أن تجوب بدراجتك الهوائية مدينةً لا يتوقف قلبُها عن النبض، بمساراتٍ يصل طولها إلى عشرات الكيلومترات، بمعايير سلامة عالية، وتصميمات لا تخلو تفاصيلها من الجمال، فأنت حتماً في دبي. وأن تنعم بممارسة هوايتك المفضلة في بيئةٍ سياحيةٍ جاذبة، فتجد المسارات ممهدة لهوايتك، والمواقف متوفرة لدراجتك، فتستمتع بشغف استكشاف المدينة العصرية الآمنة، فأنت حتماً في دبي. وأن تعي قيمة المدينة النقيّة الخالية من التلوث، وتجد المجال مفتوحاً أمامك للوصول إلى المترو بهدوء، لتستخدم النقل الجماعي غير قلق على دراجتك المدللة، فأنت حتماً في دبي. وكيف تعبأ، وأنت في مدينة تصل الليل بالنهار، ولا تتوقف عن العمل من أجل ضمان راحة سكانها، ما بين تطوير وتحسين، وتوفير أعلى معايير الرفاهية؛ فممرات المشاة تتهادى على ضفاف الشواطئ، تحيطها معالم الطبيعة الساحرة، في مناطق تستضيف أرقى الفنادق والمطاعم والاستعراضات الترفيهية، وكل ما يجعل من دبي حلماً تتجسد معالمه وشخوصه وأماكنه على أرض الواقع ليعيش أهل دبي وزوارها السعادة بمعناها الحقيقي في كنف بيئة تحرص على توفير مختلف مقوماتها عبر طيف واسع من الخدمات والمرافق التي تصب في ذات الغرض. فالدراجات الهوائية المنتشرة في وسط مدينة دبي، تتيح فرصة لا تعوّض في استكشاف معالم هذه المدينة، من خلال إمكانية استئجار تلك الدراجات، التي تم تصميم مساراتها لتصافحك حيثما كنت، وترافقك على مدى عشرات الكيلومترات، حيث تتوافر إلى جوار تلك المسارات مرافق عامة، ومنافذ لتأجير الدراجات الهوائية والأدوات والملابس المتعلقة بهذه الرياضة، إلى حد توفير عيادة طبية متكاملة التجهيز بالقرب من مضمار الدراجات في منطقة "سيح السلم" والممتد على مسافة 75 كم، وذلك للعناية بأي حالة طارئة لا قدّر الله. رحلة استكشاف هي رحلة استكشاف عصرية في وسط مدينة عالمية، نجحت في اختزال الكون في ثناياها، وشوارعها ومرافقها وخدماتها ووجوه سكانها وسياحها، وتألقت بمشروعاتها الكبيرة في أن تبني مدينة حضارية بامتياز، وفق دراسات شاملة ودقيقة تحترف تقديم الخدمات المتميزة، وتحافظ على النواحي الجمالية في ذات الوقت. نظرة سريعة على الخطط الأخيرة التي أعدتها "هيئة الطرق والمواصلات بدبي"، كفيلة بأن تؤكد على الدور الكبير الذي تلعبه لتوفير أقصى معايير السلامة والأمان والرفاهية، فإلى جانب مسارات الدراجات الهوائية التي تم إنجازها في دبي ويصل مجموعها حتى الآن إلى حوالي 120 كيلومتراً، ضمن خطتها لتوفير بدائل مناسبة تسمح بممارسة هذه الهواية ، ثمة مسارات مقترحة تنفذها في عدد من مناطق دبي السكنية والسياحية خلال عامي 2014 – 2015 ، لربط مناطق الجذب كالحدائق العامة ومراكز التسوق بالطرق في المنطقة المشمولة بالمسارات. هكذا تعزز المدينة العصرية ممارسة الهوايات، وهكذا تُصنع الخطط وتُنَفّذ، فاعتماد مجلس إدارة هيئة الطرق والمواصلات لخطة تنفيذ مسارات الدراجات الهوائية خلال الفترة من 2013 وحتى 2016، والتي يقدر طولها بنحو 52 كيلو مترا، موزّعة على إحدى عشرة منطقة سكنية، وتبلغ تكلفة تنفيذها نحو 40 مليون درهم، يؤكد أهمية هذه الهواية ووسيلة النقل كعنصر صديق للبيئة، ويترجم رؤية المسؤولين في توفير تنقّل آمن وسهل للجميع، لاسيما أن الدول المتقدمة تركز على رفع نسب رحلات المشي والدراجات الهوائية لما لها من فوائد مرورية وصحية وبيئية جمّة. كما يأتي الاهتمام بمسارات الدراجات الهوائية في إطار تكامل الجهود وبما يخدم أيضاً في