ذكرت صحيفة "إندبندنت" في تقريرها عن ذكرى الإبادة الجماعية في رواندا، أن هذه التجربة المؤلمة ظلت شبحًا يؤرق السياسيين وصناع القرار حول العالم، فقد كانوا حريصين على ألا تكون هناك مأساة أخرى مثل رواندا، حيث قامت قبائل الهوتو بقتل أكثر من 800 ألف شخص من قبائل التوتسي خلال 100 يوم عام 1994، وبرغم تحذير قائد القوات العسكرية للأمم المتحدة عن وقوع مجازر وشيكة قبل بدء أحداث الإبادة، إلا أن المجتمع الدولي لم يلتفت إلى هذه التحذيرات. وأشارت الصحيفة إلى أنه نتيجة لهذه الأحداث الدامية قامت الأممالمتحدة بوضع قاعدة جديدة بشأن تعاملها مع النزاعات الداخلية، حينما يكون المدنيون واقعين تحت تهديد، وهي "مسئولية الحماية"، وهي القاعدة التي كانت أساس رد فعلها تجاه دارفور وليبيا وساحل العاج وجنوب السودان وأفريقيا الوسطى وسوريا. ونتيجة لشعور المجتمع الدولي بالذنب تجاه هذه المأساة، قام قادة العالم بالتهرب من توجيه النقد لحكومة "بول كاجامي" في روندا، ذلك المقاتل الذي تحول إلى قائد للبلاد، بسبب نظامه المستبد الذي يقوم بسحق معارضيه واغتيالهم داخل وخارج البلاد، وهو الأمر الذي يثير مخاوف إضفاء الشرعية على الحكام المستبدين في دول أخرى.