تحتفل الكنيسة بتذكار بولس الرسول بتحوّل عظيم في تاريخ الإيمان، حين أضاء النور الإلهي قلبًا كان يضطهد الكنيسة، فصار أعظم كاروز بالإنجيل، وركنًا لا يُهتزّ في بنيان الكنيسة الأولى، وكتب رسائل شكّلت أساس العقيدة المسيحية. من شاول الفريسي إلى بولس المبشّر ولد شاول الطرسوسي في مدينة طرسوس، وكان فريسيًا متعصبًا، تلميذًا للمعلّم الشهير غمالائيل، وتحمّل في شبابه اضطهاد المسيحيين، ووافق على رجم القديس استفانوس و لكن أثناء توجهه إلى دمشق لاعتقال المسيحيين، ظهر له المسيح في رؤيا مهيبة وفق العقيدة المسيحية وقال له: "شاول، شاول، لماذا تضطهدني؟" فأعماه النور وسقط أرضًا، وبعدها اهتدى، وتعمد على يد حنانيا، وأصبح من أقوى شهود المسيح، مكرّسًا حياته للكرازة، ومتخذًا اسم "بولس" ليبدأ فصلاً جديدًا في خدمته.
رسول الأمم وصاحب 14 رسالة في العهد الجديد قام بولس بثلاث رحلات تبشيرية كبيرة جال فيها في آسيا الصغرى واليونان وروما، وأسّس كنائس عديدة وكتب الرسائل لتقويم إيمانها وتثبيتها في الحق وتُنسَب إليه 14 رسالة في العهد الجديد، أشهرها رسائل رومية وكورنثوس وغلاطية وأفسس وتيموثاوس. سُجن مرات كثيرة، وتعرّض للجلد والرجم والغرق، لكنه لم يتراجع عن رسالته وفي النهاية، نال إكليل الشهادة في روما بقطع الرأس في عهد نيرون، حوالي سنة 67م، وتُكرّمه الكنيسة مع شريكه بطرس في عيد الرسل يوم 12 يوليو.