منذ وصول الشيخ المرسي وما قبل ذلك، يخرج علينا يوميًا الشيخ عصام العريان بمتناقضات القول وأغربه، فمن أجل وزير الثقافة الذى ليس له علاقة بالثقافة يوجه “,”العريان“,” سهام النقد الفاشية إلى رموز الثقافة المصريين الذين يحاربون وزير اغتيال الإبداع في مصر تحت شعار “,”التطهير سابقا والإخوانية حاليا“,”. مولانا العريان “,”يهيس“,” على الفيس دفاعًا عن الثقافة التي لا يعرفها، ويصف من يتصدرون المشهد الثقافي “,”بالمحتلين“,” لمكتب وزير الاغتيالات الإبداعية، بل ويستشهد ب “,”العقاد، والرافعي، وطه حسين، وحسين هيكل، ونجيب محفوظ، وحسن الزيات“,” ويعتبرهم قوة مصر الناعمة. ولأنه لا يعرفهم ولم يفهم ماذا قالوا وكتبوا عن أبناء قوة مصر الناعمة وملهم حركتهم الإخوانية الشيخ حسن البنا قوة مصر القاتلة، فنحن نذكره بالعقاد ومحفوظ نموذجا. فالكاتب العبقري “,”العقاد“,” يعتبر “,”البنا“,” حفيدًا ليهود المغرب العاملين في حرفة “,”الساعاتية“,” منذ عشرات السنوات، وقال بالنص عن ذلك في مقال له بجريدة الأساس بتاريخ 2 يناير 1949 “,”عندما نرجع إلى الرجل الذي أنشأ جماعة الإخوان حسن البنا ونسأل: من هو جده؟ فإننا لا نجد أحدا في مصر يعرف من هو جده على التحقيق، وكل ما يقال عنه إنه من المغرب، وإن أباه كان ساعاتيا في حي السكة الجديدة، والمعروف أن اليهود في المغرب كثيرون، وأن صناعة الساعات من صناعاتهم المألوفة، وأننا هنا لا نكاد نعرف ساعاتيا كان مشتغلا في السكة الجديدة بهذه الصناعة قبل جيل واحد من غير اليهود“,”. هذا ما قاله عباس العقاد عن حسن البنا، ونقول لصاحب “,”مولد سيدى العريان“,”، هل حديث العقاد مجرد مصادفات، وهل ما زلت تختلف معه رغم هذه الصفة العظيمة التي منحها لملهمك “,”البنا“,”. أما عميد الرواية نجيب محفوظ فجماعة الإخوان لا تتعدى بالنسبة له سوى مجرد تنظيم “,”فاشي وانتهازي في الوقت ذاته“,”، يجسده من خلال روايته الرائعة “,”القاهرة الجديدة“,” في “,”شخصية“,” الأستاذ مأمون رضوان الذى أعتبره “,”محفوظ“,” في روايته ساخراً منه: “,”إمام الإسلام في عصرنا هذا، فقديماً أدخل عمرو بن العاص الإسلام في مصر بدهائه، وغداً يخرجه منها مأمون رضوان بثقل دمه“,”. ومن المؤسف أن من يصفهم “,”العريان“,” بالمحتلين لم يصفوا ملهم جماعته بما وصفه العقاد ومحفوظ، فهل ما زلت مختلفا معهم، وتعتبرهم محتلين؟، هذا للتذكير فقط إذا كنت قد قرأت أصلا ما كتبه العقاد عن البنا ومحفوظ وعن الجماعة، فإن كنت تعلم فتلك مصيبة، وإن كنت لا تعلم فالمصيبة أكبر.