قالت جريدة الحياة اللندنية اليوم، في تقرير لها، حول أزمة “,”سد النهضة“,” وطريقة تعامل مصر مع هذه الأزمة: “,”اكتسبت أزمة سد النهضة، زخماً دولياً بعدما حضّت الولاياتالمتحدةالأمريكية الأطراف على التعاون المشترك، فيما أكدت القاهرة سعيها إلى الحوار مع أديس أبابا، بما يضمن مصالح الجميع، مع مطالبتها بوقف الإنشاءات لحين استكمال الدراسات. وقال وزير الخارجية المصري محمد كامل عمرو، أمس، إن الحوار مع أثيوبيا حول سد النهضة كفيل بتحقيق “,”أهدافها التنموية“,”، ومصالح دولتي مصب نهر النيل وهما مصر والسودان. وأكد عمرو أن “,”علاقات الأخوة والاحترام المتبادل وحسن الجوار بين دول حوض النيل الشرقي الثلاث (إثيوبيا ومصر والسودان) كفيلة وكافية لإجراء حوار بناء يتناول الشواغل المصرية بوضوح، بما من شأنه الوصول إلى نتائج تحقق الأهداف التنموية للدول الثلاث، وتحفظ المصالح المائية لدولتي المصب“,”. وأضاف أن “,”حالة القلق التي شهدها المجتمع المصري خلال الأيام الماضية والحوار المجتمعي الراهن الذي تشارك فيه كافة طوائفه بشأن تداعيات قرار إثيوبيا تحويل مسار النيل الأزرق، لبدء الأعمال التنفيذية لمشروع سد النهضة، هما رد فعل طبيعي ومشروع لأمة قامت حضارتها، وتعيش حاضرها وتبني مستقبلها على نهر النيل شريان الحياة“,”. إلا أنه أوضح “,”أن ما بين ذلك القلق ونتائج وتوصيات تقرير اللجنة الفنية الثلاثية بشأن المواصفات الفنية للسد المقترح وآثاره المائية والبيئية والاجتماعية المحتملة، هناك مساحة كبيرة للحوار والنقاش بين كل من مصر وإثيوبيا والسودان من أجل التوصل إلى الشكل الأمثل للمشروع، وبما يضمن الحفاظ على مصالح مصر المائية، وتحقيق الأهداف التنموية للدول الثلاث، وتجنب أية آثار سلبية قد تضر بمصالح دول المصب“,”. وقال المسئولون المصريون خلال الأيام الأخيرة، إن تقرير اللجنة الثلاثية التي ضمت ممثلين لمصر والسودان وإثيوبيا، إضافة إلى أربعة خبراء دوليين، انتهى إلى أنه لم تجر دراسات كافية حول الآثار المحتملة ل“,”سد النهضة الكبرى“,” على حصة دولتي المصب مصر والسودان من مياه النيل. وأشار عمرو ضمنياً إلى أن القاهرة ستطلب من الجانب الإثيوبي وقف الإنشاءات الجارية للسد لحين استكمال الدراسات الفنية، وقال: “,”بصدور تقرير اللجنة ننتقل إلى مرحلة ثانية من العمل، وهي مرحلة الحوار من أجل التوصل إلى اتفاق يضمن تنفيذ توصيات تقرير الخبراء، وهو ما سيقتضي المواءمة بين معدلات تنفيذ المشروع على الأرض، واستكمال الدراسات الخاصة بآثار السد المحتملة على دول المصب، ومن أجل التأكد من عدم وقوع أي ضرر عليها“,”. وشدّد وزير الخارجية على أن أمن مصر المائي “,”لا يمكن تجاوزه أو المساس به“,”، وأكد أن الفترة القادمة ستشهد تحركاً دبلوماسياً مصرياً مكثفاً، يستهدف التنسيق مع الجانبين الإثيوبي والسوداني حول نتائج وتوصيات تقرير لجنة الخبراء الدولية، والتي خلصت إلى ضرورة إتمام الدراسات الفنية الخاصة بالمشروع قبل استكمال عملية التنفيذ، وصعوبة الوقوف على الآثار المحتملة له على حجم ونوعية المياه الواردة إلى كل من مصر والسودان من دون إعداد الدراسات الكافية“,”. وكان أيمن علي، مستشار الرئيس المصري محمد مرسي قال الأربعاء: “,”إن كل الخيارات مفتوحة“,” في التعامل مع قضية سد النهضة. وأكد علي، في تصريحات نقلتها وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية “,”أن جميع الخيارات مفتوحة أمام مصر في التعامل مع قضية السد الإثيوبي“,”، مضيفاً: “,”لا بد لمصر أن تضمن مصالحها المائية وتدافع عنها“,”. وكانت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية جين ساكي قالت، إن بلادها تحض مصر وإثيوبيا على العمل معاً بشكل بناء لجعل آثار سد النهضة الإثيوبي في حدها الأدنى بالنسبة لدول المصب ولتنمية النيل الأزرق لمصلحة كل شعوب المنطقة، وأكدت أن هناك بالفعل تعاوناً تم بين البلدين لدراسة آثار بناء السد. ودخل الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي على خط الأزمة، وإن انحاز للموقف المصري، إذ أكد في كلمته الافتتاحية أمام الدورة الخامسة لمجلس وزراء العرب للمياه، أن قواعد القانون الدولي تحوي العديد من الأحكام الخاصة بالأنهار الدولية بخاصةً اتفاقية الأممالمتحدة لعام 1997 وكلها تقضي بعدم الإقدام على مشروعات تسبب أضراراً لدول الجوار في الحوض المائي المستفيدة من النهر نفسه. وطالب العربي إثيوبيا بعدم المضي في بناء “,”سد النهضة“,”، مشيراً إلى أن الحل في هذه الأزمة لن يكون إلا عبر الدبلوماسية والمفاوضات الهادئة، ومحاولة التوصل إلى حل مقبول من الأطراف، لافتاً إلى أن اللجوء إلى القضاء الدولي أو التحكيم لا يمكن أن يتم إلا بقبول الطرفين. وبدأت إثيوبيا الأسبوع الماضي في تحويل مجرى النيل الأزرق لبناء سد تبلغ تكلفته 4,2 بليون دولار، بغرض توليد الكهرباء. ويفترض أن تنتهي أولى مراحل بناء السد، بعد ثلاث سنوات مع قدرة على توليد 700 ميجاوات من الكهرباء، وعند استكمال إنشائه سيولد السد 6 آلاف ميجاوات. جريدة الحياة