لا تتعجبوا.. يمكن دى أول مرة فى حياتى أكتب.. ودى أصعب حاجة إنى أول مرة أكتب فيها، أتكلم عن بابا أنا هحاول أختصر علشان لو اتكلمت براحتى هآخد العدد كله ليا لوحدى.. هبدأ كلامى بإن الأكيد بلا شك إن بابا هو أحسن إنسان ربنا خلقه.. هو أعظم أب وأخ وصديق.. عمرى ما فكرت فى يوم أخبى عليه أى حاجة، مفتكرش إنه عمره فى حياته ولو مرة واحدة زعق فيا. كل حاجة فى الدنيا عنده سهلة وبسيطة و"متشليش هم" ليها حل.. دايمًا بيسهل عليا حياتى.. دايمًا أخاف وأشيل هم زعله لكن عمرى ما خوفت منه.. أفتكر وقت نتيجة الثانوية العامة مجبتش المجموع اللى كان نفسي فيه علشان كان نفسى أدخل كلية هندسة.. أول ما النتيجة ظهرت فضلت أعيط وهو يقولى: "ألف مبروك"، وأنا طبعًا منهارة.. قالى: بتعيطي ليه؟ حصل إيه؟.. قلت له: كده مش هعرف أدخل الكلية اللى نفسي فيها.. قالى: "هدخلك اللى نفسك فيه مهما كان"، فى الوقت اللى هو بيطمنى وأنا شايلة هم زعله أكتر من الكلية بس مكنتش عارفة أقول كده علشان شايفة كل الأهالى بتعاقب ولادها عقاب شديد كأنها نهاية الدنيا واللى ينتحر واللى قلبه يوقف من الزعل.. رد فعله ريح قلبى: "إنتى عملتى اللى عليكي ودى بداية حياتك مش النهاية"، ولما عدى 15 سنة على يوم النتيجة فهمت كلامه واكتشفت إنى زيه بالضبط مع ولادى مش بيفرق معايا حاجة غير إنهم كويسين وصحتهم كويسة.. أى حاجة تانية سهلة زى ما هو دايمًا بيقول. لما كنت أخرج مع صحابي يتصل كل شوية يطمن عليا إنى كويسة وكنت أشوف صحابي أول ما موبايلاتهم ترن يخافوا.. أكيد أهاليهم هيتخانقوا إن خلاص كفاية خروج حتى لو مكملناش نص ساعة، لكن أنا كنت أرد وأنا مطمنة إنه بس عايز يطمن عليا. حتى دلوقتي بعد 9 سنين جواز، لازم كل شوية يتصل يطمن عليا وعلى ولادى كمان ويتأكد إنهم مبسوطين فى المكان اللى إحنا فيه وميدخلش ينام إلا لما نرجع البيت. يمكن أنا عندى مشكلة إنى مش بعرف أعبر عن مشاعرى ولا أتكلم بس دى فرصة حلوة إنى أشكره على وجوده فى حياتنا اللى ربنا يديمها نعمة.. أشكره لأنه نعم الأب والأخ والصديق.. أشكره لأنى طول الوقت مطمنة بوجوده جنبي.. أشكره على حبه ليا ولأولادى اللى أول ما يفتحوا عينيهم الصبح، يكون أول سؤال منهم: "جدو صحي؟" وينزلوا له علشان يحكي لهم حواديت ويشغلهم "ماما زمانها جاية". مهما كتبت شكرًا هكون بظلمه ومش بوفيه حقه علشان دى نقطه فى بحر خيره وعطائه لينا.. ربنا يديمه نعمة فى حياتنا.