«محدش هيجهزني.. أنا اللي هجهز نفسي وأجيب كل اللي نفسي فيه»، لم تكن تعلم «رويدا»، ابنة قرية كفر السنابسة بمركز منوف بمحافظة المنوفية، أن رحلتها القصيرة للعمل في الصباح الباكر ستنتهي بحادث دموي على الطريق الإقليمي، يحرمها من فرحتها المنتظرة. رويدا فتاة تمت خطبتها منذ شهور، تستعد لفرحها الذي كان محددًا بعد ايام، بحماس بنت بسيطة، قررت أن تعتمد على نفسها، فتستيقظ فجرا وتذهب للعمل في مزارع المنطقة مقابل 130 جنيهًا فقط في اليوم، لتشتري تجهيزاتها وتساعد أسرتها البسيطة. اليوم المشؤوم.. بين الحلم والقدر خرجت رويدا كعادتها مع زميلاتها، حلمها الكبير يملأ قلبها، والابتسامة لا تفارق وجهها وهي تخطط لشراء ما ينقصها من جهازها. لكن القدر كان أسرع من حلمها؛ اصطدام مروع بين ميكروباص وتريلا على الطريق الإقليمي أنهى حياتها وحياة زميلاتها في لحظة واحدة، وحوَّل فستان الفرح المنتظر إلى كفن أبيض. حزن لا يوصف في القرية تحولت فرحة أهل رويدا إلى مأتم كبير، والصدمة خيمت على الوجوه، بكى الجميع على العروس التي لم تكتمل فرحتها، وأصبح الكفن هو الستر الأخير الذي لُفَّت به بدلاً من فستانها الأبيض. وفي وداعا الاخير ، لم يملك الأهالي إلا الدعاء لها ولكل الضحايا بالرحمة، مع حسرة لا توصف على فتاة حلمت بفرح صغير وبحياة هادئة لم تكتمل.