ترامب: برنامج إيران النووي دمر بالكامل وهذا ما أكدته وكالة الطاقة الذرية    رئيس بعثة الجامعة العربية بالأمم المتحدة: الوحدة العربية حول فلسطين اليوم لم أشهدها منذ 45 عاما    وزير الأوقاف: اغتيال الدكتور مروان السلطان وأسرته جريمة حرب مكتملة الأركان    الغنام: ننتظر مواجهة شرسة أمام فلومينينسي    على ذمة التحريات.. النيابة تحجز المتهمين بواقعة ركل فتاة بكورنيش الإسكندرية    دون إصابات.. السيطرة على حريق في محطة وقود بالفيوم    وفقًا للقانون.. تعرف على شروط الإجازة بدون أجر للعاملين بالدولة    تعرف علي آخر تطورات سعر الذهب اليوم الجمعة 4 يوليو 2025 فى مصر    استشهاد اللاعب الفلسطيني مصطفى أبو عميرة جراء القصف على قطاع غزة    القانون يحدد ضوابط استعمال آلات رفع المياة في البحيرات.. تعرف عليها    حملة مرورية بالفيوم تضبط المخالفين وتحقق الانضباط.. صور    أول تعليق لرئيس حزب الوعي بعد استقالة كرم جبر وعمرو الشناوي    بعد وفاة أحمد عامر .. حمو بيكا يشكف حقيقة اعتزاله الغناء    رئيس هيئة الاستثمار: المستثمر لن يضطر للتعامل مع 70 جهة.. والمنصة الرقمية تنهي الإجراءات ب 20 يوما    الدكتور حاتم سلامة.. بصيرة تتحدى الظلام ورؤية تصنع الأمل    وظائف حقيقية في انتظارك.. أكثر من 2900 فرصة عمل في كبرى الشركات الخاصة ب الشرقية والمحافظات    العدل: نتحالف في القائمة ونتنافس في الفردي بتحالف آخر.. وقانون الانتخابات هو السبب    رئيس اتحاد المهن الطبية: نقف على مسافة واحدة من الجميع    ترامب: أريد أن أرى أهل غزة آمنين بعد أن مروا بالجحيم    حماس: سنسلم القرار النهائي للوسطاء بعد انتهاء المشاورات    مجدي البدوي: نرفض افتتاح سد النهضة دون اتفاق ملزم يحفظ حقوق مصر المائية    ملف يلا كورة.. اعتزال شيكابالا.. عروض وسام.. وصلاح يقطع إجازته    يلا كورة يكشف.. تفاصيل طلب الوصل الإماراتي لضم وسام أبو علي ورد الأهلي    «ظهور تلفزيوني»..شيكابالا يبدأ مهمته الجديدة بعد اعتزال كرة القدم    الفاصوليا البيضاء ب 80 جنيها.. أسعار البقوليات في أسواق الشرقية الجمعة 4 يوليو 2025    سعر الخوخ والبطيخ والفاكهة بالأسواق اليوم الجمعة 4 يوليو 2025    «الطقس× أسبوع».. شديد الحرارة رطب والأرصاد تحذر من الشبورة الكثيفة والرياح بالمحافظات    كان يلهو بالشارع.. تفاصيل مصرع طفل أسفل عجلات سيارة نائب بشبين القناطر    أهالي المنيا يشيعون جثامين الأطفال الثلاثة الذين قُتلوا على يد والدهم    سعر الفراخ البيضاء والبلدي وكرتونة البيض بالأسواق اليوم الجمعة 4 يوليو 2025    اكتشفها خالد يوسف .. من هي ملكة جمال العرب سارة التونسي    لماذا الإسلام دين السلام؟| عالم بالأوقاف يُجيب    في شهر التوعية.. ما لا تعرفه عن مرض الساركوما    الشاي ب لبن| أخصائي تغذية يكشف حقيقة أضراره    "معكم" يعرض مجموعة من الصور النادرة لأم كلثوم ترصد مسيرة كوكب الشرق    ماكرون يهدد طهران بإجراءات انتقامية بسبب اتهام فرنسيين بالتجسس لصالح إسرائيل    شاهد لحظة غرق حفار البترول العملاق فى البحر الأحمر.. فيديو    مهرجان عمّان السينمائى .. خارج النص    السيطرة على حريق داخل محطة وقود بقرية سرسنا في الفيوم    ما الحالات التي يحق فيها للمؤجر إخلاء شقق الإيجار القديم؟.. القانون يجيب    تصل للحبس والغرامة.. عقوبة تسلق الأثار دون ترخيص (تفاصيل)    في عيد