ندد رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، بالمحتجين المناهضين للحكومة أمس الخميس ووصفهم "بالدجالين" المصرين على بث الفوضى للتأثير على الانتخابات المحلية القادمة بعد أسوأ اضطرابات تشهدها تركيا منذ احتجاجات الصيف الماضي. ولقي شخصان حتفيهما أثناء احتجاجات يوم الأربعاء أحدهما ضابط شرطة توفي متأثرا بأزمة قلبية في شرق تركيا وقتل رجل (22 عاما) بالرصاص في اسطنبول في مواجهة على ما يبدو مع جماعة من المحتجين المناهضين للحكومة. وتجمع عدة آلاف في جنازة بركان كرمان أوغلو في حي قاسم باشا وهو منطقة محافظة في اسطنبول الذي نشأ فيه أردوغان ولا يزال يتمتع فيه بتأييد كبير. وأصبح مقتل كرمان أوغلو مصدر حشد لأنصار أردوغان. وردد المشيعون الذين كانوا يحملون نعش كرمان أوغلو الملفوف بالعلم التركي في مسيرة في شوارع اسطنبول هتافات تتوعد من تسببوا في وفاته. واتهم اردوغان جبهة حزب التحرير الشعبي الثوري اليسارية التركية التي نفذت تفجيرا انتحاريا في السفارة الأمريكيةبأنقرة وشنت هجمات على مراكز للشرطة في اسطنبول بقتل كرمان. وتصنف تركيا وحلفاؤها الغربيون الجبهة كجماعة إهابية. وقال مكتب محافظ اسطنبول إن قتلة كرمان مجهولون. وأعلن موقع إلكتروني تابع للجماعة المسؤولية قائلا قتل أحد "الفاشيين المدنيين" المؤيدين لحزب العدالة والتنمية بزعامة اردوغان في اشتباك مسلح مع "الثوار". وقدمت جنازة كرمان أوغلو مشهدا مناقضا تماما لتشييع فتى في حي مجاور يوم الأربعاء. وتوفي الصبي متأثرا بجروح أصيب بها في يونيو حزيران الماضي جراء إصابته بعبوة غاز مسيل للدموع أطلقتها الشرطة. وأشعلت وفاة الفتى بركين علوان يوم الثلاثاء بعد غيبوبة استمرت تسعة أشهر مظاهرات جديدة مناهضة للحكومة مع خروج عشرات الآلاف في احتجاجات في اسطنبول ومدن أخرى ينددون باردوغان وتدخلت الشرطة في وقت لاحق مستخدمة مدافع المياه والغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي. وكانت الشوارع التي شهدت الاحتجاجات أكثر هدوءا يوم الخميس لكن مراسل لرويترز قال إن الشرطة في العاصمة أنقرة استخدمت مدفع المياه عدة مرات لتفريق مجموعات صغيرة للمحتجين واعتقلت 15 شخصا معظمهم طلبة. وندد أردوغان الذي يقوم بجولات انتخابية في أنحاء البلاد من أجل الانتخابات البلدية التي ستجرى في 30 مارس بالاضطرابات المناوئة للحكومة ووصفها بأنها مؤامرة للإطاحة به وقال إن المتظاهرين "أحرقوا ودمروا" مكاتب حزب العدالة والتنمية في اسطنبول. وقال اردوغان في افتتاح خط جديد لقطارات الأنفاق في العاصمة أنقرة "من المفترض أنكم ديمقراطيون مؤيدون للحرية. إنهم دجالون .. لا صلة لهم بالديمقراطية ولا يؤمنون بصناديق الإنتخابات." وأضاف "هم يقولون دعونا نحدث فوضى وربما نحصل على نتيجة. لكن إخواني في أنقرةوتركيا سيعطون الرد اللازم في 30 مارس (الإنتخابات المحلية)". ويرى رئيس الوزراء التركي أن الاشتباكات وفضيحة الفساد التي تهز حكومته هي مؤامرة تتضافر فيها عناصر من الداخل والخارج. واتهم رجل الدين فتح الله كولن وهو حليف سابق له باستخدام نفوذه في الشرطة والقضاء لادارة دفة التحقيق في مزاعم فساد لتقويض حكومته. وينفي كولن ذلك بل يتهم أنصاره اردوغان بأنه ينتهج سياسة حكم سلطوية تضر بالاصلاحات الليبرالية التي حدثت في السنوات الأولى من حكمه المستمر منذ 11 عاما. وستكون الانتخابات البلدية أول اختبار حقيقي لشعبية اردوغان منذ احتجاجات الصيف الماضي وفضيحة الفساد التي تتكشف والصراع على السلطة مع كولن. وتشير استطلاعات للرأي إلى أن رئيس الوزراء الذي يسيطر حزبه على الخريطة الانتخابية لا يزال يتمتع بشعبية كبيرة خصوصا في المناطق المحافظة في الأناضول. ولمست وفاة علوان البالغ من العمر 15 عاما وترا حساسا لدى كثير من الأتراك وسلطت الضوء على حالة الاستقطاب في المناخ السياسي للبلاد. وكان علوان حوصر في الشارع أثناء اشتباكات بين الشرطة ومحتجين في 16 يونيو بينما كان ذاهبا لشراء خبز لأسرته. لكن أسرتي علوان وكرمان أوغلو أعلنتا أنهما لا تريدان تسييس وفاة ابنيهما.