في الوقت الذي ازدادت فيه عمليات فصل التيار الكهربي عن الموزعات والشبكات كشف ائتلاف العاملين بالكهرباء والطاقة وغرفة الكنترول والتحكم أن 16 منطقة فقيرة ومتوسطة بالقاهرة الكبري تتحمل 30% من عملية تخفيف الاحمال، مبينين أن الشبكة القومية للكهرباء والطاقة تعتمد على خريطة لتخفيف 4 آلاف ميجاوات عجزا طوال الشهر الماضي، وانه خلال شهر مايو ويونيو ويوليو سترتفع نسب التخفيف حتى تصل إلى ما بين 8 حتى 9 آلاف ميجاوات. وأشار الائتلاف إلى أهمية الاعتماد على خريطة قطع التيار طبقا للمعايير والمحددات التي وضعتها الشبكة القومية بالتعاون مع جهاز حماية المستهلك، مبينين أن الخريطة وضعت محافظة القاهرة كأعلى المحافظات استهلاكا حيث تصل إلى 1200 ميجاوات على أن توضع مناطق شبرا الخيمة والوراق وامبابة والمطرية وعزبة النخل والخصوص والمرج وعين شمس وفيصل والهرم وحدائق المعادي وطره والبساتين وحلوان والمعصرة وأكتوبر، حيث سيتم فصل التيار عن كل منطقة بالتناوب لمدة ساعة في كل منطقة، وبذلك تكون أحياء الفقراء في القاهرة الأكثر تعرضا لانقطاع الكهرباء في مصر. وأكدوا على أن خريطة القطع في بقية المحافظات شملت محافظة الإسكندرية التي ستتحمل 350 ميجاوات من العجز، تليها محافظات الدلتا 650 ميجاوات، ثم محافظات الشمال وجنوب الصعيد بنحو 390 ميجاوات، وسيناء 200 ميجاوات، والشرقية 150 ميجاوات، يتم توزيعها بالتناوب في كل منطقة بهذه المحافظات لمدة ساعة لمواجهة العجز في الطاقة. يأتي ذلك في الوقت الذي أكدت فيه غرفة التحكم والكونترول بالشبكة القومية للكهرباء عن أن جميع محطات الكهرباء ال 40 عجزت أمس، في توفير الحد الأدنى للاستهلاك لأكثر من 12 ساعات كاملة لأول مرة منذ دخول الكهرباء مصر على يد رجل الأعمال الفرنسي شارل ليبون عام 1893، مبينة أن نسبة العجز وصلت إلى 50% من قيمة الإنتاج وهو ما يعد مؤشرا خطرا إذا ارتفعت درجة الحرارة خمس درجات خلال بداية أشهر الصيف. وأوضح الائتلاف أن نسبة العجز بدأت دون أدنى انذار في تمام الساعة الحادية عشر وعشرين دقيقة من صباح امس، حتى الساعة العاشرة واربعين دقيقة، قبل أن تعود الشبكة إلى طبيعتها لأكثر من ساعة وعشر دقائق، وتنهار للمرة الثانية في تمام الثانية عشر بعد منتصف الليل لأكثر من نصف ساعة كاملة، مشيرين إلى أن ساعات الطوارئ والعجز وصلت إلى 12 ساعة و5 دقائق أي ما يعادل 50.1%، مما يشكل خطرا حقيقيا قد يصل إلى حد الانهيار في الصيف. وقال مهندسو المحطات أن مسئولي الكهرباء لا يهتمون بما يحدث في محطات الإنتاج التي تفقد الكثير من الطاقة نتيجة عدم إجراء العمرات لسنوات طويلة أو نتيجة للضغط الواقع على المحولات والغلايات التي لم تعد تتحمل درجات الحرارة المرتفعة، مؤكدين أن القاهرة الكبري التي يهتمون باخفاء نسبة العجز عنها خرجت عن إطار السيطرة، بعد أن كانوا يهتمون بقطع الكهرباء عن القرى والنجوع في صعيد مصر وبعض المدن البعيدة عن وسائل الإعلام. وطالب مهندسو المحطات بسرعة تشكيل لجان متابعة للمحطات ولقطع الغيار واتباع سياسة ترشيدية حقيقية في الشارع المصري وفرض عقوبات مالية على كل مستهلك يتخطي الحد الأدنى من شريحة الاستهلاك المنزلي، وفرض رقابة على الصناعات التي تستخدم طاقة غزيرة كصناعات الاسمنت والاسمدة والحديد والصلب.