نشر الموقع الإلكتروني لصحيفة "زمان اليوم" التركية، اليوم الأحد، أن نامق كمال بايار -نائب رئيس جمعية الثقافة والتضامن لأتراك القرم- قال إن" السياسة الخارجية لتركيا تسمح لها بالعمل كوسيط، قام المسئولون الأتراك بجهد كبير لحماية تتار القرم خلال الأزمة في شبه الجزيرة. ونوهت الصحيفة بأن "بايار"، قال إن تتار القرم في تركيا يتوقعون أن يكون لأنقرة رأي قوي بخصوص الأزمة، وقد استجاب "أحمد داود أوغلو" -وزير الخارجية التركي- لنداءات تتار القرم وتعهد بتوسيع نطاق الحماية لهم. كما أعلنت تركيا أنها لا تعترف بالاستفتاء الذي أجري في القرم، واصفة الخطوة ب"غير الشرعية"، وذلك بعد يوم من تصويت الشعب بأغلبية ساحقة على انفصال القرم من أوكرانيا والانضمام إلى روسيا. وأشارت الصحيفة إلى أن "منصور أكجون" -مدير مركز اتجاهات السياسية العالمية- قال إن الجهود الدبلوماسية التي يقوم بها "رجب طيب أردوغان" -رئيس الوزراء التركي- خصوصا مخاطبة الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين" يمكن أن تعتبر جزءا من محاولة أنقرة للحد من التوتر ولعب دور الوسيط. وأضاف: "يبدو كما لو أن تركيا تريد أن تلعب هذا الدور، خصوصا منذ تعهد بوتين للحفاظ على حقوق تتار القرم. وأفادت الصحيفة أن منذ بداية الاضطرابات في أوكرانيا، أكدت أنقرة أهمية الحفاظ على الوحدة السياسية في أوكرانيا، سيادتها، وسلامة أراضيها، وهذا يعد علامة على معارضتها لانفصال شبه جزيرة القرم، ولكن امتنعت عن المواجهة المباشرة مع موسكو، داعية بدلا من ذلك إلى الحوار لحل الأزمة. وأوضحت الصحيفة أن الرئيس التركي "عبد الله جول" دعا الأطراف المعنية لضبط النفس من أجل حل أزمة القرم، وطلب منهم الامتثال للقانون الدولي منعا لنشوب حقبة جديدة لحرب باردة ثانية، والتي قال إنها ستملك تأثيرا ضارا على الجميع ولن تفيد أحدا. وتبعد شبه جزيرة القرم 278 كم فقط عن البحر الأسود، وتعد موطنا لجماعة من التتار الأتراك، الذين هم على مقربة عرقية ولغوية من أتراك الأناضول، وهم يعارضون ضم شبه الجزيرة إلى روسيا. وكشفت تقارير صحفية أنه قد طلب من تتار القرم المغادرة. وقال "رستم تيمير جالييف" -نائب رئيس الوزراء بحكومة شبه جزيرة القرم- "لقد طلبنا من تتار القرم القيام بإخلاء جزء من أراضيهم، وذلك مطلوب لتلبية الاحتياجات الاجتماعية، ولكن نحن على استعداد لتخصيص وتقنين العديد من أجزاء أخرى من الأراضي لضمان حياة طبيعية لتتار القرم". وشددت الصحيفة على أن "هيو بوب" -مدير المجموعة الدولية لمعالجة الأزمات بتركيا- قيّم انخراط تركيا في قضية شبه جزيرة القرم، وهو يرى أنه من الصعب معرفة ما إذا كانت الدول الأوربية الكبرى باستطاعتها التوسط بشكل فعال بقضية شبه جزيرة القرم. وقال: "من المحتمل أن تركيا سيكون لها تأثير أكبر إذا ما تحركت جنبا إلى جنب مع حلفائها التقليديين بدلا من محاولة التصرف من تلقاء نفسها كوسيط وحيد". وأضاف أن المسألة الآن هي كيفية ممارسة النفوذ في الوقت الذي تسعى روسيا وراء مصالحها بعزيمة وبإصرار. وذكرت الصحيفة أن "عرسان بوكوتوجلو" -أستاذ الاقتصاد في الجامعة التقنية ب"كارادينيز"- قال إنه أمر لا بد منه بالنسبة إلى تركيا، فمن الضروري اتباع سياسة متوازنة مع روسيا، نظرا لتبادل كلا البلدين لمصالح استراتيجية مشتركة.