عشرات الرجال والنساء يصطفون مع كل طلعة شمس على أبواب ديوان المظالم في القصر الرئاسي، ليكون في استقبالهم الحرس الجمهوري الذي يقتصر دوره على تسلم الشكاوى وتسليم المواطن إيصالا يحمل رقم الشكوى واسم صاحبها، لإمكانية المتابعة فيما بعد. ديوان المظالم خديعة لا تزال مستمرة حتى الآن، لتشكل أكذوبة كبرى لرئيس الجمهورية الدكتور محمد مرسي، فقرار الرئيس مرسي بإنشاء ديوان للمظالم لحل مشاكل المواطنين، جاء بشكل متعجل دون أي دراسة أو إطار عمل أو صلاحيات محددة لهذا الديوان، الذي لا أحد يعرف من على وجه التحديد المسئول عنه. فبحسب مسئولين بالديوان، فإنه حتى الآن، لم يتم النظر في مظلمة واحدة من آلاف المظالم المكدسة بالغرف، فليس من اختصاص المسئولين في ديوان رئيس الجمهورية بحث هذه المظالم التي تحتاج قراءتها فقط وتصنيفها على حسب كل وزارة أو جهة حكومية، إلى شهرين. وجهات نظر عديدة ساقها سياسيون ومحللون للمشهد الراهن، حول مدى جدوى “,”ديوان المظالم“,”، وعما إذا كان كذبا وخداعا من قِبل مؤسسة الرئاسة أم لا؟ يقول د.خالد يوسف “,”المحلل السياسي“,” في تصريحات ل“,”البوابة نيوز“,” إن المواطنين مازالوا يتدفقون على ديوان المظالم ليجدوا الحرس الجمهوري يؤدي دور مسئولي الديوان. وعن فكرة إشاء ديوان المظالم، أكد “,”يوسف“,” أنه مجرد نوع من أنواع الديكور السياسي لا أكثر، ولابد أن يكون في كل محافظة مكاتب لحل مشاكل المواطنين، فإعطاء السلطات لها ومراقبتها يضمن نجاح التجربة. وأشار محمد حفني “,”المسئول عن ديوان المظالم بوزارة الإسكان والتعمير“,”، إلى أن الوزارة تلقت منذ بداية عمل ديوان المظالم، كميات ضخمة من الشكاوى التي تم إرسالها عبر موقع الوزارة، ويتم حاليا توجيه المواطنين إلى مكتب خدمة عملاء الإسكان، لتقديم طلباتهم وحل مشاكلهم التي ترسل إلى ديوان المظالم بشكل فوري. ويضيف “,”حفني“,” قائلا: الطلبات المقدمة تتنوع بين حجز شقق سكنية أو مشاكل موظفين أو الإبلاغ عن عقارات مخالفة أو آيلة للسقوط، و“,”المشكلة الكبرى التي نواجهها هي أن السياسة غير المدروسة تضع وزارة الإسكان في مأزق، وتخلق حالة كراهية وغضب من المواطنين تجاه الوزارة وهو ما يزيد من الأمر سوءًا“,”. وأكد حفني أن عدد الشكاوى التي تأتي لمكتب خدمة العملاء نحو عشر شكاوى يوميا، ويتم توصيلها للجهة المختصة سواء كانت هيئة المجتمعات العمرانية أو جهاز المشروعات المشتركة أو التخطيط العمراني للإسكان. ويؤكد النائب السابق البدري فرغلي، أن الشعب المصري عاش في خديعة كبرى بعد أن أطلق الرئيس محمد مرسي مقولته الشهيرة: “,”بابي مفتوح للجميع ولأي شكوى“,”.. ثم أنشئ ديوان المظالم واكتشف المصريون أنه ديوان وهمي يجمع الطلبات والشكاوى ولا يأخذ أي خطوة لحلها. واعتبر أن ديوان المظالم لا يوجد له أي صدى على أرض الواقع، فهو ضمن سلسلة الأكاذيب التي حاول النظام الإخواني ترويجها، كما أنه في الأساس هيئة ومؤسسة ظهرت في أحضان العهد المباركي، واختفت مع التطورات الحديثة في نظم الحكم، ولم يكن ديوان المظالم “,”اختراعا جديدا“,” في عهد الرئيس الإخوانى. في حين أشار الدكتور جهاد عودة “,”أستاذ السياسة بجامعة حلوان“,”، إلى أن قرار إنشاء الديوان، جاء نتاجا للحظة شجاعة مؤقتة، دون أي اعتبار لتوابعها، خاصة أن الرئيس بهذا القرار وضع مؤسسة الرئاسة في وضع حرج اضطرت معه لاستلام مظالم الناس بالآلاف وتكديسها دون معرفة مصيرها. ولا يختلف الأمر في قصر القبة والاتحادية حيث مقر الرئيس محمد مرسي، فكلاهما يتلقي هو الآخر ما بين 2000 و3000 شكوى يوميا، لا يعرف من يتسلمها كيفية التعامل معها أو مصيرها، ناهيك عن الشكاوى التي تصل بالبريد إلى الرئيس، كما أنه لا يوجد أي دليل يثبت أن الرئاسة تلقت هذه الشكاوى. واستطرد: ويبقى الجميع في الرئاسة في انتظار تعليمات الرئيس مرسي ومستشاريه حول كيفية التصرف في مظالم المواطنين. ديوان المظالم/ الاخوان / الرئاسة محمود