات التقنية بل يستهدف تمكين المعلم من استخدام الذكاء الاصطناعي بصورة متوازنة ومسؤولة.
وأشار إلى تعاون وزارته مع «التربية والتعليم» وشركات عالمية مثل HP، مايكروسوفت، IBM، هواوي لإتاحة برامج تدريبية للمعلمين والطلاب، مع الإشارة إلى فوز منصة «مهارة-تك» التابعة لمعهد تكنولوجيا المعلومات بجائزة اليونسكو لعام 2025. كما تطرق إلى مسابقة Digitopia لاكتشاف أفكار وحلول رقمية بين النشء والشباب.
محمد عبد اللطيف: إطار يرتكز على الإنسان وأخلاقيات الذكاء الاصطناعي
أكد وزير التربية والتعليم أن تزامن الورشة مع اليوم العالمي للمعلم يبرز دور المعلم كركيزة لأي إصلاح تعليمي. وأوضح أن الإطار الوطني يقوم على أربعة محاور: أولوية الإنسان قبل التقنية، الالتزام بأخلاقيات الذكاء الاصطناعي، إتقان تطبيقاته، والقدرة على تصميم أنظمة تخدم الأهداف التعليمية.
وأضاف أن الوزارة بدأت تطبيق مناهج الذكاء الاصطناعي في العام الدراسي 2025/2026 بمراحل أساسية والصف الأول الثانوي، بعد إعداد مصفوفة معايير ومؤشرات تغطي المرحلتين الإعدادية والثانوية؛ بهدف تدرج المحتوى وتكامله وتهيئة جيل رقمي قادر على التعامل مع وظائف المستقبل.
اليونسكو: تقدم مصري في تدريب المعلمين والتحول الرقمي
قالت نوريا سانز، مديرة مكتب اليونسكو الإقليمي في القاهرة، إن مصر ترسخ التحول الرقمي في التعليم بما يتسق مع رؤيتها الوطنية. وأشارت إلى أن تقرير الرصد العالمي للتعليم 2024/2025 أبرز تقدم مصر في تدريب المعلمين وتقييم القراءة، إلى جانب تحسن مؤشرات بيئات التعلم وارتفاع نِسَب الحضور إلى نحو 87%.
وأوضحت أن الشراكة مع وزارتي التعليم والاتصالات—ومنها مشروع TEOSS والمسابقات الوطنية لتميز إعداد المحتوى الرقمي—قدمت نماذج عملية لتمكين المعلمين من التفاعل النقدي والإبداعي مع الذكاء الاصطناعي، مؤكدة أن التكنولوجيا لا تحل محل المعلم بل تدعمه وتوسع أثره.
برامج تدريبية متخصصة
انتهت الورشة إلى تصديق الصيغة الوطنية لإطار كفاءات الذكاء الاصطناعي للمعلمين، تمهيدًا لبدء برامج تدريب واسعة النطاق وربطها بخطط تطوير المناهج والبنية التكنولوجية في المدارس، مع استمرار التنسيق الثلاثي بين التعليم والاتصالات واليونسكو لضمان تطبيق تدريجي قابل للقياس ويأخذ في الاعتبار اعتبارات الأخلاقيات والحوكمة وجودة التعلم.