ميلاد علاء مرسي.. رحلة ممتدة من النجاحات ويبوح ل "الفجر الفني" بأمنية لا تشبه أحدًا    "محدش جابلي حقي".. شيكابالا يوجه رسالة لجمهور الأهلي    كارولين عزمي على البحر ومي عمر جريئة.. لقطات لنجوم الفن خلال 24 ساعة    «حد كلمني أخليه يعتزل».. ممدوح عباس يكشف مفاجأة بشأن شيكابالا    خالد الجندي: "عاشوراء" سنة نبوية قديمة ليست مقتصرة على الإسلام    خالد الجندي: شرع من قبلنا شرعٌ لنا ما لم يخالف شرعنا    مراجعة ليلة الامتحان في الرياضيات فرع (الإستاتيكا) للثانوية العامة 2025 (pdf)    ارتفاع عدد شهداء العدوان الإسرائيلى على قطاع غزة إلى 101 منذ فجر الخميس    تفاصيل القبض على أصحاب فيديو السباق في مدينة 6 أكتوبر.. فيديو    منتخب الشباب يؤدي تدريبه الأول استعدادا لوديتي الكويت    لميس جابر: الإخوان وضعوني على قوائم الإرهاب وفضلت البقاء في مصر رغم صعوبة فترتهم    خالد الغندور: جون إدوارد لديه مشروع جديد والزمالك يحتاج الدعم الكامل    مستشفى 15 مايو ينجح فى إنقاذ مريضين في عمليات حرجة تنتهي بلا مضاعفات    مدير التأمين الصحي بالقليوبية تتفقد مستشفيات النيل وبنها لضمان جاهزية الخدمات    من يتحمل تكلفة الشحن عند إرجاع المنتج؟.. الإفتاء المصرية توضح الحكم الشرعي    أمين الفتوى: التدخين حرام شرعًا لثبوت ضرره بالقطع من الأطباء    نائب وزير الصحة يتفقد مستشفى حلوان العام ومركز أطلس ويوجه بإجراءات عاجلة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



من دير ياسين إلى بيت لاهيا.. حرب إبادة الشعب الفلسطيني مستمرة
نشر في البوابة يوم 19 - 11 - 2024

وسط تصاعد العمليات العسكرية الإسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني واللبناني على حد سواء، وفي ظل استمرار عمليات إسرائيلية الحربية في جنوب لبنان وقصفها المستمر لمواقع لبنانية، بالإضافة إلى ما ترتكبه إسرائيل من مجازر بحق أبناء الشعب الفلسطيني الأعزل في قطاع غزة والضفة الغربية، منذ ما بعد السابع من أكتوبر الماضي، قبل تنفيذ الفصائل الفلسطينية عملية «طوفان الأقصى» الاستباقية.
ترصد «البوابة نيوز» المجازر الإسرائيلية بحق الشعبين الفلسطيني والعربي، حيث تعيد العمليات العسكرية الإسرائيلية للأذهان المجازر التي ارتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي في عدة مناطق عربية أبرزها مذبحة دير ياسين التي نفذتها عصابات صهيونية في عام 1948 ومذبحة صبرا وشاتيلا، بجانب مذابح أرى سجلت في سجل إسرائيل الأسود منذ إعلان قيام دولة إسرائيل عام 1948 بعد اعتراف الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفيتي آنذاك بدولة إسرائيل المزعومة.
وفقًا لميثاق الأمم المتحدة، فإن الفصل السابع ينص في مواده على، أن مجلس الأمن يقرر ما يجب اتخاذه من التدابير التي لا تتطلب استخدام القوات المسلحة لتنفيذ قراراته، وله أن يطلب إلى أعضاء «الأمم المتحدة» تطبيق هذه التدابير، ويجوز أن يكون من بينها وقف الصلات الاقتصادية والمواصلات الحديدية والبحرية والجوية والبريدية والبرقية واللاسلكية وغيرها من وسائل المواصلات وقفا جزئياً أو كليا وقطع العلاقات الدبلوماسية.
وأكد عدد من خبراء القانون الدولي وأساتذة العلوم السياسية، أن ما يحدث من جرائم إسرائيلية وعدم قدرة المجتمع الدولي على وقف ما يحدث دليل على هشاشة القوانين الدولية والمجتمع الدولي ككل.
