فاز الدكتور خالد العناني، وزير السياحة والآثار المصري الأسبق، بمنصب المدير العام لمنظمة الأممالمتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) للفترة من عام 2025 حتى 2029، وذلك بعد عملية تصويت جرت مساء اليوم الاثنين في مقر المنظمة بالعاصمة الفرنسية باريس، ليصبح بذلك أول مصري وعربي يتولى هذا المنصب منذ تأسيس المنظمة عام 1945. وجاء فوز العناني بعد منافسة قوية مع المنافس والكونغولي فيرمين إدوار ماتوكو، حيث حصل على أغلبية أصوات أعضاء المجلس التنفيذي لليونسكو، الذين أعربوا عن تقديرهم لرؤيته الشاملة لتعزيز دور المنظمة في مجالات التعليم والثقافة وحماية التراث العالمي، فضلًا عن خطته لإعادة التوازن الجغرافي في إدارة المنظمة ودعم التعاون بين الشمال والجنوب. وأعرب الدكتور خالد العناني، في كلمته عقب إعلان النتيجة، عن اعتزازه بالثقة الدولية التي مُنحت له، مؤكدًا التزامه الكامل بمبادئ المنظمة ورسالتها في دعم التعليم والعلوم والثقافة كركائز للتنمية والسلام العالمي. وقال: "إن هذه الثقة تمثل مسؤولية كبيرة، وسأعمل بكل طاقتي لتعزيز قيم الحوار والتنوع الثقافي وحماية التراث الإنساني من الأخطار المتزايدة التي تهدده". وأضاف "العناني"، أن رؤيته ترتكز على ثلاثة محاور أساسية: إصلاح هيكلي داخلي لتحسين كفاءة الأداء الإداري والمالي لليونسكو، توسيع الشراكات مع الدول الأعضاء والمؤسسات الدولية لتمويل البرامج التعليمية والثقافية، وتعزيز دور المنظمة في استخدام التكنولوجيا والابتكار لدعم التعليم في الدول النامية. ومن المتوقع أن يتم اعتماد توصية المجلس التنفيذي رسميًا خلال المؤتمر العام للمنظمة المقرر انعقاده في نوفمبر المقبل، ليبدأ "العناني" مهامه رسميًا مطلع عام 2026، خلفًا للمديرة العامة الحالية الفرنسية أودري أزولاي التي تولت المنصب منذ عام 2017. ويُعد الدكتور خالد العناني من أبرز الشخصيات الأكاديمية والإدارية في مجال التراث والثقافة، حيث شغل عدة مناصب بارزة في مصر، من بينها وزير السياحة والآثار، وأستاذ علم المصريات بجامعة القاهرة، وله إسهامات واسعة في مشاريع ترميم الآثار المصرية وتطوير المتاحف الوطنية، من بينها المتحف القومي للحضارة المصرية والمتحف المصري الكبير. وقد حظي ترشيح العناني بدعم واسع من الحكومة المصرية وعدد من الدول العربية والأفريقية، تقديرًا لخبرته الدولية وقدرته على تمثيل المصالح المشتركة للدول النامية داخل مؤسسات الأممالمتحدة. ويأتي انتخاب العناني في وقت تتزايد فيه التحديات أمام اليونسكو، سواء في قضايا التعليم في مناطق النزاع، أو في مواجهة الآثار السلبية للتغير المناخي على التراث الثقافي العالمي، وهو ما يضع أمامه أجندة عمل طموحة لإعادة صياغة دور المنظمة كمنبر عالمي للحوار والتعاون الثقافي والعلمي.