شهدت محافظة الوادي الجديد، اليوم الجمعة، انطلاق موسم حصاد محصول بنجر السكر بإنتاجية غير مسبوقة تصل إلى 35 طنًا للفدان، في خطوة جديدة نحو تعزيز الأمن الغذائي وتوسيع الرقعة الزراعية للمحاصيل غير التقليدية ذات العائد الاقتصادي المرتفع. إنتاجية واعدة.. وأرقام قياسية أعلن اللواء الدكتور محمد الزملوط، محافظ الوادي الجديد، اليوم الجمعة، بدء موسم الحصاد وسط أجواء من التفاؤل في أوساط المزارعين، مشيرًا إلى أن إجمالي المساحات المزروعة ببنجر السكر على مستوى المحافظة يبلغ نحو 35 ألف فدان، موزعة بين عدة مراكز إنتاجية رئيسية. وأوضح الزملوط أن مركز الفرافرة يتصدر القائمة بمساحة قدرها 9600 فدان، يليه مركز العوينات ب6810 فدادين، ثم مركز الداخلة ب4221 فدانًا، وهو ما يعكس توسع المحافظة في زراعة البنجر بشكل استراتيجي مدروس، بدعم من الأجهزة التنفيذية وجهود وزارة الزراعة. الزراعة التعاقدية.. مستقبل المحاصيل الإستراتيجية من جانبه، أكد الدكتور مجد المرسي، وكيل وزارة الزراعة في الوادي الجديد، أن محصول بنجر السكر يمثل أحد النماذج الناجحة للزراعة التعاقدية مع الدولة، والتي تضمن للمزارعين عائدًا مضمونًا ودعمًا تقنيًا وإرشاديًا متواصلاً، لافتًا إلى أن البنجر يتميز بانخفاض تكاليف زراعته مقارنة بمحاصيل شتوية أخرى، مثل بعض أنواع الخضروات. وأشار المرسي إلى أن الفدان الواحد من البنجر يمكن أن يحقق إنتاجية تتراوح بين 35 إلى 55 طنًا عند تطبيق التوصيات الفنية والمعايير الزراعية المثلى، بينما قد لا تتجاوز الإنتاجية 10 إلى 15 طنًا في حال تجاهل تلك المعايير. وأضاف أن الدورة الزراعية المثالية لزراعة البنجر في الأراضي الخفيفة هي الدورة الرباعية، ما يسهم في استدامة خصوبة التربة وتحسين كفاءة الزراعة. بنجر السكر في مصر تُعد زراعة بنجر السكر من المحاصيل الاستراتيجية التي بدأت مصر في التوسع فيها منذ أواخر القرن العشرين، في إطار مساعي الدولة لتحقيق الاكتفاء الذاتي من السكر، أحد أبرز السلع التموينية. وقد شهدت زراعة البنجر نموًا ملحوظًا خاصة في مناطق الاستصلاح الزراعي الجديدة مثل شرق العوينات والفرافرة، حيث تتوافر الأراضي الرملية المناسبة، والمياه الجوفية، والبنية التحتية التي تؤهل تلك المناطق لتكون مراكز إنتاج زراعي متكاملة. وتدعم الدولة من خلال وزارة الزراعة وهيئة السلع التموينية مصانع السكر في التوسع في استلام البنجر من المزارعين، مع توفير التقاوي المعتمدة، وخدمات الإرشاد الزراعي، والمعدات الحديثة للحصاد، ما يحفّز المزارعين على التوسع في هذه الزراعة الرابحة. أثر اقتصادي وتنموي متوقع يمثل موسم حصاد البنجر هذا العام نقطة تحول مهمة في ملف التنمية الزراعية في الوادي الجديد، لما يحققه من عائد اقتصادي مباشر للمزارعين، ويعزز من القيمة المضافة للإنتاج المحلي عبر دعم الصناعات الغذائية المرتبطة به مثل تصنيع السكر والعلف والمولاس. كما أن نجاح زراعة البنجر يدفع نحو التوسع في تبني نماذج مماثلة من الزراعة التعاقدية لمحاصيل أخرى، وهو ما يتماشى مع رؤية مصر 2030 للتنمية المستدامة، التي تستهدف زيادة الرقعة الزراعية وتحسين دخل الفلاحين وتحقيق الأمن الغذائي. ختامًا.. تُظهر أرقام هذا الموسم أن الوادي الجديد بات أحد أعمدة الإنتاج الزراعي في مصر، وأن رهان الدولة على استصلاح وزراعة المناطق الصحراوية يؤتي ثماره عامًا بعد عام. ويبدو أن بنجر السكر، بما يملكه من مميزات تنافسية، سيبقى أحد أبطال الحصاد في هذه الرحلة التنموية الطموحة. انطلاق موسم حصاد محصول بنجر السكر (1) انطلاق موسم حصاد محصول بنجر السكر (2) انطلاق موسم حصاد محصول بنجر السكر (3) انطلاق موسم حصاد محصول بنجر السكر (4) انطلاق موسم حصاد محصول بنجر السكر (5)