مهى الفهد: سارقو ثورات الربيع يتحرشون بالمرأة

حوار: عبدالرحيم قناوي
الحقوقية السعودية مهى الفهد:
· وضْع المرأة العربية في دول الثورات بات خطرًا فادحً ا
· غضب المنظمات الدولية على السعودية هدفه جرّها لثورات الربيع العربي
· الجهات المدعية “,”حقوق الإنسان“,” تسعى لاستغلال “,”المرأة“,”
· زواج القاصرات سلاح الجبهات المضادة الجديد ضدنا.. كما حاربوكم في مصر من باب قضايا الختان
· مجتمعنا يحتاج للتثقيف والتأهيل الفكري للسماح للمرأة السعودية بقيادة السيارة
· وجدت نماذج للمرأة السعودية تنافس السيدات عالميًا
· أتمنى أن تُدرس قواعد “,”حقوق الإنسان“,” كمادة أساسية في مراحل التعليم
· المساواة التي يزعمونها بين المرأه والرجل تخالف الطبيعة البشرية
· نحن دولة نحترم حقوق الإنسان.. ونتعايش مع الشيعة وأهل الكتاب منذ عقود
· لدينا من المواطنات سيدات أعمال يعجز اللسان عن ذكرهن وحصرهن
· لولا القضايا التي رفعتها سعوديات في المحاكم ما خرجن عن ولاية محارمهن
المستشار الدولي مهى الفهد، نموذج مشرف للمرأة تفخر بأنها سعودية حتى النخاع، انطلقت في عالم البحث والعمل في حقوق الإنسان بمفهومها المعتدل الذي يصحح “,”نظرة الآخر ومفهومه“,” تجاه سياسة بلادها في مجال حقوق الإنسان الذي يرى “,”السعودية“,” دولة “,”مُنتَهِكة“,”.
تقلدت الى جانب أعمالها الخاصة مناصب “,”سفير العطاء الإنساني بالائتلاف السوري بالمحكمة الجنائية الدولية.. الأمين العام لائتلاف خبراء حقوق الإنسان في الشرق الأوسط.. المفوض العام للتحالف المدني لحقوق الإنسان لشئون التعاون الدولي في دول الخليج العربي.. المفوض العام لجمعية العفو المصرية لشئون التعاون الدولي في دول الخليج العربي.. المستشار الخاص للرئيس العام للمجلس الدولي للعالم الإسلامي.. الملحق الثقافي لهيئة كتاب “,”هذا محمد“,” صلى الله عليه وسلم .. عضو هيئة المحامين الدولية للدفاع عن الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم .
حول وضع المرأة السعودية والعربية بعد ثورات الربيع العربي والمرأة الشيعية وقضايا أخرى.. كان معها هذا الحوار..
هناك جهات مسيئة هدفها دومًا إظهار المملكة العربية السعودية في المقام الأول بصورة “,”همجية“,”.. كيف بدأت العمل في مجال “,”حقوق الإنسان“,” ولماذا اخترت هذا المجال؟
لا يخفى عليكم أن العمل التطوعي هو من أساسيات العمل في مجال حقوق الإنسان، وكثيرون من خبراء حقوق الإنسان يعتمدون على تطوعاتهم في قضايا الإنسان، بل والجادون منهم يدفعون أموالاً لا يُستهان بها لخوض الكثير من الدورات واكتساب الدورات التي تمهد لهم النزول لساحات العمل ومقارعة الواقع لكسب الخبرات، كل ذلك تطوعيًا بدون السعي من ورائه إلا لإنصاف مظلوم أو إغاثة محتاج طلبًا لوجه الله تعالى.. وقد حباني الله بفضله ومنّه وكرمه روحَ الصبر والمثابرة على خوض أعمال تطوعية عدة، بدأت من الإشراف على مناسبات خيرية ل“,”الأيتام وقاهري الإعاقة“,” حتى جاءت تجربتي في “,”سيول جدة“,”، التي شبعتني بخبرات عدة وكانت المحفز لانطلاقتي في عالم البحث والعمل في حقوق الإنسان بالمفهوم المعتدل الذي يصحح نظرة الآخر ومفهومه تجاه سياسة وتعامل “,”المملكة“,” في مجال حقوق الإنسان.
