قال عُلماءٌ إنَّهم اكتشفوا ساعةً بيولوجيَّة يُمكن أن تكشفَ عن العُمر البيولوجيّ لمُعظم الأنسجة البشريَّة؛ وأشاروا إلى أنَّ النتائجَ التي توصَّلوا إليها قد تُساعِدُ على معرفة لماذا تشيخُ أبدان البشر، وكيفيَّة إبطاء هذه العمليَّة. قال الباِحثون إنَّ النتائجَ تُقدِّمُ أيضًا المزيدَ من المعرفة المهمَّة حولَ السرطان وأبحاث الخلايا الجذعيَّة. قال ستيف هورفاث، أستاذُ علم الوراثة البشريَّة والإحصاء الحيويّ لدى جامعة كاليفورنيا لوس آنغلس: "حتّى نُحارب الشيخوخة، نحتاج أوَّلًا إلى اتّباع طريقة موضوعيَّة لقياسها. احتجنا إلى 4 سنوات من البحث، الذي حملَ تحدِّيات كثيرة، من أجل تحديد مجموعة من المُؤشِّرات الحيويَّة التي تحفظ الزمن في كل أجزاء البدن. "تابعتُ مسألةَ هذه الساعة من أجل تحسين فهم ما الذي يُسرِّع عملية الشيخوخة ويُبطّئ منها". يُعتقد أنَّ هذا الفريقَ من الباحِثين هو أوَّل من تعرَّف إلى آليَّة في البدن تُمكِّنُ العلماءَ من قياس العمر البيولوجيّ لأنسجة مُختلفة وأعضاء وأنواع الخلايا، بشكلٍ دقيق. قال الباحِثون إنَّهم بعد استخدام هذه الساعة البيولوجيَّة المُكتشفة حديثًا، دُهِشوا لاكتشاف أنَّ بعض أجزاء البدن، مثل نسيج ثدي المرأة، بدت تشيخ أسرع من بقيَّة الأنسجة. قال هورفاث: "إنَّ النسيجَ السليم للثدي عند المرأة أكبر في العمر من بقيَّة بدنها بعامين إلى ثلاثة أعوام. إذا أُصيبت المرأة بسرطان الثدي، سيكون النسيج المُجاور للورم أكبر في العمر من بقيَّة بدنها بما يقرُب من 12 عامًا في المتوسِّط". قد تُفسِّرُ نتائجُ الدراسة لماذا يُعدُّ سرطانُ الثدي أكثرَ أنواع السرطان شيوعًا عند المرأة. كما وجد الباحِثون أيضًا أنَّ السَّاعةَ البيولوجيَّة تُحدِّدُ عمرَ نسيج الورم على أنَّه أكبر بنحو 36 عامًا بالمتوسِّط، مُقارنةً مع النسيج السليم، ممَّا يُفسِّرُ لماذا يُعدُّ العمرُ عاملَ خطر رئيسيًّا في العديد من أنواع السرطان عند الرجال والنساء معًا. ركزَّ هورفاث على عمليَّة المَثيلة (الارتباط بالميثيل)؛ وهي عمليَّة تحدُث بشكل طبيعيّ، وتُغيِّرُ من الحمض النووي الوراثيّ DNA. استخدم هوفارث نحو 8 آلاف عيِّنة من 51 نوعًا من الأنسجة والخلايا المأخوذة من كامل أنحاء الجسم؛ ووضع جدولًا يُبيِّن كيف يُؤثِّرُ العمر في مستويات مثيلة الحمض النووي الوراثيّ من قبل الولادة حتى بلوغ 101 عامًا. اختبر هورفاث تأثيراتِ الساعة البيولوجيَّة عن طريق مُقارنة العمر البيولوجيّ للنسيج مع عمره الزمنيّ؛ ووجد أنَّ الساعة أثبتت دقتها مرَّةً بعد أخرى. قال هورفاث: "من المُدهِش أنَّ الإنسانَ يستطيع امتلاكَ ساعة قادرة على الاحتفاظ بالزمن بشكلٍ موثوق عبر مختلف أجزاء بدن الإنسان. قارنت دراستُنا بين أجزاء مُختلفة جدًا لجسم الإنسان، مثل الدِّماغ والقلب والرئتين والكبد والكُلية والغضروف".