أشارت دراسةٌ حديثةٌ إلى أنَّ إعداداتِ التهوية في السيارة لها تأثيرٌ كبير في مستويات التعرُّض إلى التلوُّث بالجُزيئات (الهَباء) في أثناء القيادة. التلوُّثُ بالجُزيئات أو التلوُّثُ الجُزيئيُّ هو الدخان الأسود السخاميّ الذي ينتج عن محُرِّكات الديزل، والمحطات التي تعمل بالفحم. قام باحِثون من جامعة شمالي كاليفورنيا بقياس التعرُّض إلى التلوث الجُزيئيّ ضمن طيف واسع من أنواع السيارات وظروف التشغيل. قال المُعدُّ الرئيسيُّ للدراسة سكوت فروين، الأستاذ المُساعد في الطبّ الوقائيّ لدى جامعة شمالي كاليفورنيا: "إنَّ القيادة لفترات أقلّ، ووضع التهوية في حالة إعادة التدوير، من أفضل الطرق للتقليل من التعرُّض إلى كل أنواع التلوُّث الجزيئيّ المتعلّق بجميع أنواع المَركَبات أو السيَّارات". "ومن ناحية أخرى، يُمكن أن يُضاعفَ الانتقالُ لمدّة ساعة زمنية إلى العمل أو المدرسة من التعرُّض اليومي إلى المُلوثات الجزيئيّة في الهواء الناجمة عن حركة المرور". وجد الباحِثون أنّه بالمُقارنة مع إعدادات التهوية التي تجلب الهواءَ الخارجي إلى داخل العربة، قلَّلت إعداداتُ إعادة التدوير من التلوُّث داخل العربة من 80 في المائة من مستويات التلوث في أثناء السفر إلى 20 في المائة للتلوُّث بالجزيئات الصغيرة، ومن 70 في المائة إلى 30 في المائة للتلوُّث بالجزيئات الأكبر. كانت نوافذُ العربات مُغلقةً دائمًا في وقت الدراسة. وقال الباحِثون إنَّ إبقاءَ النوافذ مفتوحةً في أثناء القيادة زاد بسرعة من تراكيز المُلوَّثات في الداخل لتصل إلى مستوى مشابه لما يحدث في أثناء القيادة على طرقات السفر. كما وجد الباحِثون أيضًا أنَّ مستوياتِ التلوُّث الجزيئيّ كانت أدنى في العربات الجديدة؛ وعند القيادة بسرعات أقلّ، وعندَ القيادة على طرقات رئيسيّة بدلًا من القيادة على طرقات سريعة. كانت مستوياتُ التلوُّث على الطرق السريعة أعلى بخمس إلى ستّ مرات منها في مناطق أخرى. قال نيلكاشي هودا، الباحثُ المساعد في قسم الصحة البيئيّة لدى كلية كيك للطبّ: "إنَّ ترك النوافذ مغلقة لفترة 30 دقيقة أو أكثر من القيادة مع العديد من الركّاب، زاد من مستويات أول أوكسيد الكربون في العربات". "يُعاني البعضُ من الحساسيّة تجاه التراكيز العالية لأوكسيد الكربون. وللوقاية من هذا، يجب إدخالُ الهواء الخارجيّ إلى داخل العربة كل 10 أو 15 دقيقة ولمدّة دقيقة أو اثنتين، خصوصًا إذا كان هناك شخصان أو أكثر في العربة".