قال باحِثون إنَّهم تعرَّفوا إلى عددٍ من المُبيدات الحشريَّة الشائعة التي تزيد من خطر مرض باركنسون (الشَّلل الرعَّاش)؛ وإنَّهم اكتشفوا أيضًا أنَّ جيناتِ البشر يُمكن أن تُؤثِّرَ في مستويات الخطر التي يُواجِهونها. في دراسةٍ سابقة، وجد فريقٌ من الباحثين، لدى جامعة كاليفورنيا لوس أنجلس، أنَّ التعرُّضَ إلى صنفٍ من المُبيدات الحشريَّة المحظُورة يُدعى بينوميل، يزيد من خطر مرض باركنسون. وفي هذه الدراسة، قال الباحِثون إنَّهم تعرَّفوا إلى 11 نوعًا آخر من المُبيدات الحشريَّة التي تزيد من هذا الخطر. تُثبِّطُ المُبيداتُ الحشريَّة عملَ إنزيم يُسمَّى "نازعة هيدروجين الألدهيد ALDH"؛ وهو يُحوِّلُ مُركَّبات تُدعى الألدهيدات (وهي ذات سُمِّيَّة عالية لخلايا الدِّماغ التي تُفرِزُ مادَّةً كيميائيَّة تُسمَّى دوبامين "ناقل عصبيّ") إلى مُركَّبات أقل ضررًا. يُؤدِّي نقصُ الدوبامين إلى حدوث ارتعاشات وتيبُّس في الأطراف وفقدان للتوازن عند المُصابين بمرض باركنسون، وفقًا للمعهد القومي الأمريكيّ للاضطرابات العصبيَّة والسكتة. كما وجد الباحِثون أيضًا أنَّ الأشخاصَ، الذين لديهم تحوُّلٌ أو شكل جيني شائع في جينة نازعة هيدروجين الألدهيد2 (ALDH2)، هم أكثر عرضةً للتأثُّر بهذه المُبيدات الحشريَّة التي تُثبِّطُ عملَ إنزيم نازعة هيدروجين الألدهيد. كما قال الباحِثون إنَّ الأشخاص، الذين لديهم هذا التحوُّل الجيني، هم أكثر ميلًا بمرَّتين إلى 6 مرَّات للإصابة بمرض باركنسون، بالمُقارنة مع الأشخاص الذين ليس لديهم هذا التحوُّلُ الجينيّ، عندَ التعرُّض إلى المُبيدات الحشريَّة. بيَّنت الدراسةُ أنَّ المستويات، التي تُثبِّطُ فيها المُبيداتُ الحشريَّة عملَ إنزيم نازعة هيدروجين الألدهيد، هي أقل انخفاضًا بكثير من المستويات المُستخدَمة حاليًا. اشتملت الدراسةُ على 360 شخصًا يُعانون من مرض باركنسون؛ و816 شخصًا لا يُعانون من المرض، يعيشون جميعهم في مُقاطعة كاليفورنيا الوسطى التي تشتهر بمستويات عالية من المُنتجات الزراعيَّة. قال مُعدُّ الدراسة جيف برونشتاين، أستاذُ علم الأعصاب ومُدير قسم اضطرابات الحركة في جامعة كاليفورنيا لوس أنجلس: "تفاجأنا كثيرًا بمعرفة أنَّ العديدَ من المُبيدات الحشريَّة تُثبِّطُ عملَ إنزيم نازعة هيدروجين الألدهيد وبتراكيز مُنخفضة جدًا؛ وهي تراكيزُ كانت أقلَّ ممَّا هو مطلوب حتى تقومَ المُبيداتُ الحشريَّة بعملها". "هذه المُبيداتُ الحشريَّة موجودةٌ في كلِّ مكان، حتى داخل مواردنا الغذائيَّة؛ وهي تُستخدَم في المنتَزهات العامَّة وفي المساحات الخضراء ضمن المُنشآت الرياضيَّة وفي مُكافحة الآفات داخل الأبنية والمنازل، ممَّا يفسح المجالَ أمامَ عددٍ هائل من الناس الذين يُواجهون الخطر". وجدت الدراسةُ ارتباطًا بين التعرُّض إلى أنواع مُعيَّنة من المُبيدات الحشريَّة وزيادة خطر مرض باركنسون، لكن لم تُبرهن على علاقة سببٍ ونتيجة.