نظمت وزارة الخارجية اليوم، ندوة عن "دور الدبلوماسية المصرية في خدمة المصالح الوطنية والقومية وقت السلم والحرب"، وذلك بالتعاون مع المجلس المصري للشئون الخارجية، في مستهل إحياء ذكرى يوم الدبلوماسية المصرية، الذي يوافق 15 مارس من كل عام. وأكد الدكتور نبيل العربى، أمين عام الجامعة العربية، في كلمته عن دور الدبلوماسية المصرية في استرداد طابا، أن إسرائيل هي الدولة الوحيدة في العالم التي يعتبر عنصر الوقت بالنسبة لها هدفا استراتيجيا.. وقال، إن هدفهم هو كسب الوقت ثم يفكرون فيما سيفعلونه. وتطرق نبيل العربي في كلمته في افتتاح أعمال الندوة للمعركة القانونية النى خاضتها الدبلوماسية المصرية لاستعادة طابا، مؤكدا أن وزارة الخارجية هي التي تولت هذا الموضوع من الألف للياء. وأشار في هذا الصدد إلى أن اللجنة القانونية، التي تشكلت لهذا الغرض كانت اقتراحا من الإدارة القانونية للخارجية، حيث وافق عليها حينئذ عصمت عبد المجيد وزير الخارجية حتى تكون فيها كل فئات الدولة المعنية، وكان بها أساتذة قانون وجغرافيا وتاريخ ومساحة عسكرية ومخابرات حربية وبذلوا كلهم جهودا كبيرة في البداية لوضع خطوط رئيسية ثم تولت الخارجية بعد ذلك الملف وتحملت المسئولية بعد ذلك دون شك. وتناول في كلمته معاهدة السلام، والحدود، موضحا أن المعاهدة ذكرت أن حدود مصر الشرقية هي حدوط فلسطين تحت الانتداب.. وكذلك فإن المعاهدة بالمادة السابعة تشير إلى أنه إذا كانت هناك خلافات يتم حلها بالتفاوض وإذا لم ينجح فتحل بالتوفيق أو التحكيم. وأضاف أن القضاء الدولى كله اختياري وأن هناك سبعين دولة فقط تقبل اختصاص محكمة العدل الدولية وبشروط كثيرة مثل مصر التي وضعت شرطا للاختصاص الإلزامى للمحكمة وكذلك إسرائيل. أوضح أن الانسحاب الاسرائيلى من سيناء كان في 25 أبريل 82.. ومنذ سبتمبر 82 بدأت إسرائيل تتحدث عن أين العلامة في طابا؟ وبدأت المفاوضات ثم قامت إسرائيل بضرب لبنان فأوقف رئيس الجمهورية المفاوضات حتى بداية 85 عندما جاءت وزارة من الليكود والعمل وعين بيريز وزير خارجية.. وأجرى بيريز اتصالات وقالوا إننا نريد البدء مرة أخرى في التفاوض وعقدنا اجتماعا في بئر سبع ولم يؤد لشيء ولفترة طويلة لكنهم قبلوا في النهاية مبدأ التحكيم. وأشار العربى إلى أن مصر كانت عدة أمور بوضوح أهمها أن المحكمة لا تستطيع أن "تنشئ" ولكن عليها أن "تكشف" علامات الحدود وليس خط حدود لأن مط الحدود مع بدء الانتداب على فلسطين عام 48 وكذلك نتحدث عن مواقع علامات وبالتالى تقييد سلطة المحكمة التقديرية فلا تستطيع خلق وضع جديد، وبعد فترة طويلة تم الاتفاق على ذلك. ونوه في كلمته بمعركة علامات طابا والعلامة 91 وتسعين واكتشاف تغيير إسرائيل موقع العلامة ولم تذكر ذلك واتضحت الصورة في المحكمة وإسرائيل خسرت.. وأشار إلى أنه كان علينا وقتها أن نجد شهودا.. منوها بتطوع السيد إسماعيل شيرين زوج الأميرة فوزية للشهادة وقتها وكتابتها والاستفادة منها. وقال العربى إنه كان واضحا بالمحكمة أن إسرائيل تعتمد على أننا سنخطئ وكذلك موقع العلامتين تسعين وواحد وتسعين.. ولكن مع توقيع إسرائيل على أنها آخر علامة أصبحت ملتزمة بذلك. وأضاف أن حكومة مصر وقفت موقفا شديدا ورئيس الجمهورية أدلى بتصريح قوى فاتصل وزير خارجيتهم بعصمت عبد المجيد ووافقوا على تنفيذ الحكم.. وفى 26 فبراير 89 تم التوقيع على أن يكون التنفيذ خلال أسبوعين. ومن ناحية أخرى أوضح العربى أن اتفاقية عام 1906 تضع حدود مصر فيصبح كل ما هو شرق الهضبة هي فلسطين وكل ما غرب الهضبة مصر.. وأكد أنه ومنذ ذلك الحين فإن أم الرشراش أو إيلات غير تابعة لمصر. وأوضح أهمية وجود أرشيف كامل لحدودنا الشرقية والغربية وهو ما تم بالفعل عام 1987، وأكد أنه من المهم للغاية أن يعرف الجميع أن الخارجية قامت بدور كبير ولم تأخذ حقها كاشفا النقاب عن أنه النقى بالرئيس عدلى منصور منذ يومين حيث أبلغه الرئيس بأنه تقرر تكريم كل من قاموا بهذا العمل الوطنى لاستعادة طابا. من ناحية أخرى أوضح العربى أن إسرائيل كان لها هدف أكبر في مفاوضات طابا هو القرار 242 بحيث لا يعنى هذا القرار مطلقا الانسحاب من كل الأراضي وهذا كلام لا أساس له من الصحة مشيرا إلى أن التفاوض مع إسرائيل في ضوء خبرته صعب لأنهم يضعون أمورا خارج السياق للتعطيل مثل حديثهم عن يهودية الدولة الآن..