ما هو رد فعل عائلتك على عملك.. وما المخاطر التي واجهتك؟
الجميع يشاكسونني جدًا مع كل انطلاقة أو بداية من باب الخوف على سلامتي، فهم يعلمون بحكم قربهم مني بأنني أسبح عكس التيار، فهنالك جهات مسيئة هدفها دومًا إظهار المملكة العربية السعودية في المقام الأول بصورة “,”همجية“,” من عصر إنسان الغاب، وبالتالي تهدف تلك الجهات المدعية لمؤازرتها لحقوق الإنسان لوضع المملكة كدولة “,”مُنتَهِكَة“,” لتلك الحقوق.. مستفزة بذلك أعني تلك الجهات “,”الشعوب“,” و“,”بعض المنظمات الدولية“,” على حكومة المملكة العربية السعودية، وفي حقيقة الأمر تلك الاستفزازات ليس لها سوى هدف واحد لا يخفى على اللبيب وهو جر أشلاء ما يسمى ب“,”الربيع العربي“,” إلى أراضينا لممارسة عروضه المكشوفة والمبتذلة على ضعاف النفوس من مواطنينا، الذين يشكلون بدورهم مادة دسمة تقتات عليها تلك المنظمات وتستخدمها لتحقيق أهدافها..
كل أولئك المهرجين يضرهم جدًا كشفنا لخباياهم وسعينا مع الجهات التي أتشرف بتمثيلها بالوقوف أمام مخططاتهم العابثة ومن هنا يستشعر أهلي و“,”ابنتاي“,” على وجه الخصوص حجم الخطر الذي قد يواجهني ولكنني في النهاية “,”من يفوز بالجولة“,”.. فاعتمادي دائمًا على الواحد القهار.
كيف ترين وضع المرأة السعودية الآن؟
لستم أول من يسألني هذا السؤال.. فكثيرون قبلكم وجهوا لي أسئلة في نفس السياق ولكنني امتنعت عن إجابتهم فكل أسئلتهم كانت تحمل بين أحرفها اتهامات لها دلالاتها الواضحة.. ولكنني أعرف حق المعرفة بأنكم لا تحملون في ضمائركم نية تقصدون منها الإساءة لوطني.. لذا لن أمتنع معكم عن الإجابة.. الحمد لله نحن النسوة في عهد سيدي خادم الحرمين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود وإخوانه الأبرار حفظهم الله، ننعم بجل اهتمام الدولة ودعمها وتسهيلها بفتح قنوات العمل الشريف المعين للمرأة في كافة المجالات ومنه بالتالي يعود النفع والسمعة الحسنة لكل سعودية تفتخر بها المملكة أمام الدول وتكون نموذجًا مشرفًا لوطنها.. مع ملاحظة أن بعضًا من الجهات المدعية “,”حقوق الإنسان“,” تسعى لاستخدام “,”المرأة“,” سلاحًا لهم للاستدلال بها وخدمة مرئياتهم وتهويل بعض الحالات من العاصيات أو الخارجات عن أولياء أمورهن والمسميات بضحايا “,”العنف الأسري“,”.
ولا أعلم في أي عرف أو دين جاءوا إلينا بهذه الهرطقات، فلم نعهد في الأزل أن هناك من خرج عن طوع والديه ولعلي هنا أستشهد بأبي الأنبياء سيدنا إبراهيم عليه السلام، حين هم بنحر ابنه إسماعيل عليه السلام امتثالاً لأمر الله عز وجل، والذي ورد نصه في قوله تعالى ﴿فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلامٍ حَلِيمٍ* فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ* فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ* وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ* قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ* إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْبَلاءُ الْمُبِينُ* وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ﴾.
هذه الآية وغيرها من الآيات الكريمة تجسد نهجنا ودستورنا القويم، فلا نقبل بتعليمات أو مناهج أو إملاءات استقيت من بشر يستهدفون التلاعب بالقوانين الوضعية من أجل خدمة مصالحهم الشخصية ليتم تحقيقها من خلال التركز على محور “,”إهدار حقوق المرأة“,” والضرب على تلك الأوتار المريضة ب“,”الحرية“,”، وهم يعلمون جيدًا أن المملكة العربية السعودية مترامية الأطراف وذات بيئة بدوية صلفة في الأساس، وتعتمد على مقاييس محددة من العادات والتقاليد تؤطر حياتنا منذ آلاف السنين.. هذا التأطير حدثت فيه خروقات وتدخلات بفعل اختلاط الأنساب بالتزاوج من بيئات مختلفة لننصهر في حب وطن واحد.. ولكن هناك البعض منهم للأسف عاش ولازال من خير البلاد ويسيء إليها بأفكاره الدخيلة ومعتقداته الغريبة على مجتمعنا والتي يستجلبها من رؤسائه ويخيل إلى عقله الضحل أنه قد يسود البلاد يومًا ما بتلك المناهج المدرسة من محركيه “,”أعداء الوطن“,” وقد يسانده في تنفيذ مناهجه تلك، بعض المنحرفين من أبناء الوطن ممن يعانون من تراكمات نفسية نتيجة ابتعاث للخارج أو زواج أو اندماج أسري، وللأسف كلا الطرفين يعزفان على وتر “,”المرأة“,”.
