تطور جديد يجمع بين خلايا الإخوان ومنظمة القاعدة. الخلايا تتجنب الحسم والمواجهة وتعتمد على التأييد الدولي. الهدف التكتيكي هو "إنجاز الواجب" وليس "تحقيق النصر". تجنب الاندفاع وإحداث ضجة في منطقة والهجوم في منطقة معاكسة لتشتيت الانتباه. القاعدة تعتمد الحرب طويلة الأمد وعدم تعجل الحسم العسكري. نائب الأمير يشرف على احتياجات الخلايا التابعة للتنظيم وهي الجناح العسكري. خلايا الاستقطاب عن طريق الدعوة. أنواع التدريبات التي يخضع لها عضو الخلية. الزواج الغير شرعي بين تنظيم الإخوان والجماعات السلفية والقاعدة. تطور جديد يجمع بين خلايا الإخوان ومنظمة القاعدة. أصبح استهداف جنود الجيش والشرطة أمر كثير التكرار مما حوله من مجرد حادث عرضي إلى ظاهرة صرنا نعانى منها ونخشى حدوثها الذي نترقبه من حين لآخر، وأفرز التعاون الملحوظ بين جماعة الإخوان الإرهابية وتنظيم القاعدة تطورًا في طرق تنظيم وتدريب وإفراز الخلايا الإرهابية التي صارت تنتشر بعدة محافظات مصرية بعدما كان وجودها يقتصر على شمال سيناء فقط. الخلايا تتجنب الحسم والمواجهة وتعتمد على التأييد الدولي. وتقوم إستراتيجية عمل الخلايا على ما يعتبره المنظرون للتكتيك على التسلح بمبادئ معينة تتيح لها "التأمين والنماء"، حتى تأتي اللحظة التي تستطيع فيها حسم الحرب لصالحها حيث أن الإستراتيجية تتأثر بالواقع سلبا وإيجابا، كما أن الواقع في حرب القاعدة يبدأ بمجموعة صغيرة تؤمن بمبدأ أو عقيدة، ولهذا يجب العمل من خلال التأثير الشرعي، وتجنب الحسم والمواجهة العسكرية المباشرة، والحرص على الحسم السياسي والعمليات النوعية والاقتصادية، إضافة إلى العمل على شغل الإعلام والرأي العام والحصول على "التأييد الدولي المناسب"، وهذا ما يتعهد به التنظيم الدولي لجماعة الإخوان الإرهابية. كما يتخذ التكتيك في حرب الخلايا شكلين رئيسيين، هما "الكمين والإغارة"، ورغم تباين الشكلين في بعض التفصيلات الفنية، إلا أن كلا منهما يخضع لقواعد عامة لابد من مراعاتها في أيا كان الشكل المتخذ، وهو ما يجرى تنفيذه بكل دقة خلال عمليات استهداف قوى الأمن والجيش فرادى وجماعات في عمليات مخطط لها بعناية. الهدف التكتيكي هو "إنجاز الواجب" وليس "تحقيق النصر". وينصب عمل الخلية على هدف تكتيكي هو "إنجاز الواجب" وليس "تحقيق النصر"، وفقا لأسلوب " الكر والفر " وهو ما يجرى خلال عمليات الاستهداف المنظمة لقيادات وأفراد الشرطة، التي تنتهى بالفرار السريع بسبب أسلوب الحذر الدائم من تجنب الاندفاع وإحداث ضجة في منطقة والهجوم في منطقة معاكسة لتشتيت الانتباه. الحصار، والتملص من القتال بأقصى سرعة، حيث يتبع أعضاء الخلية أسلوب يراعى فيه الهجوم الحذر، مع مراعاة إحداث ضجة في منطقة والهجوم في منطقة معاكسة لتشتيت الانتباه، فيما يتم الاعتماد على التخفي بالاندساس والاختلاط بالسكان المحليين، واستخدام مخازن صغيرة لا يعرف طريقها إلا عدد محدود، توضع بها المواد المطلوب تخزينها من أدوات تستخدم في الهجمات، وتراعى الخلية تجنب النمطية والتكرار عند تنفيذ العمليات التكتيكية المختلفة، إضافة إلى تجنب الاندفاع والتهور بالتوازي مع المفاجأة والسرعة والحسم، ومهاجمة "الهدف" وهو في حالة التحرك، لسهولة الإيقاع به في هذه الحالة، وهو ما جرى في الهجوم على مساعد وزير الداخلية اللواء محمد سعيد في شارع الهرم. القاعدة تعتمد الحرب طويلة الأمد وعدم تعجل الحسم العسكري. ولحرب الخلايا هدف واحد، هو الحصول على نصر سياسي كبير من آلاف من الانتصارات العسكرية الصغيرة، حيث تعتمد قيادات تنظيم القاعدة على الخلايا بهدف "تحييد الإيجابيات وتعميق السلبيات"، إضافة إلى اعتماد الحرب طويلة الأمد التي تعتمد على أسلوب "اللدغات الصغيرة"، التي تكون في مجموعها جرحا غائرا في الجبهة السياسية للهدف، كما