مذبحة دير ياسين 1948
هي أشهر مذابح العصابات الصهيونية آنذاك، والتي أظهرت سمعة إسرائيل السيئة، بعد أن عملت العصابات الصهيونية آنذاك وهي عصابتا شيترن والأرجون على إبادة قرية دير ياسين الفلسطينية الواقعة غرب مدينة القدس، حيث نفذت تلك العصابات قتلًا ممنهجًا ضد الشعب الفلسطيني وبالتحديد ضد النساء والأطفال والشباب، وهو ما رفع عدد الضحايا بين الفلسطينيين طبقًا للتقديرات إلى ما بين 250 و 360 مواطنا فلسطينيا.
وتسببت تلك المذبحة في تهجير بقية أبناء الشعب الفلسطيني من القرية إلى مناطق أخرى بسبب ما تركته المذبحة من أثر نفسي في نفوس المواطنين تجاه العصابات الصهيونية ولجأ الفلسطينيون إلى النزوح إلى مناطق أخرى والهروب خارج البلاد بعدما استغلت إسرائيل تلك المذبحة وتضخيمها لبث الرعب في نفوس المواطنين الفلسطينيين في مناطق أخرى ودفعهم للهروب والنزوح، حيث استوطن اليهود قرية دير ياسين والقرى المجاورة بعد طرد سكانها الأصليين منها، وأطلقوا أسماء قادة عصابات الصهيونية في شتيرن وأرجون على شوارعها الرئيسية.
مذبحة الطنطورة 1948
هي مذبحة نفذتها عصابات صهيونية بعد شهر واحد فقط من تنفيذ مذبحة دير ياسين، والتي استهدفت منها العصابات استكمال عملية التطهير العرقي للقرى الفلسطينية، إذ استخدمت فيها العصابات الصهيونية السلاح الثقيل لترهيب السكان من أجل تنفيذ التهجير بحق أكبر عدد من المواطنين الفلسطينيين.
تختلف مذبحة الطنطورة عن مذبحة دير ياسين من جانب أن جيش الاحتلال الإسرائيلي شارك بشكل كبير في تنفيذ تلك المذبحة، وهي المذبحة التي تمت بعد أسبوع واحد فقط من إعلان قيام الدولة الإسرائيلية في الأمم المتحدة، كما ركز جيش الاحتلال والعصابات على تنفيذ تلك المذبحة بحق قرية الطنطورة بالتحديد لما تتمتع به القرية من موقع ممتاز على ساحل البحر الأبيض المتوسط، حيث حولوا ساحل القرية لمرفأ.
تقع قرية الطنطورة بالقرب من حيفا على ساحل البحر المتوسط، وقد استشهد في هذه المجزرة ما بين 270 إلى 290 فلسطينيًا.
مذبحة خان يونس 1965
تعد مذبحة خان يونس من أشهر مذابح الحركات الصهيونية والتي نفذها جيش الاحتلال الإسرائيلي بحق أبناء خان يونس في 12 نوفمبر من عام 1956، حيث أسفرت تلك المذبحة عن استشهاد أكثر من 250 فلسطينيا في مرحلتها الأولى، كما نفذ جيش الاحتلال مرحلة ثانية من المذبحة بحق أبناء خان يونس في نفس الشهر راح ضحيتها نحو 275 شهيداً من المدنيين في نفس اليوم ونفس المخيم.
وفرضت قوات الاحتلال الإسرائيلي حظرًا للتجول على مواطني قطاع غزة لمنعهم من انتشال واسترجاع جثث زملائهم القرويين الذين نفذت بحقهم مذبحتين، وتُركت الجثث متناثرة على الأرض، وقد تولى الصليب الأحمر نقل الجرحى إلى مدينة غزة للعلاج الطبي.
وبعد ذلك بوقت قصير، تم اكتشاف مقبرة جماعية في خان يونس، احتوت على جثث لفلسطينيين أصيبوا برصاص في الجزء الخلفي من الرأس.
مذبحة الأقصى الأولى 1990
نفذ جيش الاحتلال الإسرائيلي مذبحة الأقصى الأولى في مسجد الأقصى بمدينة القدس صباح يوم الاثنين الموافق 8 أكتوبر 1990، بعدما حاول متطرفون يهود وضع حجر الأساس لما يسمى "الهيكل الثالث" في إحدى باحات المسجد الأقصى، وبعد أن حاول أهالي القدس منع المتطرفين اليهود من تنفيذ مخططهم وقع خلاف تطور إلى اشتباك بين المصلين المسلمين وعددهم 4000 مصل وبين المتطرفين اليهود، حيث تدخل جنود جيش الاحتلال الإسرائيلي الموجودون في ساحات المسجد وفتحوا النار على المصلين دون تمييز، ما تسبب في استشهاد 21 شخصًا وإصابة 150 بجروح مختلفة واعتقال 270 شخصاً.
