أثار انفجار ضخم وقع في مستودع ذخيرة ببلدة معرة مصرين في ريف إدلب الشمالي موجة صدمة جديدة في شمال غرب سوريا، حيث أعلنت وزارة الصحة السورية أن عدد الضحايا قد تجاوز المئة بين قتيل وجريح، في وقت لا تزال فيه الحصيلة النهائية غير مؤكدة بسبب تعقيد الأوضاع الميدانية. وفي بيان رسمي صدر الخميس، أكدت وزارة الصحة "ارتقاء 6 أشخاص وإصابة 160 آخرين"، مشيرة إلى أن الأرقام قابلة للارتفاع مع استمرار عمليات البحث والإنقاذ في موقع الانفجار. وتحدث مصدر طبي في مشفى معرة مصرين لوكالة الأنباء الألمانية عن "وصول 8 جثامين إلى المشفى وأكثر من 90 مصابًا"، بينهم حالات خطيرة، كما تم توزيع بقية المصابين على مستشفيات مدينة إدلب لتلقي العلاج. من جانب آخر، روى خالد الأحمد، أحد سكان مخيم "مريم" القريب من موقع الانفجار، أن الحادث بدأ بانفجار صغير تبعه انفجار ضخم دمّر عددًا كبيرًا من المنازل المجاورة لمستودع الأسلحة، مشيرًا إلى تطاير الشظايا لمسافات بعيدة امتدت لمئات الأمتار، إضافة إلى انتشار ألغام لم تنفجر ما زالت تشكل تهديدًا مباشرًا للمدنيين. وأوضح أن الأهالي، إلى جانب فرق الدفاع المدني، يواصلون إزالة الأنقاض بحثًا عن ناجين أو ضحايا تحت الركام. ورجّح الأحمد أن يكون الانفجار ناتجًا عن ارتفاع درجات الحرارة وتخزين الذخيرة بطريقة عشوائية وغير آمنة، مؤكدًا أن الفصائل المسلحة التي كانت تمتلك مستودعات في المنطقة كثيرًا ما كانت تقوم بتفريغها بشكل متكرر دون معايير واضحة للسلامة. ظروف ميدانية خطيرة من جهته، أعلن وزير الطوارئ وإدارة الكوارث، رائد الصالح، في تغريدة على منصة "إكس"، أن الانفجار الذي وصفه ب"المجهول" وقع صباح الخميس، مؤكّدًا أن فرق الدفاع المدني السوري استجابت بشكل فوري، رغم استمرار الانفجارات الثانوية التي تعيق عمليات الإخلاء. وأضاف أن "الظروف الميدانية بالغة الخطورة"، وحثّ الأهالي على عدم الاقتراب من موقع الانفجار حفاظًا على سلامتهم. وفي ظل غياب إعلان رسمي عن سبب الانفجار، يثير الحادث تساؤلات خطيرة حول طبيعة تخزين الأسلحة في المناطق المدنية، وغياب الرقابة، خاصة في ظل الأوضاع الأمنية الهشة في محافظة إدلب الخاضعة لسيطرة فصائل معارضة مسلحة. كما يعيد هذا الانفجار التذكير بثقل الكلفة الإنسانية المترتبة على فوضى السلاح، والتهديد المستمر لحياة المدنيين الذين يدفعون ثمن انهيار منظومة الأمن والسلامة في مناطق النزاع.