يمارس أعضاء الخلايا أسلوبا يقوم على عدم قبول أي اقتراحات تنبع من فقدان الصبر أو تعجل الحسم العسكري، حيث ينظرون إلى حسابات قوتهم بطريقة معنوية، كما أنهم يقدرون لهذه القوة أن تنمو وتتزايد مع استمرار المعارك، لذلك ينبذون تماما أسلوب المعارك الفاصلة التي تؤدي في النهاية إلى هزيمتهم، ويتفق هذا الأسلوب مع مبدأ إطالة أمد الحرب إلى أقصى حد ممكن، ويساعد هذا الأسلوب على حماية القوة البشرية. وتكثف الخلايا أنشطتها في المناطق المنعزلة، كما هو الحال في سيناء لأثرها السيكولوجي، فضلا عما تؤدي إليه من إجبار الجيش على الانتشار وتوزيع قواته، إضافة إلى توفر المؤن والسلاح بها بكميات كبيرة نسبيا، إضافة إلى سهولة الهروب والاختباء في المناطق الوعرة مثل جبل الحلال. نائب الأمير يشرف على احتياجات الخلايا التابعة للتنظيم وهي الجناح العسكري. وتتبع كل التشكيلات العسكرية نهجا محددا في اختيار الأهداف، وفي معظم العمليات الصغيرة لا تحتاج المجاميع المنتشرة في مختلف المناطق إلى أمر مباشر، وهي متروكة لاجتهادات القادة الميدانيين بالتنسيق مع قادة الكتائب وأمراء المناطق، فيما يقوم، وهناك عدة كتائب رئيسية وعلاقتها مع القيادة العليا للتنظيم، مثل كتيبة الأمن والاستطلاع، والتي تقوم بفحص دقيق للأعضاء الجدد المنتسبين للتنظيم، وتقوم بجمع المعلومات عن الأشخاص والأماكن والأهداف المنتخبة للعمليات، وطرق سير أفراد قوات الجيش والشرطة، وتعمل على تجنيد العملاء، وهى تنتشر بين الناس، وتعمل على جمع المعلومات حول الأشخاص المستهدفين بعمليات التصفية والاغتيال، فضلا عن استكشاف المناطق الحساسة والحيوية ومعرفة نقاط الضعف للاستفادة منها، وترفع جميع التقارير وبشكل دائم ومستمر إلى قيادة التنظيم، التي تقوم بدراستها والتشاور حولها وانتقاء الأهداف وأوقات التنفيذ، وتوجيه أوامر التنفيذ إلى الجناح العسكري وتشكيلاته للتنفيذ والإعلام بالنتائج لكل عمل تقوم به تلك التشكيلات. خلايا الاستقطاب عن طريق الدعوة. وتقوم المجموعة الأولى من رجال الخلايا "قادة التنظيم أعضاء الهيئة الشرعية" ببث دعوتهم لدى أقرب الناس فكريا إليهم، بهدف استقطابهم إلى التشكيلات، ويلي ذلك إرسال هؤلاء الأفراد المنضمين في مجموعات صغيرة إلى المناطق المجاورة لحث السكان على التطوع في "حرب الخلايا" معتمدين في ذلك على استغلال بعض الاعتبارات مثل العاطفة والحماسة والمظلومية والعمل الخيري والمقاومة والجهاد والغيرة، حيث تعتمد بؤر التجنيد وهي الجامعات والمعاهد والكليات والأكاديميات وحتى المدارس والمساجد،والجمعيات الخيرية. تجنيد شخصين إلى أربعة يكفى للاشتراك بالدورة التدريبية قبل الالتحاق. ويعتمد التجنيد على أن يقوم المجند بتجنيد من شخصين إلى أربعة وما فوق ويكونوا نواة لجماعة جهادية، ويجب أن تكون هذه المجموعة مستعدة للموت عند التكليف،ويتم تحديد الأمير وبعد ذلك تبدأ دورة تدريبة جسدية على تمارين الرياضة وغيرها لمدة شهر أو أكثر، بعد ذلك الدخول في دورة على استخدام الأسلحة والعتاد العسكري ولو كانت الدورة نظرية، بعد ذلك يتم تحديد مكان تنفيذ العملية، ويتم التخطيط عبر وضع دراسة ميدانية لموقع العملية،مع إجراء تنفيذ وهمي للعملية بزيارة مكانها، ووضع ملاحظات طارئة على مكان العملية بهدف التأقلم مع المتغيرات والتدرب على سرعة البديهة،ثم يتم إبلاغ الاستعداد للعملية التي تكون بأمر مباشر من أحد أمراء التنظيم. وتسهم تلك الطريقة في التجنيد في توفير الخطر والوقت وتفويت الفرصة على الأجهزة الأمنية في معرفة الهيكل التنظيمي الشامل من خلال أن العملية تتم ضمن هذه المجموعة فقط دون غيرهم، وهو ما يضمن أمن وسلامة قادة التنظيم الميدانين. أعضاء الخلايا يتدربون وفقا للمهام المنتظرة ودور كل واحد منهم فيها. تعد مرحلة التدريب من أصعب وأخطر مراحل