في هدوء صباح الجمعة، خرجت آية زغلول مصطفى، 21 عامًا، من منزلها بقرية كفر السنابسة بمحافظة المنوفية متجهة إلى عملها في مزارع العنب بمدينة السادات. لم يكن الهدف رفاهية، بل لتوفير جزء من تكاليف تجهيزها قبل الخطوبة، وتخفيف العبء عن أسرتها البسيطة. «عايزة اجهز نفسي» آية، التي عُرفت بين جيرانها بهدوئها وأدبها، اعتادت العمل اليومي رغم التعب مقابل 130 جنيها، وكانت تُردد لأسرتها كلمات بسيطة تحمل قوة وإصرار: «عايزة أجهز نفسي». لكنها لم تتمكن من العودة؛ إذ وقع الحادث المروع على الطريق الإقليمي، لينهي حياة آية برفقة زميلات أخريات. كان مشهد تشييع جثمانها في نعش أبيض صادمًا لأهل القرية، الذين فقدوا بنتًا لم يكن حلمها إلا حياة مستقرة وسط أهلها. وبقيت قصتها علامة مؤلمة على طريق ما زال يحصد الأرواح، ويترك وراءه أسرًا مكسورة وأحلامًا لم تكتمل.