كيف واجَهَت المرأة في السعودية في العصر الحديث الصعوبات المتعددة في التعليم والمشاركة المجتمعية لتصل إلى ما وصلت إليه؟
أجبت سابقًا بأن مجتمعنا غالبيته من البيئة البدوية التي تحترم موروثاتها من العادات والتقاليد، وفي ظل ذلك كانت بداياتها مع التعليم كبدايات أي أمر جديد عادة ما تكون مستنكرة، ثم مع الوقت والتعود يُمسي أمرًا مستحبًا، خاصة إذا لمست محاسنه ونفعه.. وقِس على ذلك فيما تراه اليوم من نماذج نسائية سعودية مشرفة.
لماذا يُسمح فقط للمرأة من العائلة المالكة بممارسة أعمال ولا يسمح لغيرها من نساء السعودية؟
على العكس تمامًا بحمد الله، لدينا من المواطنات سيدات أعمال يعجز اللسان عن ذكرهن وحصرهن.. وسسجلات الغرف التجارية الصناعية التابعة لوزارة التجارة في المملكة العربية السعودية، والمخولة باستصدار تراخيص المنشآت التجارية والصناعية للمرأة أكبر دليل على ذلك، كما بإمكانكم الدخول لموقع وزارة التجارة السعودية على الشبكة العنكبوتية لتصفحه وسوف تجدون مكاتب خُصصت وجُهزت بطاقم نسائي بحت لخدمة سيدات الأعمال.
ما رأيك في عمل المرأة السعودية في مجال الضيافة؟
الوطن والمجتمع لدينا يحترمان المرأة جدًا ويقدراها، ويستنكف المجتمع أن يراها في هذا المجال طالما وجد غيره من المجالات اللائقة بمكانتها، فشيمة أبناء وطني تحُول بينهم وبين أن يستسيغوا خدمة ابنة وطنهم لرجال غرباء عنها، ربما لا ضير فيه طالما هو عمل شريف يقيم روابط الأسرة إن تم تفعيله في أقسام خاصة للمسافرات من النساء في الرحلات السعودية.
الناشطة السعودية “,”وجيهة الحويدر“,” قالت إن وضع المرأة في السعودية أسوأ من وضع معتقلي جوانتنامو فما رأيك؟
أخي الكريم نحن بخير ولله الحمد طالما قلوبنا عامرة بحب الله، ثم الولاء للوطن وحكامه، لو كان صحيحًا ما قيل ما وجدت نماذج للمرأة السعودية تنافس السيدات عالميًا على المراتب الأولى في شتى المجالات، ولما وجدتني أتناقش اليوم معك.. فليس من المعقول أن نكون جميعنا هاربات من المعتقل وحكومتنا “,”الجائرة“,” كما يصورونها “,”تتفرج“,”!.
رسمت الأمم المتحدة صورة قاتمة عن وضع المرأة في السعودية وطلبت من المملكة أن تدرج في قوانينها مبدأ المساواة بين الرجل والمرأة؟
أخي الكريم أود أن أوضح أمرًا هامًا لقرائكم الأفاضل.. غاب عن أذهانكم وعن ذهن الكثير من نشطاء حقوق الإنسان:
أولاً: لا بد من تعريف الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، وهو الإعلان الذي تبنته الجمعية العامة للأمم المتحدة وتم اعتماده في العاشر من ديسمبر لعام 1948م، والذي تم ترجمته إلى أكثر من 300 لغة عالمية بحسب تقرير موسوعة “,”جينيس العالمية“,”، وقد تم رفضه وانتقاده من الدول الإسلامية “,”لعدم تماشيه“,” مع تعاليم الدين الإسلامي الحنيف، وقد كانت نقاط الرفض والاختلاف كما يلي:
1- عدم الاعتراف بالمساواة بين الرجل والمرأة.
