مع اقتراب انطلاق النسخة التاسعة من المؤتمر العربي لأمن المعلومات، المقرر عقده في سبتمبر المقبل تحت رعاية الدكتور عمرو طلعت، وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، تتزايد أهمية هذه المنصة الإقليمية بوصفها الحدث الأبرز في مجال الأمن السيبراني في المنطقة العربية، بما تضمه من فعاليات موسعة ومنافسات فنية رفيعة المستوى. بطولة الأمن السيبراني الأكبر في المنطقة ويتصدر بطولة "Arab Security Cyberwargames Championship 2025" جدول الفعاليات، باعتبارها محاكاة واقعية للتحديات السيبرانية الحديثة وتشمل المنافسات مجالات متعددة مثل الهندسة العكسية، تحليل الشبكات، اختبارات اختراق تطبيقات الويب والموبايل، والتشفير. وقد شارك في هذه النسخة 397 فريقاً من 25 دولة، مثّلتها فرق من مصر، الأردن، تونس، العراق، إيطاليا، المغرب، قطر وغيرها. وتأهلت عشرة فرق فقط إلى النهائيات التي ستُقام خلال فعاليات المؤتمر، بينها خمسة فرق مصرية، وثلاثة من الأردن، وفريقان من تونس. منصة عملية لتقييم الكفاءات واكتشاف المواهب الشابة وأوضح الدكتور بهاء حسن، رئيس المؤتمر، أن هذه البطولة لا تقتصر على كونها مسابقة تقنية، بل تمثل منصة عملية لتقييم الكفاءات واكتشاف المواهب الشابة، إذ تُتيح للمشاركين بيئة تفاعلية تحاكي الواقع، وتوفر فرصًا احترافية فعلية في مؤسسات الأمن السيبراني، التي تتابع هذه الفعاليات لاكتشاف الكوادر المؤهلة. وأكد بهاء حسن أن أبرز التحديات التي تواجه المؤسسات تتمثل في الخلط بين دور فرق تكنولوجيا المعلومات وأدوار أمن المعلومات، مشددًا على أن الأمن السيبراني يتطلب خبرات متخصصة وتحليلًا استباقيًا لمواجهة تهديدات قد تؤثر على دول ومؤسسات كبرى في لحظة واحدة. وقال: "الحرب السيبرانية قد تشتعل في ثانية، وأمن المعلومات لم يعد رفاهية، بل ضرورة وجودية لأي مؤسسة". جائزة جديدة للشركات العاملة في مجال خدمات أمن المعلومات وتشهد النسخة الحالية إطلاق جائزة جديدة مخصصة للشركات العاملة في مجال خدمات أمن المعلومات، إلى جانب الجوائز السنوية المعتادة التي تشمل أفضل رئيس أمن معلومات عربي، وأفضل سيدة عربية في المجال، والنجوم الصاعدة، وجائزة المؤثرين، ومدير مركز العمليات، ومدير الحوكمة. وأشار حسن إلى أن المؤتمر سبق أن أوصى بضرورة إنشاء مراكز وطنية لأمن المعلومات في الدول العربية كخط دفاع أول ضد أي تهديدات رقمية، داعيًا إلى تخصيص ميزانيات مستقلة لتأمين البنية الرقمية وتحديث أنظمتها. كشف عن برنامج تدريبي خاص يستهدف الخريجين الموهوبين، يمنحهم فرصة تدريب لمدة شهرين، مع إمكانية التوظيف للمتفوقين، مؤكداً إيمان المنظمين بأهمية تكوين كوادر احترافية مستدامة قادرة على التصدي لأي هجوم سيبراني. واختتم د. بهاء حسن بالتشديد على أن التحول الرقمي لا يمكن أن يستمر بمعزل عن الأمن السيبراني، وأن المؤسسات التي لا تضع الأمن الرقمي ضمن أولوياتها ستكون الأكثر عرضة للخطر في عالم متغير.