اذا سألت أي مواطن روسي أومن البلاد الناطقة بالروسية عن "المليار الذهبي" يقول لك بلا تردد هو مصطلح يرمز إلي الدول الصناعية الغنية والتي جمعت ثرواتها من مستعمراتها السابقة في العالم الثالث ضمن نظام "العولمة" أو"الرأسمالية" أو"السوق الحرة". وتعتمد نظرية "المليار الذهبي" علي مبدأ راسخ لدي الشعوب الغنية بأن كنوز الأرض ومواردها لا تستطيع تلبية كل سكان الأرض وإنما فقط مليار نسمة من البشر ليعيشوا في رفاهية كبيرة ويري أنصا هذه النظرية أن كل الكوارث والأوبئة والحروب التي عانت منها البشرية خلال القرون الماضية وراح ضحيتها الملايين إنما هي بفعل الدول الكبري الغنية وبمؤامرة منها ويستشهد هؤلاء بتصريحات لكوادر غربية تنذر بكوارث تهدد وجود الملايين منها تصريح لبيل جيتس في مؤتمر ميونيخ 2017 للأمن بأنه على البشرية أن تستعد لوباء جديد وقد كان حيث حل وباء كورونا بالعالم ليقضي علي ملايين البشر وطبعا يكون "المليار الذهبي " هو "الجنس الأبيض" من الأمريكان وحلفاءهم الأوربيين حيث يعتبرون أنفسهم الأكثر ذكاء وتطورا وتحضرا طبقا للنظرية الدارويينية. وقبل ساعات قال الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، خلال كلمه له في منتدى "أفكار قوية للعصر الجديد": "يفتقد نموذج الهيمنة الكاملة لما يسمى بالمليار الذهبي لأية عدالة، فلماذا من بين كل سكان الأرض يجب أن يهيمن هذا "المليار الذهبي" على الجميع ويفرض قواعد سلوكه الخاصة عليهم؟". وتابع بوتين:" أن هذا النموذج يقوم ويستند على أوهام استثنائية ويقسم الشعوب إلى صنف أول وصنف ثاني، وبالتالي فهو عنصري بطبيعته واستعماري جديد من حيث الجوهر"، لافتا إلى أن عقيدة العولمة الموجودة في أساس هذا النموذج، والتي يزعم بأنها ليبرالية، أخذت تكتسب بشكل متزايد سمات الشمولية التوتاليتارية التي تكبح البحث الإبداعي وتقيد الإبداع التاريخي الحر، ومؤكدا أن النظام العالمي الحالي أحادي القطب يعيق التنمية العالمية. وقبل عدة أشهر أعلن الرئيس الروسى "فلاديمير بوتين" عثور قواته فى أوكرانيا علي مختبرات أمريكية تطور أبحاث مسببات الأمراض، وأن هذه المختبرات الأمريكية منتشرة في 30 دولة وتساءل بوتين كيف أن لهيمنة الغرب أن تسمح لهم بسرقة الشعوب الأخرى فى كل من آسيا وأفريقيا؟ وخص بالذكر الهند على وجه الخصوص بأنها "تعرضت للسرقة" فى انتقاداته للقوى الاستعمارية. ووفقا لمصادر اعلامية غربية، اجتمع عدد من مليارديرات العالم سرا فى نيويورك عام 2009 بمبادرة من الرئيس التنفيذى السابق لشركة مايكروسوفت "بيل جيتس"، و"وارين بافيت" وبحثوا أفكار حول تقليص عدد سكان العالم، بعد أن شعروا بالتهديدات التى تشكلها الأزمات المالية العالمية والكثافة السكانية المتنامية، فيما قال وزير الخارجية الأمريكى السابق "هنرى كيسنجر": "يجب أن يكون خفض عدد السكان أولوية قصوى للسياسة الخارجية تجاه العالم الثالث، لأن الاقتصاد الأمريكى سيتطلب كميات كبيرة ومتزايدة من المعادن من الخارج، خاصة من البلدان الأقل تقدما". وتبلورت الفكرة الأصلية ل "المليار الذهبي" من جراء كتابات المفكر الاقتصادي الإنجليزي "توماس مالتوس" في أواخر القرن الثامن عشر الميلادي، ولا شك أن الإمبريالية الغربية استحوذت على أصول وموارد ورؤوس أموال الشعوب الفقيرة ما ساهم في تبلور مصطلح "المليار الذهبي"، واستخدم للمرة الأولى على صيغته الحالية، علي لسان القائد الثوري الروسي "فلاديمير لينين"، ليرمز إلي انقسام العالم نصفين نصف يملك وأخر لا.