2- عدم الاعتراف بحرية تغيير المسلم دينه لكون ذلك في تعاليم الإسلام حدًا من حدود الله يسمى “,”حد الردة“,”.
وفي عام 1982 م أعلن ممثل إيران في الأمم المتحدة “,”سعيد رجائي خرساني“,” عن موقف هام جاء فيه:
إن الإعلان العالمي لحقوق الإنسان بنسخته الأممية هو فهم “,”علماني“,” لمعتقدات يهودية ومسيحية لا يمكن أن يتقبلها العالم الإسلامي وأن يتعامل بها أو يطبقها دون التعدي على مبادئ الشريعة الإسلامية.
وهنا تم رفض الدول الإسلامية لهذا الإعلان العالمي لحقوق الإنسان.
وفي الثلاثين من يونيو لعام 2000 م قرر أعضاء منظمة المؤتمر الإسلامي الموافقة على إعلان القاهرة فيما يتعلق بنسخة إعلان لحقوق الإنسان “,”في الإسلام“,” بديلة للإعلان العالمي لحقوق الإنسان، خاصة بالدول الإسلامية، تم الاتفاق على بنودها وتطبيقها من الدول الإسلامية.
وتنص النسخة الإسلامية لبيان حقوق الإنسان البديلة على ما يلي:
- من حق الإنسان العيش بحرية وحياة كريمة حسب تعليمات وأحكام الشريعة الإسلامية السمحة.
بدون الاعتراف بحرية تغيير الأديان.. ولا بالمساواة بين الرجل والمرأة المسلمين.. ولا بالحيادية عند مقارنة الأديان.
وفي الثالث والعشرين من شهر مايو لعام 2004 م، تم اعتماد “,”الميثاق العربي لحقوق الإنسان“,” في مؤتمر القمة العربية السادس عشر والمنعقد في تونس، والذي يتماشى مع تعاليم الدين الإسلامي الحنيف والمكون من 53 مادة.
وبناء على ما سبق سرده نحن في دول العالم الإسلامي، نسخة الإعلان العالمي لحقوق الإنسان الإسلامية تختلف في النقاط والبنود التي تضمنها سؤالكم وما نودي إليه.
لماذا واجهت نسخة 2013 من مهرجان الجنادرية الثقافي بالرياض مثل العديد من النسخ السابقة احتجاجات قوية من بعض الشيوخ السعوديين المتشددين من بينهم الشيخ صالح الفوزان على مسألة اختلاط النساء بالرجال في بعض فقرات المهرجان؟
ثقافتنا يصعب على الغرباء التعايش فيها أو قبولها كما هي.. الحياء شعبة من شعب الإيمان.
العالمة السعودية حياة بنت سليمان سندي تضمنت قوائم أكثر النساء تأثيرًا في العالم وعينت في فبراير الماضي ضمن أول مجموعة من السعوديات يشغلن مقاعد بمجلس الشورى في المملكة.. لماذا لا يُسمح للمرأة السعودية بممارسة السياسة؟
أو لم تكن المرأة السعودية في تصريح إحداهن في سؤالكم السابق تعيش في وضع معتقلي جوانتانامو! أم أن هؤلاء النسوة المنتسبات لمجلس الشورى لسن بسعوديات؟
نعود لسؤالك إذا كنت تقصد منه ممارسة العمل السياسي كمسئول تنفيذي سلطوي داخل الدولة فأظن أن الأمر بيد ولي الأمر حفظه الله، إن وجد من تمتلك الخبرة والمهارات التي تفيد الوطن وترتقي به وتستحق هذه الثقة لن يتردد في منحها إياها، رغم أنني أرى أن المرأة السعودية حديثة عهد بالسياسة، بينما رجالات الدولة مفعمين ومتشربين بخبرات ومهارات يعجز رجال الغرب عن مقارعتهم، ولازال رجال الدولة بخير ولله الحمد للقيام بهذه المهام.
وإذا كان قصدك ممارسة العمل السياسي خارج نطاق الدولة فأستشهد ردًا على سؤالك بالدكتورة ثريا أحمد عبيد إحدى عضوات مجلس الشورى حاليًا والمدير التنفيذي لصندوق الأمم المتحدة للسكان والأمين العام المساعد للأمم المتحدة، هي أول سيدة سعودية ترأس وكالة تابعة للأمم المتحدة، وهي نموذج لمن يدّعون سوء معاملة المرأه السعودية ويطالبون بحقوق نزيلات المعتقل.
