لم يشهد عالم هوليوود في العقد الأخير نجمة صعدت بسرعة البرق كما فعلت جينيفر لورانس، فقد دخلت في سن صغيرة إلى ساحة التمثيل، وتمكنت في عام 2013 من حصد جائزة الأوسكار عن فيلم Silver Linings Playbook، لتصبح أصغر ممثلة تحصد هذه الجائزة في فئة الدور الرئيسي. ثم واصلت في سنوات قليلة تحقيق نجاحات فنية وجماهيرية جعلت منها أيقونة لامعة ومحبوبة عالميًا، خاصة بعد تجسيدها شخصية "كاتنيس إيفردين" في سلسلة The Hunger Games، وبحسب تقارير The Hollywood Reporter، مثّلت لورنس في تلك المرحلة واحدة من أكثر الممثلات طلبًا وأعلى نجمات هوليوود أجرًا.
بدايات التراجع.. من القمة إلى الإخفاقات واجهت جينيفر لورانس بعد عام 2015 سلسلة من التحديات الصعبة التي انعكست على مسيرتها، فبعد نجاحات مبهرة، جاء فيلم X-Men: Apocalypse ليكشف عن بداية التراجع، حيث أخفق الفيلم نقديًا وجماهيريًا، ولم تستطع شخصية "ميستيك" التي أدتها لورنس إنقاذه من فوضى السيناريو وضعف الحبكة. ثم جاء فيلم Passengers الذي عُرض عام 2016 ليؤكد الأزمة، ورغم امتلاك العمل لفكرة واعدة وبطولة مشتركة مع النجم كريس برات، إلا أن ضعف الكتابة وانعدام العمق جعلاه يُصنف بين الأفلام الضخمة ذات التنفيذ الباهت، ما أثر سلبًا على سمعة لورنس التجارية.
محاولات جريئة لم تكلل بالنجاح قررت جينيفر لورانس التوجه نحو أفلام أكثر فنية في محاولة لاستعادة ثقتها النقدية، فجسدت في عام 2017 بطولة فيلم Mother! للمخرج دارين أرونوفسكي، الذي حمل رمزية دينية وبيئية غامرة، إلا أن الجمهور خرج مرتبكًا، والنقاد انقسموا بين الإشادة والانتقاد اللاذع، لينتهي الفيلم بتصنيف سلبي كأحد أسوأ إنتاجات ذلك العام تجاريًا. وفي العام التالي، شاركت في فيلم الإثارة والجاسوسية Red Sparrow، لكن الفيلم لم يقدم إضافة نوعية لمسيرتها، فقد جاء متوسطًا في مستواه، ولم يحقق النجاح الكبير الذي كان مأمولًا منه، ومع استمرار حالة التراجع، جاء فيلم Dark Phoenix (2019) ليكون القشة التي قصمت ظهر البعير، فقد فشل الفيلم بشكل مدوٍ، وخسر أكثر من 170 مليون دولار، وأصبح عنوانًا لفشل سلسلة أفلام X-Men في نهايتها.
جينيفر لورانس.. توقف وتريث قبل العودة أدت هذه الإخفاقات إلى توقف مسيرة جينيفر لورانس مؤقتًا، فتراجع معدل أعمالها من ثلاثة أفلام سنويًا إلى فيلم واحد فقط، ومع ذلك، لم تفقد النجمة الأمل في استعادة مكانتها، فاختارت أن تأخذ وقتًا للتأمل وإعادة ترتيب أوراقها، وهو ما بدا قرارًا صائبًا. ثم عادت جينيفر لورانس إلى الساحة بقوة مع فيلم Don't Look Up (2021)، الكوميديا السوداء التي لاقت نجاحًا جماهيريًا ونقديًا عالميًا، ثم جسدت بطولة فيلم Causeway (2022)، الذي أعادها إلى جذورها في الأفلام المستقلة ذات الطابع الدرامي العميق، وفي 2023، قدمت فيلم No Hard Feelings الكوميدي، لتثبت مرونتها وقدرتها على الانتقال بين الأنماط الفنية المختلفة. ولا تتوقف عودة جينيفر لورانس عند ذلك؛ فهي تستعد للمشاركة في فيلمين جديدين من إنتاج شركة A24 الشهيرة بانتقاء مشاريعها الجريئة، كما ستظهر في فيلم قادم من توقيع المخرج الكبير مارتن سكورسيزي، وتؤكد هذه المشاريع إصرارها على تجاوز مرحلة التعثر واستعادة مكانتها كواحدة من أبرز نجمات هوليوود.