مأساة في الفرافرة.. مصرع رضيع غرقًا ونقل طفلة إلى المستشفى بسبب لدغة عقرب

لقي رضيع مصرعه غرقًا، فيما نُقلت طفلة رضيعة إلى المستشفى بعد تعرضها للدغة عقرب سام، في حادثين منفصلين وقعا اليوم الإثنين بمركز الفرافرة في محافظة الوادي الجديد، مما أثار حالة من الحزن والقلق بين أهالي المنطقة.
غرق رضيع أمام منزله ببركة مياه
جرى الإبلاغ عن وفاة الطفل متولي عوض علي عوض، البالغ من العمر عامًا ونصف، والمقيم بالقرية 17 التابعة لمركز الفرافرة، بعد سقوطه في بركة لتجميع مياه الشرب تقع أمام منزل أسرته.
وقد تلقى اللواء محمد حامد، مدير أمن الوادي الجديد، إخطارًا من إدارة شرطة النجدة، بوصول جثة الرضيع إلى مشرحة مستشفى الفرافرة المركزي.
وأظهرت التحريات الأولية أن الطفل غافل أسرته أثناء لهوه خارج المنزل، فسقط في البركة التي تُستخدم لتخزين مياه الشرب، ولم يلحظ غيابه أحد حتى كان الوقت قد فات.
جرى نقل جثمان الطفل إلى مشرحة المستشفى تحت تصرف النيابة العامة، فيما حررت الجهات المعنية محضرًا بالواقعة، وأخطرت النيابة العامة التي باشرت التحقيقات للوقوف على ملابسات الحادث، مع التأكيد على ضرورة التأمين الجيد لمصادر المياه القريبة من مساكن الأهالي.

رضيعة في خطر بعد لدغة عقرب سام
وفي واقعة أخرى بنفس المركز، تعرضت الطفلة هنا محمود نعيم، التي لم تتجاوز السبعة أشهر من عمرها، إلى لدغة عقرب سام في قرية الكفاح، التابعة أيضًا لمركز الفرافرة.
سارع ذوو الطفلة بنقلها إلى مستشفى الفرافرة المركزي، حيث جرى حقنها بمصل العقرب ووُضعت تحت الملاحظة الطبية، فيما أكد مصدر طبي بالمستشفى أن حالتها العامة متوسطة، ولا تزال تحت الملاحظة للتأكد من استقرار حالتها الصحية.

عقارب الوادي الجديد.. خطر موسمي متكرر
تعاني محافظات الصعيد، وعلى رأسها الوادي الجديد، من تزايد معدلات التعرض للدغ العقارب، خصوصًا خلال فصل الصيف، حيث تنشط تلك الزواحف السامة بفعل ارتفاع درجات الحرارة.
وكانت محافظة الوادي الجديد قد شهدت عدة حملات سابقة من وزارة الصحة لتوفير أمصال العقارب في مستشفيات المناطق النائية، وتوعية الأهالي بطرق الوقاية والإسعافات الأولية، إلا أن الحوادث لا تزال تتكرر.
وتُعد مناطق مثل مركز الفرافرة من أكثر المراكز تأثرًا بتلك الظاهرة، نظرًا لطبيعتها الصحراوية وانتشار البرك الزراعية ومخازن المياه التي تشكل بيئة مناسبة لانتشار العقارب.

مطالب بتعزيز الحماية والرعاية الطبية
أثارت الحادثتان، اللتان وقعتا في نفس اليوم، حالة من الحزن بين سكان المنطقة، وطالب عدد من الأهالي عبر صفحات التواصل الاجتماعي الجهات التنفيذية بسرعة التدخل وتغطية برك المياه بشكل آمن، إلى جانب توفير وحدات طبية متنقلة في القرى النائية لتقديم الإسعافات الأولية بشكل أسرع.
كما شدد الأهالي على ضرورة تكثيف حملات التوعية حول كيفية التعامل مع الأطفال في المناطق المفتوحة، لا سيما مع تكرار حوادث الغرق ولدغات الزواحف في السنوات الأخيرة.

مأساة تتكرر
لا تُعد الحادثتان الأولى من نوعها في مركز الفرافرة، حيث سُجلت حوادث مشابهة في الأعوام الماضية. ففي عام 2021، جرى تسجيل وفاة طفل غرقًا في ظروف مماثلة، بينما رُصدت أكثر من 300 حالة لدغ عقرب خلال صيف نفس العام في الوادي الجديد، ما دفع وزارة الصحة وقتها إلى إرسال تعزيزات طبية.
وتأتي هذه الحوادث لتسلط الضوء مجددًا على الحاجة لتكثيف جهود الدولة في تأمين بيئة آمنة للأطفال في المناطق النائية وتوفير رعاية صحية عاجلة لمواجهة الأخطار الطبيعية التي تهدد حياة الصغار.