المرأة السعودية لا يحق لها التقدم ببلاغ في قسم الشرطة ولا يحق لها الحصول على أي خدمة من وزارة العدل (كرفع دعاوى الحضانة والنفقة) خاصة إذا كان الخصم هو المحرم؟
يا أخي الفاضل.. ثلث أصحاب الدعاوى بالمحاكم السعودية من النساء، وإلا من استشهدت بهن في نماذج أسئلتك السابقة والتالية كيف خرجن للعالم عن ولاية محارمهن وولاة أمرهن لولا تلك القضايا اللاتي رفعنها وإنصاف قضاتنا فيها؟.
تسلمت الناشطة السعودية سمر بدوي في أبريل 2012 جائزة “,”النساء الأكثر شجاعة على مستوى العالم“,” الأمريكية تقديرًا لشجاعتها في الدعوة لحقوق المرأة بعدما شغلت قضيتها الرأي العام بتمردها على قانون “,”ولي الأمر“,” المعمول به في المملكة وتعرضها للحبس بتهمة “,”العقوق“,”.. المرأة السعودية مدللة أم مضطهدة؟
المرأة السعودية “,”محترمة“,”، “,”جوهرة“,” مهما حاولوا لن يطفئوا بريقها أو يرخصوا قيمتها ويهينوها إلا إذا هي أرادت لنفسها ذلك وباختيارها.
كيف تكون المرأة السعودية امرأة ناضجة وعاملة وعليها ولي يمارس الوصاية ويأخذ أموالها “,”مشكلة الولي“,” ويتحكم بها وينتهك حقوقها.. كذلك قضية فرض الزواج بالقوة والعنف الأسري والحضانة والطلاق وزواج القاصرات؟
إن خرجت عن نطاق المعمول به والمألوف هنا وجب ارتدادها ونصحها وهذا حق الرجل عليها.. وإن اشتكت جورًا أو ظلمًا أو انتهاكًا لمالها أو إرثها وحقها الأسري أو إجبارها على زواج فذلك ظُلم لا يقبله حاكم ولا دولة وهنالك شرع وقضاة تحتكم لهم بأمر الله لأخذ حقوقها.
أما زواج القاصرات فهو سلاح الجبهات المضادة الجديد.. كما حاربوكم في مصر منه ومن باب قضايا الختان.
“,”تواجه المرأة السعودية العديد من القضايا كالنساء المطلقات واللاتي تعرضن للإساءة وقضايا توزيع الميراث.. كيف يتم التعامل مع هذه القضايا من وجهة نظرك كحقوقية؟
هي قضايا أحوال شخصية كل دول العالم تعاني منها ليست حكرًا على المملكة فقط، ومثل تلك القضايا تكفل بها الشرع للفصل فيها.. كما كفلت لها الدولة حق الاحتكام ل“,”ديوان المظالم“,” إن اشتكت جورًا من حكم قضائي وإن لم تنصف من ديوان المظالم هناك ولي أمرنا ترفع له شكواها وبإذن الله سوف ينتهي الأمر بإنصافها، أما إن وجدت ظلمًا بتلك الأحكام تتدخل هنا “,”حقوق الإنسان“,” لفتح قنوات تواصل جديدة مع المسئولين ودراسة القضية جيدًا من كل زواياها، ربما صاحبة الادعاء تغفل عن أمر ما.. أو ربما فعلاً هناك جور وقع عليها فيستعاد لها.
ما أهمية وجود مؤسسات المجتمع المدني التي تهتم بشئون المرأة وقضاياها لحل تلك المشاكل ولتحسين وضع المرأة السعودية؟
أهميتها عالية جدًا لو أنها درست بطريقة عقلانية متزنة وهدفت لتوعية الأجيال بحقوقهم المتبادلة مع مجتمعهم ووطنهم مركزة على مفهوم أن “,”حقوق الإنسان“,” ما هي إلا همزة الوصل بين الحكومات وشعوبها ومنها تستقي أسرع طرق علاج الأزمات، وكم أتمنى أن تدرس قواعد “,”حقوق الإنسان“,” كمادة أساسية في مراحل التعليم، فكم هو جميل غرسها في عقليات وتصرفات جيل هو لَبِنَة المجتمع.
