في مثل هذا اليوم من عام 1924، ولد الاديب المصري والكاتب الصحفي محمد فتحي غانم، لأسرة مصرية بسيطة، وتخرج غانم في كلية الحقوق جامعة فؤاد الأول "القاهرة حاليا" عام 1944، وعمل بالصحافة في مجلة روز اليوسف وبعض الصحف الأخرى، مثل: دار التحرير ووكالة أنباء الشرق الأوسط. يُعدّ الكاتب والأديب فتحي غانم واحدًا من أهم كتاب الرواية العربية، ومن كتاباته: ست الحسن والجمال، تجربة حب، زينب والعرش، الأفيال، بنت من شبرا، الجيل، الرجل الذي فقد ظله، ولم يكن فتحي غانم ممّن تصنع المناصب والوظائف أسماءهم، وإلى الأيام الأخيرة من عمره الحافل بالعطاء احتفظ بتوهّجه ونشاطه الجاد، متواصلاً مع الواقع ومتعاطفا مع البشر الضعفاء في رحلة المعاناة التي لا تنتهي، بحثًا عن الجدوى والمعنى والأمل. حصل فتحي غانم على العديد من الجوائز - المصرية والعربية - وتبقى جائزته الأسمى في ذلك الاحترام والتقدير اللذين حظي بهما من قرائه ومحبي أدبه الإنساني الرفيع، فهم يرون فيه نموذجاً نبيلاً جليلاً للمثقف الأصيل الذي يقول كلمته في شجاعة، ويخوض أعمق وأصعب القضايا السياسية مُسلّحاً بالدماثة والموضوعية، وتلك النبرة الهادئة من السخرية التي تضفي على أفكاره ورؤاه مذاقًا بلا شبيه، وخصوصية لا مجال لتقليدها ومحاكاتها. ومن أقوال غانم: "الأدب يرتبط بالسياسة والاجتماع والجريمة، ولا بدّ من مشاركة الأدب في صياغة الفكر السياسي". "الصراع بين المثقفين خرج من دائرة الفكر إلى اقتناص المناصب". "الإبداع هو العمل الوحيد الذي يفسده التخطيط". "نجح التليفزيون في تعريف الناس باسمي، أما فكري فلست متأكدًا من ذلك". وعن عمر يناهز الخامسة والسبعين، رحل الكاتب الكبير فتحي غانم في الثاني من فبراير سنة 1999، ولم يكن غيابه هذا إلا خسارة فادحة للأدب والصحافة، فهو روائي من طراز فريد، أثرى الإبداع المصري بروائع لا تُنسى، منها: الجبل، الغبي، تلك الأيام، الساخن والبارد، الرجل الذي فقد ظله، حكاية تو، بنت من شبرا، زينب والعرش، قليل من الحب كثير من العنف والأفيال، أما عن دوره الصحفي فيتجلّى في المناصب القيادية العديدة التي تولاها في عدد من المؤسسات الصحفية، بداية ونهاية ب "روز اليوسف" - بيته الأول والأثير - مرورًا بوكالة أنباء الشرق الأوسط ودار التحرير. وقد تحولت بعض روايات فتحي غانم إلى أفلام سينمائية ومسلسلات تليفزيونية ناجحة، ولم يكن صدقها المتوهج المتكئ على مزيج نادر من البساطة والعمق، إلا تعبيرًا عن السمات الأكثر أهمية في عالم الكاتب العملاق، فهو ذو نظرة شاملة بلا ادّعاء، وشاهد على العصر وتحولاته بلا زعيق أو ضجيج، وليس مثله في رصد أحوال الصحافة المصرية - قبل التأميم وبعده - وما أصابها من تغيير وشابها من صراعات.