أشارت دراسةٌ حديثةٌ إلى أنَّ البالغين الذين يُواجِهون خطر أمراض القلب، ويتناولون نظامًا غذائيًا مُتوسِّطيًا غنيًَّا بزيت الزيتون، يستطيعون تقليلَ فُرص إصابتهم بالسكَّري، حتى بدون الحدِّ من السعرات الحراريَّة أو تعزيز مُمارسَة التمارين. تابع باحِثون في إسبانيا حالات أكثر من 3500 بالغ يُواجهون زيادة في خطر أمراض القلب؛ ووضعوهم ضمن 3 مجموعات؛ تناولت المجموعةُ الأولى نظامًا غذائيًا متوسطيًا مع زيادة في زيت الزيتون البِِكر، بينما تناولت المجموعةُ الثانية نظامًا غذائيًا مُتوسطيًا مضافًا إليه مُكسَّرات مُختلطة، أمَّا المجموعةُ الثالثة فكانت بمنزلة مجموعة مُقارنة، حيث تناولت نظامًا غذائيًا قليل الدُّهون. لم يُطلب من المُشاركين اتّباع أية توجيهات خاصَّة حول إنقاص الوزن أو زيادة النشاط البدنيّ لديهم. يُركِّزُ النظامُ الغذائيُّ المُتوسِّطيُّ على الفواكه والخُضار والحُبوب الكاملة والسمك، إضافةً إلى زيت الزيتون. سُمِحَ لأفراد مجموعة المُكسَّرات بتناول نحو 28 غرامًا من الجوز واللوز والبُندق يوميًا، بينما سُمِح لأفراد مجموعة زيت الزيتون بتناول ما يزيد قليلًا على 3 ملاعق من زيت الزيتون يوميًا. تابع الباحِثون حالات الرجال والنساء، الذين تراوحت أعمارُهم بين 55 إلى 80 عامًا، لفترة امتدَّت إلى نحو 4 سنوات، بين العامين 2003 و2010. في أثناء فترة المُتابعة، أصيب 80 شخصًا ضمن مجموعة زيت الزيتون بمرض السكَّري من النَّوع الثاني، بينما أصيب فيه 92 شخصًا ضمن مجموعة المُكسَّرات؛ و101 ضمن مجموعة المُقارنة. بعد أن أخذَ الباحِثون في اعتبارهم العواملَ الأخرى التي تُؤثِّرُ في خطر السكَّري، وجدوا أنَّ أفرادَ مجموعة زيت الزيتون قلّلوا من خطر السكَّريّ بنسبة وصلت إلى 40 في المائة تقريبًا، بالمُقارنة مع الأفراد ضمن مجموعة المُقارنة؛ بينما قلّل أفراد مجموعة المُكسَّرات من خطر السكَّري بنسبة 18 في المائة، وهي نسبة لا تُعدُّ مهمَّة من ناحية إحصائيَّة. قالت الدكتورة كريستين لين، الأستاذة المُساعدة في الطبّ لدى كلية جيفرسون الطبيَّة في فيلادلفيا: "تُشكِّلُ نتائجُ الدراسة أخبارًا جيدة". "تُشير الدراسةُ إلى إمكانيَّة التقليل من خطر السكَّري عن طريق تغيير تركيبة النظام الغذائيّ؛ وهي بمنزلة دليل آخر على الفوائد الصحيَّة التي يُقدِّمها النظام الغذائيّ المُتوسِّطيّ". "أرجو ألا تُقعِدَ هذه النتائجُ الناسَ عن اتِّباع الأنظمة الغذائيَّة الصحِّية ومُمارسة التمارين، فالوزنُ الزائد هو عامل خطر للسكَّري من النَّوع الثاني؛ ويُمكن ضبطُ وزن البدن عن طريق النظام الغذائيّ ومُمارسة التمارين. إنَّ إضافة نظام غذائيّ صحِّي وتمارين إلى النظام الغذائيّ المُتوسِّطيّ يُمكن أن تُؤدِّي نظريًّا إلى التقليل من خطر السكَّري بشكلٍ كبير". "يجب على الأشخاص، الذين يُواجهون خطرَ السكَّري من النوع الثاني، بذل المزيد من الجهد للحفاظ على وزن سليم للجسم، لكن إن لم يتمكَّنوا من القيام بذلك بشكلٍ ناجحٍ قد يُلاقون شيئًا من الفائدة عن طريق إضافة زيت الزيتون إلى نظامهم الغذائيّ؛ حتى لو لم تُثبت الدراسة ذلك". قال الباحِثون إنَّ زيتَ الزيتون يمتلك خصائص مُضادة للالتهاب وللأكسدة، إضافةً إلى عوامل أخرى؛ ممَّا قد يُفسِّرُ الصِّلةَ بينه وبين التقليل من خطر السكَّريّ. لكن، بينما تُظهر نتائج الدراسة ارتباطًا بين استهلاك زيت الزيتون لفترة طويلة والتقليل من خطر السكَّريّ، لا تُبرهن على علاقة سببٍ ونتيجة. يُواجِه مرضى السكَّري، الذين تجاوزت أعدادُهم الضعفين خلال العقود الثلاثة الماضية، متاعب في ضبط سكَّر الدَّم لديهم، لأنَّ أجسامهم لا تُفرِزُ هرمون الأنسولين أو لا تستخدِمه بشكلٍ صحيح. يُمكن أن يُؤدِّي السكَّريّ إلى العمى وفشل الكلية وبتر الأطراف. قالت كوني ديكمان، من قسم التغذية في جامعة واشنطن في سانت لويس: "تُظهِرُ هذه الدراسةُ كفاءةَ الطعام النباتيّ والفوائد العامة للنظام الغذائيّ الصحِّي". كما تُبيِّنُ الدراسةُ أهميَّة النظام الغذائيّ المُوسِّطيّ في تدبير مسألة الشُعور بالشبع (التُخمة) وصحَّة الجسم بشكلٍ عام. إنَّ إدراج الأطعمة النباتيَّة، مثل المُكسَّرات، مع استخدام زيت الزيتون بدلًا من الدُّهون الصلبة، يُقدِّمُ تنوُّعًا كبيرًا من العناصر المُغذِّية النباتيَّة التي تُعزِّزُ الصحَّة، وتُفيد عملية التمثيل الغذائيّ، وتمنح شعورًا بالشَّبع؛ وجميعها جوانب مهمَّة لضبط وزن البدن".