أعلنت جمعية اتصال، الداعمة لصناعة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات في مصر، عن تعاونها مع أكاديمية دبي للإعلام لإطلاق مبادرة "الذكاء الاصطناعي في الإعلام العربي" (عi)، وهي مبادرة استراتيجية تهدف إلى تطوير حلول ذكية تفهم اللغة العربية بجميع لهجاتها وسياقاتها الثقافية. وانطلقت أولى فعاليات المبادرة من خلال جلسة مائدة مستديرة نظمتها جمعية اتصال في القاهرة، بحضور نخبة من كبار الصحفيين والإعلاميين، ورواد شركات التقنية، وممثلي المؤسسات الأكاديمية. أدار الجلسة كل من المهندس حسام مجاهد، والمهندس عاصم جلال، حيث ناقش المشاركون أهمية المبادرة كخطوة ضرورية لردم الفجوة التقنية التي يعاني منها الإعلام العربي. الذكاء الاصطناعي بهوية عربية تركز مبادرة (عi) على تطوير تقنيات ذكاء اصطناعي تخدم الإعلام العربي بلغته ولهجته، وتستهدف ثلاثة محاور رئيسية:معالجة اللغة العربية بما يشمل الفهم والتحليل الدلالي والسياقي، تحويل النصوص إلى كلام باللهجات العربية المختلفة،إنتاج محتوى بصري وصوتي يعكس الهوية الثقافية والإعلامية العربية. وتسعى المبادرة إلى إنشاء منصة مفتوحة تربط بين المطورين الشباب، والمواهب، والشركات الناشئة، والمؤسسات الإعلامية، بهدف توفير الدعم الفني والإرشادي، وخلق فرص للاستثمار المشترك وتسويق الحلول محليًا وإقليميًا. حل لأزمة المحتوى العربي الرقمي تعالج المبادرة تحديًا كبيرًا يتمثل في ضعف المحتوى العربي الرقمي، والذي لا تتجاوز نسبته 3% من إجمالي المحتوى على الإنترنت، رغم العدد الكبير من الناطقين بالعربية. وتسعى المبادرة إلى تمكين الإعلاميين والمؤسسات من توظيف الذكاء الاصطناعي في إنشاء محتوى عربي غني، ذي جودة عالية، يعتمد على بيانات حقيقية وسياقات محلية. زأكد المهندس حسام مجاهد أن جمعية اتصال تبنّت خطة طموحة منذ ديسمبر 2024 لتأهيل الشركات الناشئة في مجال الذكاء الاصطناعي، وتأتي مبادرة (عi) كجزء من هذه الخطة. وأوضح أن الشراكة مع أكاديمية دبي للإعلام تسعى إلى بناء تكامل إقليمي بين صُنّاع المعرفة في العالم العربي، من خلال توظيف البيانات الإعلامية لتدريب النماذج الذكية باللغة العربية. وأشار إلى أن المبادرة ستخدم كذلك القطاع الأكاديمي، عبر تمكين الباحثين وعلماء اللغة من أدوات متقدمة في تحليل اللغة وتصنيع المحتوى، وستوفّر أيضًا وصولًا ميسّرًا إلى بُنى الحوسبة عالية الأداء للمطورين المحليين. شهدت جلسة الإطلاق حضور عدد من الشخصيات البارزة، من بينهم مني بوسمرة – رئيسة أكاديمية دبي للإعلام والمهندس محمود سفراته – ممثل هيئة تنمية صناعة تكنولوجيا المعلومات (ITIDA) والدكتور محمد سالم – وزير الاتصالات الأسبق والدكتور أحمد طنطاوي – رئيس مركز الإبداع التطبيقي. وشددت المناقشات على أهمية وضع إطار تنفيذي فعّال للمبادرة، عبر خارطة طريق واضحة، وآليات تعاون بين القطاعين العام والخاص، لضمان تطوير حلول تقنية مستدامة تعزز من دور الإعلام العربي في العصر الرقمي.