طفرة غير مسبوقة شهدها قطاع السياحة بالإمارات العربية المتحدة خلال السنوات الأخيرة، ومدعوما بالمعرض العالمي «إكسبو دبى 2021»، استطاع قطاع السياحة تحقيق نتائج ملموسة وخطوات متسارعة في طريقه للتعافي، بمساندة واستراتيجية قوية أطلقها أبناء زايد ضمن رؤية 2030، التي حولت الإمارات إلى مركزا للسفر الدولي ومطمعا للسائحين الراغبين في قضاء إجازات لا تخلو من المرح والبهجة والمتعة والاسترخاء. من جانبه قال محمد فاروق عضو لجنة السياحة الإلكترونية السابق بغرفة شركات السياحة، إن الإمارات العربية المتحدة احتلت المرتبة الأولى في الشرق الأوسط خلال عام 2019 في استقبال السائحين، متخطية المملكة العربية السعودية التي لديها الحج والعمرة. وأرجع «فاروق»، ذلك لاستراتيجية ضخمة وضعتها الإماراتالمتحدة للنهوض بالقطاع السياحي بدأت من تطوير البنية التحتية وإنشاء الفنادق والمنتجعات، والتحول التكنولوجي الرقمي في إدارة صناعة السياحة مستندة على عنصر الإبهار الذي يجذب كل الشرائح من السائحين. وتابع «فاروق»، في تصريحات خاصة ل«البوابة»، أن امتلاك الإمارات لأسطول طيران قوي بلغ نحو 5 شركات، جعلها تستطيع التحكم في عنصر يمثل 60٪ من قيمة الرحلات السياحية ومشكلاتها، ما سهل التوافد للإمارات ورفع من أعداد السائحين من أنحاء العالم كافة. ونوه إلى أن الإمارات لديها كل أنواع الفنادق، وبأعداد كبيرة، وتبدأ من نجمة وحتى خمس نجوم، كما استعانت بأكثر الخبرات الدولية في الخدمة الفندقية، وطورت من أداء الفنادق والعاملين بها، لتقديم خدمة راقية تنافسية. وأوضح، أن امتلاك الدولة للطيران والفنادق والتحول الرقمي، جعلها تتحكم في 90٪ من عوامل الرحلات وبالتالي خفضت أسعارها، ما ساعد في اكتساحها للحركة الوافدة للشرق، خاصة من دول الصين –الأعلى توافدًا-، ثم الهند في المركز الثاني، ثم مصر التي احتلت المرتبة الثالثة في الحركة الوافدة للإمارات، بعدما كانت تحتل المرتبة التاسعة. وكشف عن أن دبي وجهة سياحية رائعة ومناسبة للسائح المصري، بعد ارتفاع أسعار الطيران الداخلي في مصر، وكذا أسعار وحدات الإقامة في المدن السياحية، لافتا إلى أن إمارة دبي منحت تذكرة زيارة إكسبو 2020 مجانا للزائرين الوافدين من خارجها ضمن عدة محفزات منحتها للسياحة في الفترة الأخيرة، وشملت أيضا منح الإقامة الذهبية لمن لديه حساب بنكي به 4 آلاف دولار، ولمدة 5 سنوات شريطة البقاء في الزيارة الواحدة لمدة لا تزيد على 90 يوما. وأكد عضو مجلس إدارة الغرفة السابق، أن لدى الإمارات العديد من المحفزات المتعلقة بإصدار التأشيرات السياحية، والحجز إلكترونيا للفنادق والطيران وحتى سيارة التحرك الداخلي، علاوة على المحفزات الممنوحة لمنظمي الطيران، ما ساعدها على سرعة الخروج من كبوة كورونا واستعادة تعافي السياحة، وعاد نحو 60 ألف موظف بقطاع الطيران والسفر لعملهن كما نوعت بين أنماط السياحة بين الترفيهية والمغامرات والمؤتمرات وسياحة الأعمال والسياحة العلاجية والاستشفائية وغيرها. وأعلن الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي رئيس المجلس التنفيذي، دمج دائرتَي الاقتصاد والسياحة بدبي، وتعيين هلال المري مديرًا عامًا للدائرة الجديدة. وكشفت الرؤية التطويرية الجديدة بدبي، خلال الإعلان عن دمج دائرتَي الاقتصاد والسياحة، وتعيين هلال المري مديرا عاما للدائرة الجديدة، عن أهداف الدائرة في زيادة القيمة المضافة للقطاع الصناعي، وتوسيع التجارة الخارجية والوصول ل25 مليون سائح في 2025. وفي قمة السياحة التي استضافتها الرياض تحت عنوان "إعادة تشكيل قطاع السياحة وإرساء أسس النجاح المستقبلية والتي تعقد في إطار مؤتمر مبادرة مستقبل الاستثمار، حمل الدكتور أحمد بن عبد الله حميد بالهول الفلاسى، وزير الدولة الإماراتي لريادة الأعمال والمشاريع الصغيرة والمتوسطة، ورئيس مجلس الإمارات للسياحة، أرقاما وإحصاءات لم تكن مفاجئة للمتابعين، لكنها أكدت عودة الإمارات العربية لريادتها السياحية. وكشف «الفلاسى» عن أن القطاع حقق أداءً متميزًا، ليتفوق على أبرز 10 وجهات سياحية على مستوى العالم، ويقود بذلك النمو والتعافي العالمي لقطاع السياحة، وخلال النصف الأول من العام الجاري 2021، تحققت معدلات إشغال سياحي في المنشآت الفندقية والسياحية بلغت 62٪، متفوقًا على المتوسط العالمي للإشغال الفندقي والذي بلغ 43٪ خلال الفترة ذاتها، واستقطبت نحو 8.3 مليون سائح بنمو بلغ 15٪ مقارنة بالنصف الأول من عام 2020، وصاحب ذلك نمو عائدات المنشآت الفندقية بنسبة 31٪ لتصل إلى 11.3 مليار درهم. وشدد على أن النتائج الإيجابية التي حققها قطاع السياحة خلال النصف الأول من العام الجاري، تأتي ترجمةً لرؤية وتوجيهات القيادة الرشيدة بأهمية قطاع السياحة كرافد رئيسي للاقتصاد، وتعكس متانة ومرونة قطاع السياحة الوطني وتطور سوق السياحة .