وخلال المذبحة استخدمت قوات الاحتلال جميع الأسلحة من رصاص حي وقنابل غاز سام، كما استخدمت الأسلحة الأوتوماتيكية، وضربت طائرات الهليكوبتر العسكرية الرصاص على المصلين، ولم يتوقف إطلاق النار لمدة 35 دقيقة على المصلين، ما أدى إلى تسجيل أداد كبيرة من الشهداء الفلسطينيين.
مجزرة صبرا وشاتيلا 1982
هي من أشهر المجازر التي ارتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي في مخيمي صبرا وشاتيلا الذي كان يقطن فيه لاجئون فلسطينيون في منتصف شهر سبتمبر من عام 1982، وهي المذبحة التي استمرت لمدة ثلاثة أيام وأسفرت عن استشهاد ما لا يقل عن 3500 شهيد من الرجال والأطفال والنساء والشيوخ المدنيين من الفلسطينيين واللبنانيين أيضا.
طوقت قوات الاحتلال في ذلك الوقت المخيم بالكامل وكان الجيش الإسرائيلي تحت قيادة أرئيل شارون رئيس وزراء إسرائيل الأسبق ورافائيل إيتان، كما سجلت التقارير أن تعداد الجثث بلغ 328 جثة، لكن الكثير من المؤرخين سجلوا عددًا كبيرًا من الضحايا جراء تلك المذبحة، ومنهم نويهض الحوت، في كتابها الذي جاء بعنوان «صبرا وشاتيلا - سبتمبر 1982»، والتي قدرت فيه عدد الضحايا ب1300 شخص على الأقل.
مذبحة الحرم الإبراهيمي 1994
هي مذبحة نفذها الصهيوني السكري باروخ جولدشتاين وهو طبيب عسكري يهودي، والذي نفذ المذبحة في المنطقة الواقعة في مدينة الخليل الفلسطينية في شهر رمضان عام 1414 ه الموافق 25 فبراير 1994، حيث أطلق جولشتاين النار على المصلين المسلمين في صلاة الفجر في المسجد الإبراهيمي، وقد تم تسجيل استشهاد حوالي 29 مصلياً وإصابة ما يزيد على 150 آخرين قبل أن ينقض عليه مصلون آخرون ويقتلونه.
وخلال تلك المذبحة حدث تواطؤ بين منفذ المذبحة وجيش الاحتلال الذين أغلقوا أبواب المسجد الإبراهيمي بالقدس لمنع المصلين من الهروب خلال تنفيذ المذبحة، وخلال تشييع الشهداء وقع اشتباك بين جنود الاحتلال ومشيعي الشهداء حيث فتح جنود جيش الاحتلال النار على المشيعين ووقع حوالي 50 شهيدا.
ولم تتوقف المجازر الإسرائيلية عند مستوى المجازر القديمة خلال فترات بداية الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية العربية، إذ استمرت جرائم جيش الاحتلال الإسرائيلي خلال ما بعد عملية طوفان الأقصى، إذ احتلت قوات الاحتلال الإسرائيلي قطاع غزة ونفذت مجازر عديدة في مناطق متفرقة بحق المستشفيات ومدارس الأونروا ومخيمات اللجوء.
مجزرة المستشفى المعمداني 2023
بمجرد إعلان جيش الاحتلال الإسرائيلي عن عمليته العسكرية التي يستهدف بها قطاع غزة، ردًا على عملية «طوفان الأقصى» بدأ القصف الجوي الإسرائيلي العنيف على مناطق متفرقة من القطاع، واستهدف مناطق إيواء النازحين ومستشفيات علاج الجرحى والمصابين جراء الضربات والغارات الإسرائيلية على المدنيين والنساء والأطفال، حيث أغارت قوات جيش الاحتلال على مستشفى الأهلي المعمداني الواقعة في حي الزيتون في ساعات الليل الأولى من يوم 17 أكتوبر 2023، وتسببت الغارة المكثفة في وقوع عدد كبير من الشهداء والمصابين، والذين كان أغلبهم من النساء والأطفال، حيث مزقت الغارة الإسرائيلية أجساد المصابين والشهداء وحولتهم إلى أشلاء على مرأى ومسمع من العالم.
