لم يكن الموقف عاديًا، ولم تكن الدقائق القليلة التي وثقها مقطع الفيديو المتداول عبر مواقع التواصل الاجتماعي مجرد مشهد عابر، بل كانت لحظة فارقة تكشف معدن رجال الشرطة الحقيقي، وتؤكد أن ضابط الشرطة المصري حين يتحرك لا يتحرك إلا بضمير ووعي ومسؤولية، واضعًا نصب عينيه حماية الأرواح قبل أي شيء. مشهد بطولي يوثق احتراف رجال الداخلية ففي واقعة شهدتها محافظة القليوبية، تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو يظهر خلاله قائد سيارة يسير برعونة شديدة على أحد الطرق، فاقدًا لاتزانه، معرضًا حياة المواطنين للخطر، حيث اصطدم بأحد أعمدة الإنارة على جانب الطريق، ثم تابع سيره بشكل متهور محاولًا الفرار من موقع الحادث، فاصطدم بإحدى السيارات المتوقفة، قبل أن تتدخل الأجهزة الأمنية في مشهد بطولي مثير للإعجاب. تدخل سريع.. واحتراف في التنفيذ
بمجرد رصد الواقعة من قبل الخدمات الأمنية المعينة تحرك ضابط الشرطة المناوب والقوة المرافقة له بسرعة عالية نحو موقع الحادث، بعد أن تبين من حركة السيارة العشوائية أن قائدها في حالة غير طبيعية، وقد يؤدي استمرار سيره إلى كارثة إنسانية على الطريق. لكن رغم خطورة الموقف، لم يتعامل الضابط بالقوة المفرطة أو العنف، بل أدار الموقف بوعي شديد وهدوء أعصاب لافت، ليؤكد أن الانضباط الأمني ليس فقط في تنفيذ القانون، بل في كيفية تنفيذه. اقترب الضابط من السيارة بحذر، مُصدرًا تعليماته للقوة المرافقة بالتمركز وتأمين محيط المكان، فيما تقدم بخطوات محسوبة نحو السائق الذي بدا في حالة غير متزنة. https://www.facebook.com/share/r/1Hc6hn5Xc7/ ورغم محاولة الأخير الفرار مرة أخرى، استطاع الضابط السيطرة على الموقف بحزم دون أن يتسبب في أذى لأي من المارة أو السيارات الأخرى، ليتم ضبط المتهم بعد مقاومة محدودة، وسط إشادة المواطنين الذين توافدوا لمتابعة الموقف.
العمل البطولي.. عنوان الشجاعة والانضباط المشهد الذي وثقته عدسات المارة لم يكن مجرد ضبط متهم، بل لوحة تجسد قيم الشجاعة والانضباط التي يتحلى بها رجال الشرطة المصرية. فبدلًا من اللجوء لاستخدام السلاح أو التصعيد، فضّل الضابط أن يحتكم إلى ضبط النفس، مؤمنًا بأن الحفاظ على حياة الجميع هو الهدف الأول.
شهود العيان الذين حضروا الواقعة أكدوا أن تعامل الضابط عكس روح القانون الحقيقية، حيث راعى في تصرفه الجانب الإنساني، ولم ينجرف وراء استفزاز الموقف، رغم ما شكّله قائد السيارة من تهديد واضح على الأرواح والممتلكات.
ويشير المقطع إلى أن الضابط اكتفى بمحاصرة السيارة والتحدث إلى السائق بهدوء، حتى لحظة إخراجه من السيارة والتحفظ عليه بطريقة آمنة، وهو ما نال إعجاب المواطنين الذين وصفوه ب"ضابط برتبة بطل".
التحقيقات تكشف التفاصيل عقب السيطرة على الموقف، تم التحفظ على قائد السيارة، وتبين من الفحص المبدئي أنه في حالة غير طبيعية، حيث أظهرت التحريات الأولية أنه كان يقود السيارة تحت تأثير مادة مخدرة، مما تسبب في فقدانه السيطرة وارتكابه للحادثين المتتاليين. وتم اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة حيال المتهم، وعرضه على النيابة العامة لمباشرة التحقيقات، فيما تم التحفظ على السيارة لحين الانتهاء من الفحص الفني.
وزارة الداخلية.. انضباط واحتراف وإنسانية تؤكد وزارة الداخلية في بياناتها المتكررة أن الهدف الأسمى لجهاز الشرطة هو حماية المواطن وضمان أمنه وسلامته، سواء في مواجهة الجريمة أو في التعامل مع الحالات الطارئة على الطرق، وأن الضابط الذي يظهر في الفيديو نموذج مشرف يجسد هذه القيم قولًا وفعلًا. وتعكس الواقعة الأخيرة حجم التدريب والوعي الذي يتمتع به رجال الشرطة، الذين يجمعون بين الحزم في تطبيق القانون، والإنسانية في التعامل مع المواقف، مهما بلغت صعوبتها. ويعد هذا الموقف أحد النماذج الواقعية التي تُثبت أن الشرطة المصرية لم تعد تعتمد على القوة وحدها، بل على العقل، الانضباط، وحُسن التقدير، وهي المبادئ التي طالما أكدت عليها القيادة السياسية ووزارة الداخلية في كافة استراتيجياتها الميدانية. المواطن يشيد.. ووسائل التواصل تمجد البطل لم يمر الموقف مرور الكرام على مواقع التواصل الاجتماعي، إذ تداول الآلاف المقطع مشيدين بتصرف الضابط، الذي وصفوه ب"صاحب القلب الهادئ والعقل الراجح"، مؤكدين أن مثل هذه النماذج تعيد الثقة في جهاز الشرطة، وتؤكد أن "مصر محروسة برجالها". فيما عبر آخرون عن إعجابهم بضبط النفس الكبير الذي أظهره الضابط، قائلين: "ضابط مصري بمعنى الكلمة.. حزم وإنسانية في آنٍ واحد"، بينما كتب أحد المواطنين تعليقًا: "لم يطلق النار، لم يعتدِ، لكنه سيطر بحكمة.. هذا هو الأمن الحقيقي". ضابط برتبة بطل في النهاية، تبقى هذه الواقعة رسالة واضحة بأن البطل الحقيقي لا يُقاس بما يملكه من سلاح أو رتبة، بل بما يمتلكه من وعي وحكمة في إدارة المواقف الصعبة. ذلك الضابط الذي واجه خطرًا حقيقيًا على الطريق دون أن يتهور أو يبالغ في رد الفعل، جسّد المعنى الحقيقي لجملة "ضابط شرطة برتبة بطل". لقد قدّم درسًا في الاحتراف والسيطرة، وبرهن أن مصر لا تزال تنجب رجالًا يضعون شرف المهنة فوق كل اعتبار، مؤكدًا أن الأمن المصري بخير، وأن العيون الساهرة على حماية الوطن لا تعرف إلا طريق الواجب والشرف.
الفيديو من هناااااا 1000161754 1000161752 1000161750 1000161748 1000161760 1000161761 1000161763 1000161764