أصدر المجمع المقدس للكنيسة القبطية الأرثوذكسية، برئاسة قداسة البابا تواضروس الثاني، بيانًا رسميًا أعرب فيه عن ترحيبه الكبير باستضافة الكنيسة القبطية للمؤتمر الدولي السادس لمجلس الكنائس العالمي، والمُزمع عقده بمناسبة مرور 17 قرنًا على انعقاد مجمع نيقية المسكوني الأول سنة 325م، والذي يُعد أحد أهم المجامع في تاريخ المسيحية الجامعة. تأتي هذه الاستضافة في سياق تأكيد الكنيسة القبطية على أصالتها العقائدية، ودورها المحوري في مسيرة الإيمان المسيحي منذ القرون الأولى، إضافة إلى التزامها بالحوار والتعاون مع الكنائس في الشرق والغرب، في ما يخص قضايا الإيمان والعمل المشترك.
استضافة مصرية لحدث عالمي يُعيد التذكير بواحدة من أقدم محطات الإيمان يُعتبر هذا المؤتمر واحدًا من أبرز الأحداث المسكونية المنتظرة عالميًا خلال السنوات المقبلة، نظرًا لما يحمله من دلالة رمزية ولاهوتية بمناسبة مرور 1700 عام على مجمع نيقية، الذي يُعد أول مجمع مسكوني اجتمعت فيه الكنيسة الجامعة لتُعلن إيمانها المشترك وتواجه الانقسامات العقائدية في زمن مبكر. ويمثل انعقاد المؤتمر على أرض مصر، وتحديدًا برعاية الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، رسالة واضحة تؤكد مكانة الكنيسة المصرية بوصفها إحدى أقدم الكنائس الرسولية الحاملة لتراث نيقية، والمؤمنة بثبات العقيدة التي عبّر عنها قانون الإيمان النيقاوي.
رسالة وحدة وشهادة روحية وسط تحديات عالمية في بيانه، شدد المجمع المقدس على أن هذا الحدث العالمي يعبّر عن الرغبة الصادقة في تعزيز الشهادة المسيحية الواحدة في عالم مضطرب، والتأكيد على ما يجمع الكنائس أكثر مما يفرقها، مستندين إلى الجذور العقائدية التي صاغها الآباء في نيقية، والتي لا تزال أساسًا للإيمان الأرثوذكسي حتى اليوم. وتعكس هذه الاستضافة أيضًا ثقة الكنائس الأخرى في الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، ودورها كجسر حضاري وروحي في الشرق الأوسط، وفي العالم المسيحي عامة، سواء على مستوى العلاقات المسكونية أو في دعم قضايا الحوار والسلام في العالم.