وتسببت تلك الغارات على المستشفى في وقوع أكثر من 500 شهيد و600 مصاب، وتراوحت الإصابات بين بتر في الأطراف وغيرها من الأصابات القاتلة، والتي تسببت فيما بعد في وفاة عدد كبير من جراء تلك الغارة.
مجزرة مستشفى كمال عدوان 2023
استهدفت قوات الاحتلال الإسرائيلي في منتصف ديسمبر من العام الماضي 2023 مستشفى كمال عدوان شمال قطاع غزة، وتسببت الغارة الإسرائيلية المكثفة على المستشفى في استشهاد وإصابة العشرات من المصابين والمرضى والأطقم الطبية وعدد كبير من النازحين الموجودين في ساحة المستشفى الواقع في بيت لاهيا.
وكانت تحرص قوات الاحتلال الإسرائيلي على محاصرة المستشفى من وقت لآخر لمنع الإمدادات الطبية من الوصول إليه، ومن ثم يتم إخراجه من الخدمة، وبالتالي يسهل على قوات الاحتلال الإسرائيلي قصفه بحجة وجود عناصر من حركة المقاومة الإسلامية حماس بداخله.
وقال شهود عيان إن جيش الاحتلال الإسرائيلي دخل إلى المستشفى وجرفت الجرافات الإسرائيلية خيام النازحين ودفنتهم أحياء، وسجلت إعدامات بحق عدد كبير من النساء والأطفال بعد أن أطلقت النار مباشرة عليهم، وعلى الطواقم الطبية.
مجزرة جباليا 2024
وقعت تلك المجزرة خلال استهداف قوات الاحتلال الإسرائيلي لمربع سكني بالقرب من المستشفى الإندونيسي في مخيم جباليا شمال مدينة غزة، وتسببت الغارة الإسرائيلية والقصف المفاجئ والمتتالي في ارتقاء حوالي 400 شهيد فلسطيني معظمهم من الأطفال.
وقالت وزارة الصحة في قطاع غزة وقتها إن الغارة الإسرائيلية استهدفت منطقة من أكثر الأمكان في غزة اكتظاظًا بالسكان، وتسببت الغارة الإسرائيلية في نسف المربع السكني بالكامل على من فيه، وخلفت مئات الشهداء والمصابين.
وقالت وزارة الداخلية الفلسطينية في قطاع غزة، إن القصف تم باستخدام 6 قنابل تزن كل واحدة منها حوالي طن كامل من المتفجرات شديدة الانفجار، وهو ما تسبب في تدمير كامل للبنية التحتية في تلك المنطقة.
وأكد مدير المستشفى الإندونيسي عاطف الكحلوت آنذاك إن الشهداء والمصابين حضروا إلى المستشفى وبهم حروق وتشوهات كبيرة يصعب التعامل معها، في ظل ضعف الإمكانيات الطبية الموجودة بالمستشفى نتيجة تعنت قوات الاحتلال الإسرائيلي في إدخال المساعدات الطبية إلى القطاع.
مجزرة بيت لاهيا 2024
وبالتزامن مع استمرار الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، استمرت أيضًا مجازر جيش الاحتلال الإسرائيلي ضد المدنيين العزل من أبناء القطاع، حيث نفذت قوات الاحتلال مجزرة جديدة في بيت لاهيا بشمال قطاع غزة، الذي بات يعاني من حصار شديد وتجويع ممنهج ضد أبناء الشعب الفلسطيني هناك.
وفيما رفض أهالي شمال قطاع غزة ترك منازلهم، ارتكبت ضدهم قوات الاحتلال مجزرة جديدة استهدفت مناطق سكنية مختلفة يسكنها المدنيون بغارات مكثفة، حيث قصفت قوات الاحتلال عمارة سكنية يقطنها عدد كبير من الأهالي، وأسفر القصف عن استشهاد 93 فلسطينيا وفقدان ما يعادل 40 شخصا آخرين، حيث استهدف القصف حوالي 5 طوابق لعائلة أبو نصر في بيت لاهيا.
وكشفت السلطات المحلية في قطاع غزة أن من بين الشهداء حوالي 25 طفلًا على الأقل، بالإضافة إلى عدد كبير من النساء والشيوخ والشباب الذين راحوا ضحايا القصف الإسرائيلي العنيف.
