أوصى اختصاصي طب السفر الألماني فريتس هولست الأشخاص المصابين بضعف جهاز المناعة والذين يخططون للسفر لمسافات طويلة بضرورة استشارة طبيب مختص قبل السفر بثلاثة أشهر؛ حيث ينبغي عليهم تلقى التطعيمات اللازمة – وفقًا للوجهة المسافرين إليها - قبل السفر بنحو شهرين إلى 3 أشهر على الأقل. وأوضح هولست، عضو المركز الألماني لطب السفر وطب المناطق الاستوائية، أنه بهذه الطريقة يكون هناك متسع من الوقت أمام الطبيب لفحص ما إذا كان جهاز المناعة لدى المريض قام بتكوين أجسام مضادة بشكل كاف أم لا. وإذا اكتشف الطبيب عدم تكوّن أجسام مضادة على النحو المناسب، فيمكنه حينئذٍ إعادة تطعيم المريض من جديد –عند الضرورة- قبل السفر. وأكد الطبيب الألماني هولست أنه من الأفضل أن يتلقى المريض تطعيمًا شاملًا عند السفر إلى المناطق الرطبة بصفة خاصة وكذلك إذا كان سيتم السفر إلى بلد تفتقر لاشتراطات النظافة والرعاية الصحية والمقوّمات الطبية. وأشار هولست إلى أنه غالبًا لا يستجيب جسم مرضى ضعف المناعة بشكل كاف للتطعيم، مؤكدًا أن اللقاحات الحية لا تتناسب معهم، بينما يمكنهم تحمل اللقاحات الميتة على نحو جيد. ويعد كل من مرضى السرطان والأشخاص المصابون بأمراض المناعة الذاتية كالتصلب العصبي المتعدد أو الذين خضعوا لجراحة زرع أعضاء من الفئة الأكثر عُرضة للإصابة بضعف المناعة. وفي حال السفر إلى منطقة يرتفع بها خطر الإصابة بالملاريا، فينصح الطبيب الألماني هولست حينئذٍ بتعاطي أدوية الوقاية من الملاريا التي تنتقل عبر لدغات البعوض، مؤكدًا أن هذا الإجراء أفضل من اصطحاب أدوية علاج الملاريا التي يتم تعاطيها في حالات الطوارئ. ولكن حذّر هولست من أن أدوية الوقاية من الملاريا هذه يمكن أن تؤدي إلى حدوث تفاعلات مع الأدوية المستخدمة لتثبيط عمل جهاز المناعة، كالتي يلزم تناولها عند زرع عضو بالجسم مثلًا. وبشكل عام، يُوصى مرضى ضعف المناعة أيضًا باصطحاب مضاد حيوي ضد الإسهال الذي يمكن الإصابة به خلال فترة السفر؛ حيث من الممكن أن يتعرضوا لعواقب صحية وخيمة تؤدي إلى عدم امتصاص الجسم للمواد الفعّالة المهمة الموجودة داخل الأدوية بشكل سليم، إذا ما أصيبوا بنوبات إسهال.