الإعداد للخلايا، بسبب صعوبة إجراء التدريبات العسكرية أو حتى شبه العسكرية دون أن يشعر بها أو يكتشفها أي من القوى " جيش – شرطة" ويسرع باجتثاثها، لهذا لا يتدرب أعضاء الخلايا على نمط واحد، وإنما يتدربون وفقا للمهام المنتظرة ودور كل واحد منهم فيها، فهناك من يتدرب على القتال والعنف، وهناك من يتدرب على الاغتيال والتخريب، وهناك من يتدرب على أعمال الإعاشة والشئون الإدارية وتوصيل المعلومات والأوامر، ويخضع المتدرب لدورة روحانية تعتمد على قراءة كتب السلف القتالية ونشرات الجماعات المقاتلة ودراسة كتب الجند والعسكر، مع عدم الإكثار من الضحك والمزاح،و الإكثار من ذكر الموت وتدريب النفس على حب العمليات الانتحارية، وفي الغالب تتم في البيوت والمزارع الخاصة وبعض المساجد التي لا يشك بها، ويتم تبادل الأشرطة المرئية والصوتية والسيد يهات. أنواع التدريبات التي يخضع لها عضو الخلية. يخضع عضو الخلية لدورة بدنية وتكتيكية يتم خلالها الحفاظ على الأكل وعدم الإكثار منه،وتجنب الدهون والشحوم وتعاطي الأرز والبطاطس قبل التدريب واللحوم بعده، وتعويد النفس على الجوع، وتسلق الهضاب والجبال والنزول عنها وتسلق الشجر، وحمل الاحجار والاثقال، وكيفية استعمال السكين والسيف والبندقية والمسدس والمتفجرات والحفاظ على اخفاء موس بالجسد، والتدريب على الضربات السريعة القاضية في الرأس والظهر والأماكن الحساسة، والتدريب على حفر الخنادق والغرف الأرضية وتمويهها بشكل جيد، والتدريب على الدرجات النارية وقيادة السيارات، والتدريب على الأجهزة اليدوية وكيفية استخدامها، والتدرب على المصارعة والجودو، وتكون غالبا في الصحراء وبين الكثبان الرملية أو بين الجبال والوديان وتكون على شكل رحلات تستمر من يوم إلى ثلاث ايام متواصلة. فيما تشمل الدورة العسكرية والأمنية التدريب على الحفاظ على وحدة الجماعة ووضع شفرة بين الأفراد، وتجنب اللقاءات الدائمة التي تلفت الانظار، وتجنب المساجد التي يمكن أن تتم مراقبتها،وحلق اللحية والبعد عن اللباس الإسلامي، والحصول على الأسلحة الخفيفة، وتصنيع المتفجرات والمحرقات، ودراسة الهدف وطرق الدخول والخروج منه بسلام، وعدم المجازفة باي احتمال غير مرغوب به، وعدم الارتباك في حالة الخطأ، وصنيع السموم والتدرب على القتل بها، والخطف والاغتيالات والقنص عن بعد، ووضع عبوات ناسفة في الأماكن التي يتحصن بها عناصر الجيش والشرطة، وصناعة كواتم الصوت للمسدسات، واغتيال الأفراد ليلا عند انقطاع الكهرباء والصباح المبكر وعند تقلب الطقس وضعف الرؤية، وعدم إفشاء أسرار الجماعة والقتال حتى الموت. الزواج الغير شرعي بين تنظيم الإخوان والجماعات السلفية والقاعدة. تبدو العلاقة الآن بين تنظيم الإخوان وجماعات السلفية الجهادية في مصر امتدادا لأنماط العلاقة بين فروع التنظيم في كامل المنطقة بدءا من العراق مرورا بسوريا والاردن وفلسطين، حيث يعتبر مد اليد الملوثة بدماء أبناء الوطن إلى أي مجموعة إرهابية أمرا مقبولا شرعيا، حيث يدخل ضمن نطاق ما يمكن أن يطلق عليه " زواج المتعة الإرهابي" الهادف إلى إنجاب الظروف الملائمة للعودة إلى السلطة، بعدما فشل هذا الزواج في الحفاظ عليها ففي الحالة المصرية بسبب ثورة الشعب في 30 يونيو. ويبرز تكتيك " حرب الخلايا" أكثر الأساليب ملاءمة لإتمام هذا الزواج الحرام، حيث يجيد عناصر الإخوان تنفيذ متطلبات هذا التكتيك الذي يجعل منهم ظهيرا قويا لجماعات العنف الدموي، طالما يصب هذا الأمر في صالح الفكرة الأم وهى هدم الدولة المصرية، وفقا لما حددته دراسة الشيخ أبى بكر أحمد التي تعتبر أن " من أهم الأهداف السياسية، هو العمل على ضرب مظاهر الدولة الحديثة ومفاصلها، وهو ما يستلزم استهداف إعلامها وأمنها وجيشها والسعي لتفكيكه، وأول نجاح تفكيك دولة قومية حديثة؛ هو تفكيك جيشها".