تراجع اليوان الصيني مقابل الدولار يوم الاثنين بعد أن زاد البنك المركزي نطاق تداوله اليومي إلى مثليه في إطار التزامه بتعزيز دور الأسواق في الاقتصاد. لكن العملة تحركت داخل نطاق ضيق نسبيا مما يبرز وجهة نظر السوق بأن بنك الشعب الصيني (البنك المركزي) سيسعى للحد من تذبذبات العملة وسط بواعث قلق الأسواق بشأن تباطؤ النمو الصيني وجودة ديون الشركات. وقال متعامل لدى بنك أوروبي في شنغهاي "من المؤكد أن يعمد بنك الشعب بمساعدة بنوك رئيسية مملوكة للدولة إلى تشديد القبضة على قيمة اليوان في الأيام والأسابيع المقبلة للحيلولة دون تذبذبات يراها أكثر من اللازم." لكن من المتوقع في المدى الطويل أن يسمح البنك المركزي للعملة بالتحرك في نطاق أوسع كمؤشر على الثقة في قدرته على تحجيم المضاربين وأن الاقتصاد من النضج بما يكفي للتعامل مع مزيد من عدم التيقن في سعر الصرف. وقال المتعامل "بمرور الوقت سيمهد توسيع النطاق لقيام بنك الشعب بتقليص تدخله في المعاملات اليومية بشكل تدريجي وسيدعم الإصلاحات الصينية الهادفة إلى جعل اليوان قابلا للتحويل بشكل كامل في نهاية الأمر." كان بنك الشعب الصيني رفع يوم السبت نطاق التداول اليومي لليوان بحيث يتحرك صعودا وهبوطا بنسبة اثنين بالمئة فوق نقطة الوسط اليومية. وفتحت العملة عند 6.15 يوان للدولار بانخفاض 0.29 بالمئة فقط عن نقطة الوسط الرسمية. وتراجعت العملة لفترة وجيزة إلى 6.1642 بانخفاض 0.2 بالمئة عن إغلاق يوم الجمعة. وتراجع اليوان 1.8 بالمئة مقابل الدولار منذ بداية العام الحالي وذلك بفعل جهود البنك المركزي لتفقد العملة جزءا كبيرا من مكاسب بلغت حوالي ثلاثة بالمئة العام الماضي حيث تسعى بكين لتغيير الافتراض السائد بأن المراهنة على صعود اليوان مراهنة آمنة. وتتزامن جهود بكين لاحتواء تلك المعاملات مع بواعث القلق إزاء سلامة الاقتصاد الصيني وهو ما قد يبقي اليوان متراجعا في الأسابيع المقبلة.