أشارت دراسةٌ حديثةٌ إلى أنَّ أدويةَ السكَّري، المُستخدَمة على نحوٍ واسع، تُؤثِّر في القلب عند الرِّجال والنساء بطريقة مُختلفة. تفحَّص باحِثون، لدى كلية الطبِّ في جامعة واشنطن، كيف أثَّرت ثلاثُ أدويةٍ شائعة تُوصَف لعلاج مرض السكَّري من النوع الثاني في 78 مريضًا، بعد أن وضعوهم ضمن 3 مجموعات. تناولت أوَّلُ مجموعة دواء ميتفورمين metformin وحدَه، بينما تناولت المجموعةُ الثانية دواء ميتفورمين مع دواء روزيغليتازون rosiglitazone (الاسم التجاريّ أفانديا Avandia)؛ وتناولت المجموعةُ الثالثة دواء ميتفورمين مع دواء لوفازا Lovaza (نوع من زيت السمك). يُقلِّل دواءُ ميتفورمين من إنتاج سكَّر الدَّم بواسطة الكبد، ويُحسِّنُ من الحساسيَّة أو الاستجابة تجاه الأنسولين. كما يُحسِّنُ دواء روزيغليتازون أيضًا من الاستجابة تجاه الأنسولين، ويدفع الأحماض الخالية من الدُّهون خارج الدَّم. أمَّا دواء لوفازا فيُخفِّضُ من مستويات نوع آخر من الدُّهون تُدعى تري غليسريد (الشُّحوم الثلاثيَّة). وجد الباحِثون أنَّه كان للأدوية تأثيراتٌ مُختلفة جدًا في قلوب الرِّجال والنساء، بل وصل الأمرُ إلى أنَّها كانت متعاكسَة أحيانًا، حتَّى بعد أن ضبطَ الدواءُ سكَّر الدَّم بالتَّساوي عند الرجال والنساء معًا. بالرغم من أنَّه كان َ لدواء ميتفورمين تأثيراتٌ إيجابيَّة في القلب عند النساء، أدَّى استخدامُه عند الرجال إلى حرق سكَّر أقلّ ودهون أكثر في عملية التمثيل الغذائي للقلب (الاستقلاب). قال الباحِثون إنَّ الحرقَ المُزمِن للدهون عن طريق القلب تنتج عنه تغيُّرات ضارَّة يُمكن أن تُؤدِّي إلى فشل القلب. قال المُعدُّ الرئيسيُّ للدراسة الدكتور روبرت غروبلر، أستاذ الطب الإشعاعيّ: "بدلًا من جعل عملية التمثيل الغذائيّ الخاصة بالقلب أكثر طبيعيَّة عند الرِّجال، جعل استخدامُ دواء ميتفورمين وحده من تلك العملية أسوأ؛ بل وصل الأمرُ إلى أنَّ قلبَ المريض أصبح أكثر شبهًا بقلبٍ مُصاب بالسكَّري. بينما كانت تأثيراتُ هذا الدواء إيجابيَّة عند النساء، حيث خفَّض من عملية التمثيل الغذائيّ للدهون، وزاد من امتصاص القلب للغلوكوز". بدا أنَّ تناولَ دواء روزيغليتازون أو دواء لوفازا، مع دواء ميتفورمين، يُقلِّلُ من بعض التأثيرات السلبيَّة في القلب بسبب تناول دواء ميتفورمين وحده عند الرِّجال. كما أدَّى تناولُ دواء روزيغليتازون، إضافة إلى دواء ميتفورمين، إلى مزيد من التحسُّن في عملية التمثيل الغذائيّ للقلب عند النساء، بالمُقارنة مع تناول دواء ميتفورمين وحده. لكن، قال الباحِثون إنَّ استخدامَ دواء لوفازا مع دواء ميتفورمين لم يُظهر تأثيرًا قويًا، سواء عند الرِّجال أو النساء. قال غروبلر: " تُشير دراستُنا إلى الحاجة إلى أن نُحدِّدَ بشكل أفضل أيَّةَ العلاجات ستكون الأمثل للنساء اللواتي يُعانين من السكَّري؛ وأيَّة العلاجات ستكون الأمثل بالنسبة إلى الرجال". أظهرت الدراسةُ مُجرَّد ارتباط بين استعمال توليفة من الأدوية والتغيُّرات التي تُصيب القلب، لكن لم تُبرهن على علاقة سببٍ ونتيجة.