القوانين الدولية
رغم كل المجازر التي ارتكبها جيش الاحتلال على مدار الأعوام الماضية، إلا أن المجتمع الدولي وقف صامتًا أمام هذه الأحداث الدموية، وفي هذا السياق، قالت الدكتورة نورهان الشيخ، أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية، إن استمرار إسرائيل في جرائمها، دليل على ضعف وهشاشة المجتمع والقوانين الدولية، مشددًة على أن الصمت الدولى على هذه الانتهاكات تعطى الضوء الأخضر لجيش الاحتلال في الاستمرار في جرائمه.
وأكدت الشيخ، أن أي قانون يحتاج إلى قوة تحميه، وهذه القوة هي القوى العظمى التي يجب أن تحفظ عملية السلام في العالم، لافتًة إلى أن مجلس الأمن والأمم المتحدة هي الجهات المنوط بها حفظ عملية السلام الدولي، ولكن في حالة إسرائيل فإننا نجد أن الولايات المتحدة الأمريكية وهي القوى العظمى في العالم، هي التي تدعم الكيان الصهيوني وتؤيده في عمليات الإبادة الجماعية.
وتابعت أستاذ العلوم السياسية، بما أن القوى الكبرى في العالم تدعم جيش الاحتلال، فلا يمكن تنفيذ القانون الدولي، موضحًة أنه خلال مناقشة مجلس الأمن لقرارات إدانة إسرائيل أو وقف جرائم الحرب التي تحدث في قطاع غزة، فإن الدولة التي تستخدم حق الفيتو هي أمريكا، وهو ما يعطي ضوءًا جديدًا للكيان الصهيوني بالاستمرار في جرائمه.
وأضافت نورهان الشيخ، أن العديد من الدول طالبت بمحاسبة إسرائيل، منها روسيا وبدعم صيني، وطالبت الدول بتفعيل الفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة، ولكن أمريكا تقف عائقًا أمام تفعيل هذا الفصل، باستخدام حق الفيتو ضد وهو ما يؤكد دعم القوة الأكبر في العالم لما تقوم به الاحتلال الصهيوني من مجازر دموية تستوجب المحاكمة والمحاسبة.
واستطردت، أن قرارات المحكمة الجنائية الدولية تعتبر قرارات أدبية وليست تنفيذية، إلا بوجود قوة تنفيذية كبرى تستطيع تحويل هذه القرارات والأحكام إلى فعل تنفيذي، وهو ما لن يحدث طالما كانت القوى الدولية داعمة للإبادة التي تقوم بها إسرائيل.
وعن الموقف العربي تجاه القدرة على إدانة إسرائيل، أكدت نورهان الشيخ، أن الذي يحكم الموقف والقدرة على التحكم في مجريات الأمور هو القوى العظمى والدول الكبرى، موضحًة أن الدول العربية ليس لديها القدرة على الدخول في حروب جديدة وإلا ستصبح منطقة الشرق الأوسط منطقة مشتعلة.
وفي سياق متصل، أكد الدكتور أحمد أبوالوفا، أستاذ القانون الدولي بجامعة القاهرة، أن الدول الكبرى هي الداعم الرئيسي للكيان الصهيوني في استمرار ارتكاب المجازر الدموية، مشيرًا إلى أن هذه الدول لا تدعم فقط ولكنها تمول بالسلاح أيضًا وهو ما يدعو إسرائيل إلى الاستمرار في مذابحها التي لا يستطيع أحد وقفها.
وأكد أبو الوفا، أن السياسة الدولية هي التي تحكم الآن، وما يحدث كلها مخططات سياسية تساهم فيها القوى العظمى، موضحًا أن القانون الدولى غير ملزم للكيان الصهيوني لأن الدول العظمى تدعمه ماديًا وعسكريًا، وعند المطالبة بتفعيل القانون الدولي والفصل السابع من ميثاق الأمم المتحدة، فإن أمريكا تستخدم حق الفيتو لوقف هذا التفعيل، وهو ما يعود بنا إلى النقطة صفر، وتطيل كل الجهود المبذولة لوقف العدوان والمجازر التي ترتكب بحق الشعب الفلسطيني.
وشدد أستاذ القانون الدولي، على أن الدول العربية تقوم بدور كبير لوقف هذه المجازر، ولكن هذه الجهود تذهب هباءً بسبب عدم دعم القى الكبرى لها، وهو ما يؤدي إلى تقويض جهود السلام في المنطقة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.