تعزيز خطط دبي الطموحة لاستقطاب 20 مليون سائح بحلول العام 2020، بما توفره تلك المسارات من فرصة للزائرين للتعرف على أبرز المعالم السياحية في الإمارة، وبأسلوب حضاري يدعو إلى ممارسة الرياضة والحفاظ البيئي في آن. تخطيط ولم يأتِ اختيار مسارات الدرجات الهوائية عبثاً، فانتقاء المناطق المرافقة للمسارات يتم بناءً على عدة معايير أهمها الطبيعة السياحية والجمالية للمنطقة، وجاذبيتها لمستخدمي الدراجات والمناطق المجاورة، وخدمة محطات المترو والنقل الجماعي، علاوة على خدمة السكان ومرتادي المنطقة المجاورة للمسار، إضافة إلى ملائمة المواقع الموجودة، والسلامة المرورية وجذب المشاة، ومراعاة توفير الأمن والسلامة لمستخدمي الدراجات في تصميم المسارات. ولم تنتهِ الرحلة بعد، فهناك مسارات بطول أربعة كيلومتر ونصف الكيلومتر في منطقة بر دبي المركزية، كما استكملت هيئة الطرق تصميمات أربعة مسارات تربط شارع جميرا - بما له من مكانة سياحية مهمة - بأربع من محطات "مترو دبي" على شارع "الشيخ زايد" - أحد أهم الشرايين المرورية الرئيسية في إمارة دبي- في حين حرصت الهيئة على توفير مواقف للدراجات تيسيراً على مستخدميها، وانتهت مؤخراً من إنشاء حوالي 1400 موقف للدراجات حول محطات المترو الذي يربط بدوره أهم المناطق الحيوية في دبي. ويمكن لرواد "دبي مول" - أكبر مراكز التسوق والترفيه في العالم والذي زاره العام الماضي فقط 75 مليون زائر- والمنطقة المحيطة به الاستفادة من منصات الدراجات الهوائية المنتشرة هناك، حيث يُتاح استئجار الدراجات لمدة تتراوح بين 30 دقيقة و24 ساعة وبإجراءات سهلة وسريعة، لاسيما وأن هذه المنطقة الحديثة ذات الطابع المعماري الفريد تزخر بالمعالم السياحية الهامة، وأهمها على الإطلاق "برج خليفة" أعلى بناء في العالم، و"بوليفارد محمد بن راشد" الممتد على مسافة 3.5 كيلومترات ويضم مجموعة متنوعة من المرافق الخدمية والسياحية المتميزة. وسيلة عصرية وفي مدينة ارتبط اسمها ب "الحكومة الذكية"، لم يكن الهدف من الاهتمام بالدرجات الهوائية لتنمية الهواية فقط، فتشجيع السكان على استخدام وسائل النقل الجماعي وتحديداً مترو دبي، جعل الهيئة توفر بيئة مناسبة للمشاة بتوفيرها لمساحات مرصوفة واسعة لهم عند مداخل محطات المترو، وتوفير وسائل عبور آمنة في التقاطعات القريبة من تلك المداخل، ورصف ممرات المشاة في الشوارع المؤدية لها. ولأن الرياضة أسلوب حياة، ولكون الرياضة تحظى باهتمام كبير من القيادة العليا للدولة وكذلك من أبناء المجتمع الإماراتي من مواطنين ومقيمين، وبسبب التخطيط الصحيح لها، فقد كانت الدراجات الهوائية الخيار الأنسب لتنفيذ الكثير من المسيرات والسباقات، ومن أبرزها "طواف دبي الدولي" للدراجات الهوائية الذي يعد السباق الأكبر من نوعه في الشرق الأوسط، واختتم أعماله في فبراير الماضي بمشاركة 14 فريقاً عالمياً، وكذلك سباق "ند الشبا للدراجات الهوائية"، ومسيرة "من العلم إلى العلم" التي أقيمت تحت رعاية كريمة من سمو الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، في ديسمبر الماضي وشارك فيها ما يزيد على 700 دراج في إطار الاحتفالات باليوم الوطني الثاني والأربعين لدولة الإمارات. وتستمر الرحلة وتستمر الرحلة عبر الدراجات الهوائية في ربوع هذه المدينة الطموحة، لا ينافس وقع خطواتها سوى عزيمة دبي التي لا تتوقف، وحركتها التي لا تهدأ، ومشروعاتها التي تصر في كل مرة على رفع شعار "مدينة عصرية بامتياز".