دفع توتر العلاقات بين أمريكا والدول الأوروبية من ناحية وروسياوالصين الأخيريتين إلى التقارب، على الصعيدين الاقتصادي والعسكري، وأكبر دليل على ذلك تصريحات الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، خلال اجتماعه الافتراضي مع نظيره الصيني شي جين بينج، الذي عقد يوم 30 ديسمبر 2022، حيث أكد أنه يريد تعزيز التعاون العسكري مع بكين، لمواجهة الضغوط الغربية ومحاولة حلف الناتو لمحاصرتهما وتحجيم نفوذهما. الرئيس الروسي يهدف من وراء التعاون مع الصين عسكريًّا، مواجهة الضغوط الغربية غير المسبوقة، ومحاولة بناء نظام دولي عادل، متعدد الأقطاب يمتلك القدرة على التخلص من الهيمنة الأمريكية على المجتمع الدولي. يذكر أن البلدين تعاونا سابقًا في مجال المناورات العسكرية المشتركة، والذي شهد زيادة واضحة على مدار العامين الأخيرين، كما اكتسب دلالات جيوسياسية، ففي مايو 2022، أجرت الصينوروسيا طلعة جوية مشتركة فوق بحر اليابان وبحر الصين الشرقي التي تزامنت مع قمة قادة الحوار الرباعي الاستراتيجي المعروف أيضًا باسم الكواد في طوكيو، وهو منتدى للتعاون السياسي تسعى واشنطن لتحويله إلى تحالف عسكري ضد الصين، وبالتالي، فإن المناورات المشتركة لموسكووبكين جاءت لتؤكد أن البلدين يتعاونان عسكريًّا في مواجهة محاولة واشنطن تأسيس أحلاف عسكرية ضدهما. كما أجرت موسكو مناورات متعددة الأطراف بمشاركة الصين والهند خلال الفترة من 30 أغسطس، وحتى 5 سبتمبر 2022، وذلك في مؤشر على أن محاولات واشنطن لإضعاف العلاقة بينهما لن تنجح. العلاقات الصينية الروسية رغم أنها معقدة، وشهدت الكثير من التقلبات بين التحالف والتنافس وحتى النزاعات المحدودة، ولكنها نجحت في الفترة الأخيرة في التطور وتجاوز الخلافات والتعاون على المستوى الاقتصادي والتنموي بالدرجة الأولى، والسياسي والعسكري بدرجة أقل. شهدت العلاقة بين الجانبين تطورات مهمة تمثلت في سلسلة من المناورات العسكرية المشتركة، حيث شهد العام 2016 مناورة كبرى تدربت فيها قوات روسية وصينية على عمليات استيلاء على جزر في بحر جنوبالصين، كما شهد العام 2018 مناورة الشرق وهي الأكبر في تاريخ روسيا.