وصفت صحيفة "الإندبندنت" في تقريرها حول الإبادة الجماعية التي مارستها قبائل "الهوتو" ضد "التوتسي" في رواندا عام 1994، أن ما حدث منذ عشرين عامًا كان خطة ممنهجة نفذها كل من الجيش والشرطة والأفراد العاديين بقيادة زعمائهم التقليديين، واستخدمت فيها البنادق والقنابل اليدوية والحراب وحتى سكاكين المطبخ ، واغتصبت النساء قبل قتلهن، ونتج عنها الكثير من القتلى الذين تناثرت جثثهم في الشوارع وفي قنوات الأنهار. وتقول الصحيفة، إن الأحداث بدأت تتسارع حينما سقطت الطائرة التي كانت تقل الرئيس الرواندي "جوفينال هابياريمانا" في مطار كيجالي، واتهم فيها "التوتسي" بسبب الدعاية المضادة لهم من قبل نظام "هابياريمانا"، ولجأ "الهوتو" الفارين من القتال إلى مخيمات على الحدود مع تنزانيا، وادّعوا أن الجثث التي تملأ الشوارع هي ضحاياهم، في حين أنهم في الحقيقة هم ضحايا التوتسي الذي قتلوا على أيديهم. وفي نهاية الأحداث الدامية فر ما تبقى من الجيش الروندي مع ميلشيات القتلة إلى الكونغو، مثلما فعلت معظم قبائل الهوتو، وتمكنت منظمات الإغاثة الدولية من الوصول إليهم وإمدادهم بالمساعدات، في حين أن الضحايا الأصليين من التوتسي تم تجاهلهم داخل رواندا. وأشارت الصحيفة، إلى أن الحكومة الجديدة التي تم تنصيبها سريعًا بعد أحداث الإبادة قد جاءت بأربعة مشاريع، الأول إرسال جيشها إلى الكنغو ظاهريا لإعادة اللاجئين ومحاربة فلول الجيش الرواندي السابق، وفي ذلك الحين أكملت مسيرتها حتى عاصمة الكنغو وقامت بالإطاحة برئيسها السابق موبوتو سيسي سيكو، وتنصيب زعيم المتمردين رئيسًا للبلاد، ثانيًا شرعت في إعادة بناء رواندا كمجتمع حديث لا يعترف بالفروق بين الهوتو والتوتسي، رغم أن التوتسي أصبحوا في نهاية المطاف هم المسيطرين على البلاد، ثالثًا مكثوا في شرق الكنغو لضمان تغذية اقتصاد رواندا الهزيل، والمشروع الرابع والأخير هو استخدام شعور الغرب بالذنب تجاه الإبادة الجماعية من أجل ضمان دعمهم لسياستهم.