زكاة الفطر.. قيمتها ومتى تُخرج؟ وما حكم إخراجها نقدًا؟

تبرز زكاة الفطر كفريضة شرعية وركيزة أساسية من مظاهر التكافل الاجتماعي في الإسلام، فهي زكاة واجبة على كل مسلم قادر، فرضها النبي صلى الله عليه وسلم طُهرة للصائم من اللغو والرفث، وسدًّا لحاجة الفقراء في يوم العيد، حيث قال صلى الله عليه وسلم: "أغنوهم عن السؤال في هذا اليوم".
وتُخرج زكاة الفطر قبل صلاة العيد، وتقدَّر بمقدار محدد من الطعام أو بقيمتها نقدًا وفقًا لاجتهاد العلماء، لضمان تحقيق أقصى فائدة للمحتاجين، فتكون سببًا في نشر الفرحة بين المسلمين وتعزيز روح التعاون والرحمة في المجتمع.
وقد أعلنت دار الإفتاء المصرية، الحد الأدنى لقيمة زكاة الفطر لعام 2025 (1446ه)، والذي تم تحديده ب35 جنيهًا للفرد، مع إمكانية الزيادة لمن يرغب في تقديم المزيد من الخير، ويأتي هذا التقدير استنادًا إلى متوسط سعر إردب القمح، وهو أحد الأصناف التي حددتها السنة النبوية كمرجع لزكاة الفطر، وذلك لضمان تحقيق الفائدة القصوى للمحتاجين.
حكم إخراج زكاة الفطر نقدًا
أكدت دار الإفتاء أن إخراج زكاة الفطر نقدًا بدلاً من الحبوب يجوز شرعًا، إذ يُسهّل على الفقراء والمحتاجين شراء احتياجاتهم الأساسية وفقًا لظروفهم، وهو ما أقره العديد من الفقهاء المعاصرين باعتباره أكثر نفعًا وأيسر في التوزيع.
موعد إخراج زكاة الفطر وآخر وقت لها
يمكن للمسلمين إخراج زكاة الفطر من أول يوم في رمضان وحتى قبل صلاة عيد الفطر مباشرةً، وذلك امتثالًا لحديث النبي صلى الله عليه وسلم:
"فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم زكاة الفطر من رمضان على كل مسلم، تؤدَّى قبل خروج الناس إلى الصلاة."
ويُحرم تأخير إخراج الزكاة بعد صلاة العيد إلا لعذر شرعي، لأنها بذلك تفقد الهدف الأساسي منها، وهو إغناء الفقراء في يوم العيد.
حساب قيمة زكاة الفطر 2025
وفقًا لحسابات دار الإفتاء، تم تحديد القيمة بناءً على سعر إردب القمح الذي يبلغ 2000 جنيه بوزن 150 كيلوجرامًا، أي أن سعر الكيلو الواحد يصل إلى 13.33 جنيهًا.
وبناءً على ذلك، فإن مقدار زكاة الفطر (2.04 كجم من القمح) يعادل:
2.04 × 13.33 = 27.19 جنيهًا كحد أدنى، إلا أن دار الإفتاء رفعت القيمة إلى 35 جنيهًا لتحقيق أكبر فائدة للمحتاجين.
وتجب زكاة الفطر على كل مسلم قادر، سواء كان ذكرًا أو أنثى، كبيرًا أو صغيرًا، غنيًا أو فقيرًا، بشرط أن يكون لديه ما يكفيه من قوت يوم العيد وليلته، ولا تجب الزكاة عن الجنين إذا لم يولد قبل غروب شمس آخر يوم من رمضان، وعن الشخص الذي توفي قبل مغرب ليلة العيد.
المستحقون لزكاة الفطر
يتم توزيع زكاة الفطر وفقًا للمصارف التي حددها الله في قوله تعالى:
"إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ" [التوبة: 60].
وتشمل هذه الفئات، الفقراء والمساكين الذين لا يجدون كفايتهم اليومية، والعاملون عليها وهم الجهات الرسمية المسؤولة عن جمع وتوزيع الزكاة، والغارمون وهم الأشخاص المثقلون بالديون ولا يستطيعون سدادها، وفي سبيل الله كدعم المشاريع الخيرية والجهاد المشروع، ولابن السبيل وهو المحتاج الذي تقطعت به السبل بعيدًا عن وطنه.