ما هو دور المرأة الشيعية في الحياة العامة السعودية خاصة أن دورها في الحياة العامة يبدو معدومًا كليًا ومقيدًا تقييدًا شديدًا فيما عدا الدور الضئيل الذي تقوم به في المراكز التابعة للجمعيات الرجالية في محافظة القطيف ومدينة سيهات؟
يا أخي الكريم نحن في المملكة العربية السعودية لا نفرق بين طوائف ولا نندرج تحت أصناف أو مذاهب، لا أنكر أنه يوجد بالمملكة مواطنون “,”شيعة“,” ولكن كلنا نسيج واحد مهما تعالت أصوات المنادين بتمزيقنا سنبقى نسيجًا واحدًا، لن تخترقه محاولات الدخلاء لزرع فتيل الفتنة.
تعلم بأن الوظائف الحكومية خاصة العسكرية منها أو الحساسة والمعنية بأمن الدولة كما هو الحال في أنظمة العمل الدولية وليس في المملكة فحسب، هي وظائف لها معايير خاصة جدًا وشروط صارمة لا يمكن التلاعب في قواعدها أو التهاون باستعمال مسوغاتها “,”الاستثناء“,” بها.
أما إن تحدثنا في محيط القطاع الخاص فتعلم أن نسبة البطالة في المملكة عالية وأن هناك مع الأسف الشديد اعتمادًا هائلاً على المستقدمين من الخارج، وبالتالي فأبناء الوطن غالبًا يعانون من انعدام الفرص الوظيفية التي تناسب طموحاتهم، هذا لا يعني بأن هناك إقصاءً لفئة معينة، وأجزم لك بأنه لا توجد مقابلة توظيف واحدة تعتمد بين أسئلتها على تحديد مذهب أو فئة أو حزب المتقدم للوظيفة، لأننا في الأساس لا توجد لدينا انشقاقات كما أسلفت لك.
أعود للإجابة على السؤال، مجالات عمل المرأه كثيرة جدًا، خلاف المعتاد من تعليم وطب وتمريض هناك التسويق والدعاية والإعلان والتصوير والإعلام والصحافة والمحاماه والتحكيم الدولي وقيادة الطائرات والتدريب والهندسة والمقاولات والإعمار والتجميل وإدارة الأعمال والمحاسبة والفنون اليدوية والديكور و.. و.. و.. لن يجد القارئ وقتًا لحصرها.
لماذا تُكفَّر المرأة الشيعية من قبل زميلاتها السنيات بسبب انتمائها المذهبي وما زال أمام الحكومة السعودية إحراز تقدم كبير في مجال المساواة بين المرأتين الشيعية والسنية قبل أن تتمكن من تحقيق بنود وأهداف اتفاقية التمييز ضد المرأة؟
أخي الكريم إنه وطبق نظام تعليم مادة “,”حقوق الإنسان“,” في صفوف التعليم كما نوهت في إجابة سابقة لما وجدت اليوم بيننا تلك التصرفات الفردية من الاستهجان أو عدم احترام الآخر، الحمد لله الذي أعزنا بالإسلام وحماية سنة نبيه الكريم الذي لم يفرق في تعامله “,”صلى الله عليه وسلم“,” بين مسيحي أو يهودي، وعلى ذلك تربينا.. المساواة التي يزعمونها بين المرأه والرجل تخالف الطبيعة البشرية لذلك نحن لا نتعامل بها في حياتنا اليومية فتبقى الأنثى دائمًا وأبدًا تحت رعاية “,”الذكر“,” واهتمامه بحكم الولاية والقوامة.. ونافخو أبواق الحريات عبر بعض مؤسسات حقوق الإنسان المعادية والتي تحدثت عنها سابقًا يحاولون بكل ما أوتوا من قوة أن يصوروا المملكة العربية السعودية كدولة “,”مُنْتَهِكَة“,” لحقوق الإنسان، لذلك هم يخلطون بين حق المرأة في التعليم والعمل والامتلاك وممارسة التجارة، وبين القوامة وما تمثله من حق شرعي في رعاية واهتمام الرجل بها حتى لا تكون لقمة سائغة لضعاف النفوس.
