أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، اليوم الإثنين، وضع إدارة شرطة العاصمة واشنطن تحت السيطرة الفيدرالية، واستدعاء قوات من الحرس الوطني للانتشار في المدينة، في خطوة وصفها بأنها ضرورية لمواجهة ما اعتبره "تصاعدًا خطيرًا في معدلات الجريمة" بالعاصمة الأمريكية. وقال ترامب، في تصريح من البيت الأبيض، إن "الوضع في واشنطن لم يعد مقبولًا"، مشيرًا إلى أن المدينة تشهد "ارتفاعًا غير مسبوق في حوادث العنف المسلح، والسطو، والاعتداءات الجسدية"، على حد قوله. وأضاف أن إدارته "لن تقف مكتوفة الأيدي أمام ما يحدث"، مؤكدًا أن التحرك الفيدرالي يهدف إلى "إعادة الأمن والنظام إلى الشوارع". وأوضح الرئيس الأمريكي أن قرار وضع الشرطة تحت السيطرة الفيدرالية جاء بعد مشاورات مكثفة مع وزارة العدل ووزارة الأمن الداخلي، مشيرًا إلى أن نشر الحرس الوطني سيبدأ على الفور، وأن القوات ستعمل جنبًا إلى جنب مع عناصر مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI) ووكالات إنفاذ القانون الأخرى. وتابع ترامب: "هدفنا ليس فقط احتواء الوضع الحالي، بل القضاء على الجريمة المنظمة والشبكات التي تغذي الفوضى". وأكد أن القوات الفيدرالية ستبقى في العاصمة "حتى عودة الاستقرار الكامل"، مشيرًا إلى أنه سيتم تكثيف الدوريات في الأحياء الأكثر تضررًا من الجريمة. ويأتي هذا القرار في ظل تصاعد الجدل السياسي بين الإدارة الفيدرالية وحكومة مقاطعة كولومبيا، حيث أعربت عمدة واشنطن، موريل باوزر، عن رفضها القاطع للتدخل الفيدرالي، واعتبرته "تعديًا على سلطات المدينة". وقالت باوزر في بيان مقتضب: "شرطة واشنطن تعمل وفقًا لخطط مدروسة، وقرارات الأمن الداخلي يجب أن تُتخذ محليًا، لا من البيت الأبيض". كما حذر عدد من أعضاء الكونغرس من أن هذه الخطوة قد تؤدي إلى "توتير الأوضاع"، خاصة في ظل حساسية العلاقة بين سكان العاصمة والسلطات الفيدرالية، مشيرين إلى أن نشر الحرس الوطني قد يُفسر على أنه "إعلان حالة طوارئ غير معلنة". من جانبها، أكدت وزارة العدل الأمريكية أن الإجراء يستند إلى قوانين تمنح الرئيس صلاحيات استثنائية للتعامل مع تهديدات الأمن العام، مشيرة إلى أن "معدلات الجريمة في واشنطن ارتفعت بنسبة ملحوظة خلال الأشهر الماضية، مما استدعى تدخلًا عاجلًا". ووفقًا لإحصاءات رسمية، شهدت العاصمة الأمريكية خلال النصف الأول من العام الجاري زيادة في جرائم القتل بنسبة 28% مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، إلى جانب ارتفاع في حوادث السطو المسلح والاعتداءات العنيفة. ورغم الانتقادات، أكد ترامب أنه "لن يتراجع عن قراره"، مشددًا على أن "أمن المواطنين الأمريكيين يأتي أولًا"، وأنه "مستعد لاتخاذ مزيد من الإجراءات الصارمة إذا لزم الأمر". ومن المتوقع أن يبدأ الحرس الوطني مهامه الميدانية خلال الساعات المقبلة، وسط ترقب واسع لمدى تأثير هذه الخطوة على الأوضاع الأمنية والسياسية في العاصمة الأمريكية، خاصة مع اقتراب موسم الانتخابات الرئاسية الذي يشهد بالفعل أجواء مشحونة.