أكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أن عصر السلام والاستقرار الذي عرفه العالم قد تبدد وحل محله عصر الأزمات المتلاحقة، مشيرًا إلى أن الولاياتالمتحدة عانت من أزمات عميقة خلال السنوات الماضية. وأضاف ترامب - في كلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة - أن ولايته الحالية تمثل العصر الذهبي للولايات المتحدة، في وقت أورثت فيه الإدارة السابقة تضخمًا قياسيًا وانكماشًا اقتصاديًا. وقال إن أمريكا كانت تسير نحو الأسوأ، لكن الوضع تغيّر جذريًا منذ عودته إلى سدة الحكم، مؤكدًا أن الإدارة السابقة خلّفت وراءها كوارث اقتصادية كبرى. وأوضح الرئيس الأمريكي أن بلاده باتت تمتلك اليوم أقوى جيش وأقوى اقتصاد وأقوى شبكة علاقات دولية، مضيفًا: "الأموال تتدفق على أمريكا ونحن نبني حاليًا أفضل وأعظم اقتصاد شهدته البلاد". ولفت إلى أن الولاياتالمتحدة نجحت منذ توليه السلطة في تحقيق استثمارات بلغت قيمتها 17 ترليون دولار، معتبرًا ذلك دليلًا على عودة الثقة بقوة الاقتصاد الأمريكي. وفي جانب آخر من كلمته، دعا ترامب إلى مواجهة أزمة الهجرة غير الشرعية التي وصفها بأنها "تدمّر الأوطان"، مشيرًا إلى أن عدد الأجانب الذين يتدفقون بشكل غير قانوني إلى الولاياتالمتحدة وصل إلى الصفر، وهو ما اعتبره إنجازًا غير مسبوق. وأكد أن أمريكا تعيش اليوم مرحلة جديدة من القوة والازدهار، في وقت يحتاج فيه العالم إلى قيادة حازمة تعيد التوازن في ظل الأزمات المتصاعدة. وأشار إلى أن بلاده نجحت في إقامة علاقات قوية مع السعودية ودول الخليج منذ توليه السلطة. وأكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إن إدارته نجحت في إنهاء سبع حروب وصراعات إقليمية كانت توصف بأنها "مستعصية"، خلال فترة لم تتجاوز السبعة أشهر، مؤكدًا أن هذا الإنجاز لم يتحقق في التاريخ الحديث على يد أي رئيس أو حكومة أخرى. وقال: "خلال سبعة أشهر فقط، أنهيت سبع حروب قيل إنها لا يمكن أن تُحل، بعض هذه الصراعات امتد لأكثر من ثلاثين عامًا، وشهدت سقوط أعداد لا تُحصى من الضحايا". وأشار ترامب إلى أن هذه التسويات تمت دون أي تدخل أو دعم من الأممالمتحدة، قائلًا: "لم أتلق حتى مكالمة هاتفية واحدة من الأممالمتحدة تعرض المساعدة. في الواقع، الأممالمتحدة لم تحاول حتى التدخل أو لعب أي دور فاعل. يبدو أن كل ما تستطيع فعله هو إرسال رسائل شديدة اللهجة، بينما ما يُنهي الحروب فعل حقيقي، لا مجرد كلمات". ولفت الرئيس الأمريكي إلى أن هدفه الأول كان إنقاذ الأرواح التي تُزهق بسبب الحروب، قائلًا: "ما يهمني هو حياة الأبرياء. الجائزة الحقيقية بالنسبة لي ليست نوبل للسلام، رغم أن كثيرين يقولون إنني أستحقها، بل هي الأطفال الذين سيترعرعون في كنف عائلاتهم بعد توقف القتال". وأكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ان الولاياتالمتحدة تمدّ يد القيادة والصداقة إلى الأممالمتحدة ولكل دولة تسعى إلى بناء عالم أكثر أمانًا وازدهارًا، قائلًا: "إن التغلب على الماضي والعمل المشترك لمواجهة التهديدات الوجودية الكبرى هو الطريق الوحيد لتحقيق السلام العالمي". وفيما يخص الملف الإيراني، شدد الرئيس الأمريكي على أن "السلاح النووي يشكل أكبر تهديد حالي"، مشيرًا إلى أنه فور توليه منصبه، وجّه رسالة مباشرة إلى المرشد الإيراني، عرض خلالها التعاون مقابل تعليق برنامج إيران النووي، إلا أن الرد الإيراني كان المزيد من التهديدات لجاراتها وللمصالح الامريكية. وأكد ترامب أن بلاده تملك "أفضل الأسلحة على وجه الأرض"، مشيرًا إلى أن "تدمير قدرة إيران على تخصيب اليورانيوم أوقف الحرب بينها وبين إسرائيل، وتم التوصل إلى اتفاق بعدم العودة إلى المواجهات". وحول تطورات الاوضاع في غزة، أكد أن الولاياتالمتحدة تبذل جهودًا حثيثة لتحقيق وقف لإطلاق النار في قطاع غزة، مؤكدًا أن "(حماس) رفضت مرارًا جميع العروض المطروحة لتحقيق السلام في المنطقة". وتابع: "لا يمكن أن ننسى السابع من أكتوبر، ومن غير المقبول أن تتم مكافأة حركة حماس من خلال الاعتراف الأحادي بدولة فلسطينية، فهذا يشجع على استمرار النزاع ويكافئ الفظائع". وأضاف: "يجب ألا نستسلم لمطالب حماس، وعليها الإفراج عن الرهائن فورًا"، مشيرًا إلى أن "الولاياتالمتحدة نجحت في استعادة معظم الرهائن، ونعمل الآن على إعادة من تبقى دفعة واحدة". وقال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إن أوروبا تواجه "خطراً داهماً" بسبب تدفق المهاجرين إليها، متهماً قادة القارة ب"الوقوف مكتوفي الأيدي" أمام ما وصفه ب"اجتياحات الهجرة". ودعا الأممالمتحدة إلى وقف هذه الظاهرة بدلاً من دعمها، محذراً من تداعياتها على الاستقرار والأمن في أوروبا. وفي سياق متصل، شدد ترامب على أن الهجرة غير الشرعية لا تهدد أمريكا وحدها بل باتت أزمة عالمية، مؤكداً أن السياسات الحالية "تشجع المزيد من الفوضى" بدلاً من إيجاد حلول جذرية. وأشار ترامب إلى أن بلاده مستعدة لفرض جولة قوية من التعرفات الجمركية كإجراء فعال للضغط باتجاه إنهاء الحرب الأوكرانية، موضحاً أن هذه السياسة قد تكون السبيل الأسرع لدفع روسيا إلى تغيير حساباتها.