كما أن مطالبات “,”الإخوة“,” الدخلاء من شيع الدول المجاورة وانغماسهم وامتزاجهم مع بعض مواطني المنطقة الشرقية من أبناء جلدتهم ليس هباءً منثورًا ولم يأت في هذا التوقيت بالذات إلا لخدمة تصدير “,”ثورات الربيع العربي“,”، فالإخوة الشيعة في الشرقية والجنوبية والغربية يعيشون بيننا منذ أمد بعيد لم يتذمروا أو يمتعضوا من علاقتنا أو سياسة دولتنا أو نهجنا الإسلامي، لماذا في هذا التوقيت بالذات أُثيرت هذه الفتن؟ نحن بفضل الله دولة سنية هي مهد الرسالة المحمدية ومهبط الوحي وبها أقدس بقاع الأرض “,”مسجدان من ثلاثة تشد إليها الرحال“,”، ومن العار علينا أمام الله، ثم العباد أن ننتهج كدولة “,”غير السنة“,” سبيلاً، عار علينا أن تدرس مدارسنا أو يقترن تعليمنا بآراء خدام الأجندات الخارجية “,”رضي من رضي وأبى من أبى“,” ولأننا دولة نحترم حقوق الإنسان نتعايش مع الشيعة وأهل الكتاب منذ عقود، لهم ما لنا وعليهم ما علينا، حسب تعاليم ديننا الحنيف.
لماذا هناك تقييد كبير على العمل الاجتماعي للمرأة الشيعية والذي تتقدم به من خلال عضويتها في الجمعيات الخيرية الرجالية الشيعية حيث تمتد الموافقات إلى شهور طويلة حتى يتم البت في أمر إقامتها كفعالية نسائية في أي مركز نسائي من لدن وزارة العمل؟
أعود وأكرر أن مساحة المملكة واتساع رقعتها وتنوع ثقافتها ليس بالأمر السهل، فإقامة أي فعالية لا بد أن تأخذ وقتًا لاستخراج تصريحها حسب المتبع في أنظمة الدولة، وهذا لا يقتصر على فئة دون أخرى إن جاز لي استعمال تقسيماتكم تلك.
أعلن وزير العمل في السعودية عادل فقيه في وقت سابق أن “,”مليونين من العاطلين عن العمل ينتظرون وظائف 85 في المائة منهم نساء.. ماهي مجالات العمل المسموح بها للمرأة السعودية؟
هذا ما يؤكد إجابتي السابقة عن المدعين من المتشيعين أنهم محاربون في إيجاد فرص العمل.
ماهي العوامل المؤثرة في تشكيل صورة المرأة السعودية؟
أمور عدة تبدأ من اختيار الرجل لزوجته وتتدرج بتربية النشء سواء “,”أنثى“,” أو “,”ذكر“,”، والتعليم والثقافة، ثم بالمجتمع المرافق لمراحل الحياة.. هذا على الصعيد الطبيعي لكل البشر، أما على صعيد مثيري الضغائن والفتن فتلك الموازين تختلف والصور تتأرجح حسب ما يمليه عليهم قادتهم.
ما هو رأيك في دعوة الناشطة السعودية الليبرالية سعاد الشمري المتحدث باسم رئيس الوزراء الإسرائيلي للإعلام العربي أفير جندلمان الحكومات والشعوب العربية إلى السلام والتعايش مع إسرائيل؟
قرأت شيئًا كهذا من قبل، ولكنه لم يسترع انتباهي للتفكير فيه.
تُعد الناشطة السعودية الليبرالية سعاد الشمري من أوائل النساء في المملكة العربية السعودية واللاتي يشتغلن بمهنة المحاماه في المحاكم السعودية والدفاع عن حقوق المرأة.. إلى أي مدى يسمح للمرأة بالعمل بمهنة المحاماه بالمملكة؟
سمح لهن بالفعل.
القضايا الأسرية بلغت 60% من القضايا المنظورة في المحاكم.. ما هي أسباب ذلك؟
نحن لا ننكر ارتفاع نسبة اللجوء للقضاء في كل دعاوانا لإيماننا بالله أولاً، ثم بعدل ونزاهة قضائنا، وهذا أمر بدأت تلتفت له حكومة سيدي خادم الحرمين الشريفين، ما يشجع على تفعيل دور “,”التحكيم“,” وحل النزاعات باسترضاء جميع الأطراف بما يقبلونه دون حنق أو ظلم، خاصة وأن 40% من تلك القضايا تحل بالتسويات، وهذا الأمر سوف يخفف كثيرًا من الضغط الواقع على أروقة المحاكم والمتسبب في تعطيل القضايا وطول مدة البت فيها وبُعْد مواعيد جلسات النظر فيها.
