تُبيِّن دراسةٌ حديثة أنَّ مرضى السكَّري، الذين لديهم تقرُّحاتٌ في الأقدام، هم عرضة لخطر الوفاة في عمر مبكِّر، وغالبًا ما يحدث هذا نتيجةَ نوبةٍ قلبية أو سكتة. تُشدِّد النتائجُ على الحاجة إلى تحسين الكشف عن مرض السكَّري وتقرُّحات الأقدام الناجمة عن تلك الحالة وعلاجهما، وذلك وِفقًا لباحِثين من كليَّة سانت جورج في جامعة لندن. يُمكن لمرض السكَّري أن يضرَّ بالأوعية الدمويَّة والأعصاب، وخاصَّة عند المرضى الذين لا يُراقبون ويُعالجون نسبةَ السكر في الدَّم بشكل جيِّد. يُؤدِّي ضعفُ الدورة الدموية والضرر الذي يلحق بالأعصاب إلى جعل المرضى أقلَّ ميلًا إلى ملاحظة الجروح أو الإصابات التي يتعرّضون لها، ممَّا يُساعِد على أن تتطوَّر إلى تقرّحات؛ وفي الحالات الشديدة، يُمكن أن تُؤدِّي تقرُّحاتُ الأقدام إلى بترٍ للقدم أو الساق. وجد هذا التحليلُ لبيانات أكثر من 17 ألف حالة مريض بالسكَّري، في ثماني دراسات، أنَّ أكثرَ من ثلاثة آلاف من المرضى، الذين كان لديهم تاريخ مرضي لتقرُّحات الأقدام، وصلت الزيادة في حالات الوفاة لديهم إلى 58 حالة في كلِّ 1000 شخص سنويًا، وهذا أكثر من أولئك الذين لم يُعانوا من تقرُّحات في الأقدام. كما وجدت الدراسةُ أيضًا أنَّ المرضى الذين لديهم تقرُّحات في الأقدام كان لديهم عوامل خطر أكثر من ناحية الإصابة بأمراض القلب والأوعية، كارتفاع ضغط الدم مثلًا؛ وأنَّ قرابةَ نصف الوفيات الإضافيَّة بين هؤلاء المرضى كانت بأسباب متعلِّقة بالقلب والأوعية، كالنوبة القلبية والسكتة. يرى مُعدُّو الدراسة أنَّ الوفيات لأسباب غير متعلِّقة بالقلب والأوعية، عند الأشخاص الذين لديهم تقرُّحات في الأقدام بسبب السكَّري، من المحتمل أنَّها تحدث بسبب العدوى والمُضاعَفات كتسمُّم الدم (إنتان الدم). تُسلّط النتائجُ الضوءَ على أهميَّة طريقة للتعامل مع مرضى السكَّري تتألف من اتجاهين، كما قال الباحِثون. يقوم الاتِّجاهُ الأوَّل على تحسين التحرِّي عن تقرُّحات الأقدام، نظرًا إلى أنَّ الاكتشاف والمعالجة المُبكِّرين قد يُساعِدان على التقليل من بعض مُضاعفات تلك التقرُّحات. بينما يقوم الاتجاهُ الثاني على تقليل عوامل خطر القلب والأوعية عند مرضى السكَّري، كما قال مُساعدُ المُشرف على الدراسة كاوسيك راي. رغم أنَّ الدراسةَ وجدت ارتباطًا بين تقرُّحات الأقدام الناجمة عن مرض السكَّري وخطر أعلى للوفاة، لم تُبرهن على علاقة سبب ونتيجة.