اكتشف عُلماء جينةً تجعل أنواعًا مُعيَّنة من الطعام تبدو ذاتَ مذاقٍ أفضل بالنسبة إلى النساء. اشتملت الدراسةُ على 150 بنتًا في الرابعة من العُمر؛ وكان الهدفُ منها معرفةَ ما إذا كان هناك ارتباطٌ بين شكل أو طفرة جينيَّة مُحدَّدة يُشار إليها بالرمز [exon III seven-repeat allele (7R) of DRD4] والنشاط في مسالك الدُوبامين (ناقل عصبيّ) في الدِّماغ. تُعرَف هذه الأقسامُ من الدِّماغ باسم مركز الثواب؛ وهي تتفعَّل في أثناء حدوث نشاطات يرى الإنسانُ فيها شيئًا من المُتعَة أو السُرور، مثل تناول الشوكولاتة أو تدخين النارجيلة، كما ترتبط هذه السُبل أيضًا بمسألة الإدمان. أراد الباحِثون معرفةَ ما إذا كان الشكلُ الجينيّ (الطفرة الوراثيَّة) عند البنات أدَّى إلى أن يُفضِّلن بعضَ أنواع الطعام على الأخرى، لأنَّها تجعلهنَّ يشعرن بمزيد من السعادة. خضعت البناتُ إلى اختبار على شكل وجبة خفيفة اشتملت على خيارات بين أنواع مُختلفة من الطعام، بعد أن حصلَ الباحِثون على معلوماتٍ من أمَّهاتهنَّ حول أنواع الطعام التي يتناولنها عادةً. وجد الباحِثون أنَّ البنات، اللواتي لديهنَّ هذه الطفرة الوراثيَّة، تناولن الكثيرَ من الدهون والبروتينات في أثناء اختبار الوجبة الخفيفة، بالمُقارنة مع البنات اللواتي لم يكن لديهنَّ هذه الطفرة الوراثيَّة. كما أشارت المعلومات، التي أفادت بها الأمَّهات أيضًا، إلى أنَّ البنات اللواتي لديهنَّ هذه الطفرة الوراثيَّة تناولن الكثيرَ من حصص المُثلجَّات والقليل من الخُضار والبيض والمُكسَّرات والخبز المصنوع من الحبوب الكاملة. لا تُبرهن هذه الدراسةُ الصغيرة على أنَّ البنات يمِلن من ناحية وراثيَّة إلى تفضيل أنواع الطعام الحُلو أو تلك الغنية بالدُهون. كما لم تنظُر الدراسة أيضًا في مسألة النتائج طويلة الأمد عند البنات اللواتي لديهن الجينة الخاصة بتفضيل الأطعمة الحُلوة، كأن يُواجِهن زيادةً في خطر البدانة لاحقًا. تُؤثِّر عواملُ عديدةٌ في سلوك تناول الطعام عند الأطفال، مثل البيئة والمَزاج واختلافات جينيَّة أخرى، إضافة إلى التربية التي تأتي في مُقدِّمة تلك العوامل من حيث الأهميَّة؛ حيث يُعدُّ دورُ العائلة من أكثر الأشياء التي تُؤثِّر في عادات تناول الطعام عند الأطفال.