السعودية هي البلد الوحيد في العالم الذي يمنع النساء من قيادة السيارة رغم وجود حملة “,”سأقود سيارتي بنفسي“,” التي رفعت عريضة إلى الملك عبدالله بن عبدالعزيز تطالب بالسماح للمرأة بالقيادة.. لماذا لم تسمح المملكة للمرأة بالقيادة؟
صرح سيدي خادم الحرمين الشريفين حفظه الله بأن هذا الأمر لن يبت فيه إلا المجتمع السعودي نفسه.
كما تعلم وسبق أن ذكرت في إجابة سابقة نحن مجتمع يحترم معطيات عاداته وتقاليده وما تربى عليه، وقيادة المرأة في السعودية سوف تجلب أذى أكثر من نفعها، لذا مجتمعنا في حاجة للتثقيف والتأهيل الفكري لاستيعاب هذه الخطوة وتقبلها قبل البدء فيها وهذا أمر يطول على ما أظن.
ما هو وضع المرأة العربية في كل من فلسطين ومصر والعراق واليمن وليبيا بعد الثورات؟
وضع المرأة العربية في دول الثورات بات خطرًا جار به عليهم زعماء الثورات والمستفيدون منها.. فلا يخلو بيت من بيوت تلك الدول من يتيمة أو أرملة أو ثكلى أو مغتصبة، كل تلك النسوة يعانين في ظل غياب الأمن والأمان المتمثل في العائل أي “,”ولي الأمر“,” أقول يعانين نفسيًا واقتصاديًا وصحيًا من كوارث سوف تخرج لنا جيلاً مقهورًا منتهكًا مجروحًا جائعًا جاهلاً مغررًا، سوف يأكل الأخضر واليابس ليعيش مهما كان الثمن.. هنا أستحضر مهمة منظمات “,”حقوق الإنسان“,” لاحتواء هذا الجيل وعلاجه وتضميد جراحه وتقديم البدائل له بدلاً من نصب الشباك لضحايا ثورات جديدة.
المرأة المصرية مشتركة في ممارسة العنف على نفسها من خلال الفقر والجهل فما زالت نسبة المرأة الفقيرة والأمية مرتفعة على الرغم من أن نسبة المتعلمات تعليمًا فوق الجامعي في مصر يعد من أعلى النسب في الشرق الأوسط.. فما رأيك؟
يبقى توفير الأمن وفرص العمل هو الأهم.. وإلا ما الفائدة من التعليم؟
ما رأيك فيما يحدث للنساء من تحرش حين تخرج المرأة للتعبير عن رأيها في المظاهرات وكيف يمكن حل هذه المشكلة؟
ثقافة الاحترام انعدمت للأسف بعد طوفان الثورات بسبب عدم تغلغل ثقافة وتوعية الشعوب العربية في مجال حقوق الإنسان.. فيعد ذلك سببًا رئيسًا في تفشي ظاهرة التحرش بالنساء، إضافة إلى انعكاس ما تم تفشيه من تطبيق لمواد لا أخلاقية وردت في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان بنسخته الأممية، الأمر الذي أدى إلى توسع ثقافة “,”العلمانية“,”، فباتت المرأة سواء نزلت للمظاهرات أو للطبيب هي عرضة للأذى من خدام الثورات من أبناء الشوارع “,”سابقًا“,”.
كيف يمكن تحقيق العدل والأمن للمرأة؟
بتربية الأجيال التربية الصحيحة، فلو عرف الشاب حقوق الأنثى والعكس، قبل الزواج، وتمرسا عليها من خلال تعامل والديهما أمامهما لكانت النتيجة أجيالاً راقية معطاءة تفتخر بها الأمم.. هذا على الصعيد الأسري.. أما على الصعيد الاجتماعي فالدور الكبير على أكتاف منظمات المجتمع المدني لرتق الشق.
رسالة توجهينها للمرأة أولاً.. ثم أخرى للحكام والمسئولين؟
للمرأة.. أنت قرة عين الرجل وخُلقت من ضلعه لتؤازريه في مسيرتكما وتربي أجيالكما بروح التآلف والحب لا تجعلي منه عدوًا لك فينفر منك ويدمر الوطن، بجيل يدمر لا يعمر.
وللحكام أقول: كلكم راعٍ وكلكم مسئول عن رعيته.. أحسنوا لشعوبكم تحبكم وتستميت لرفعة أوطانكم، ونصف شعوبكم هي المرأة إن أنصفتموها كان نتاجه لبنات خير لأوطانكم.. وإن جُرتم عليها نتاجه جار عليكم.
وأقول للمسئولين عن المرأة: “,”رفقًا بالقوارير“,”.