يعيد يوم 16 نوفمبر الكنيسة السريانية الإنطاكية بالقديس متى الإنجيلي وهو كاتب الإنجيل الأول من الأناجيل الأربعة، واسم متى في اللغة العبرانية معناه عطاء الله ولمتى اسم آخر ورد في إنجيل مرقس وإنجيل لوقا وهو لاوي. كان متّى عشاراً أي جابياً للضرائب في كفرناحوم، يجمع الجزية لحساب الرومان المستعمِرين، لذلك كان ممقوتاً لدى الشعب. ولكن حين دعاه يسوع وهو في مكان عمله بقوله "اتبعني" ترك كلّ شيء وقام وتبعه، إذ عملت نعمة الربّ في قلبه. رافق متّى الرسول الرب يسوع في تنقلاته وبشارته وعاين عجائبه، كما كان في عداد الرسل الذين كانوا يواظبون بنفس واحدة على الصلاة والطلبة مع النساء ومريم، أم يسوع. الجدير بالذكر أن متى كتب إنجيله باللغة الآرامية وكتب متى هذا الإنجيل سنة 44 بعد قيامة السيد المسيح ولكن ضاعت هذه النسخة الآرامية الأصلية وبقيت لدينا فقط ترجمتها اليونانية ولما كان متى يكتب إنجيله خاصة لليهود فقد حرص على أن يبين لهم في هذا الإنجيل أن يسوع هو المسيح ابن داود الملك الذي ينتظرون قدومه كما وعدهم به الله منذ القدم وأظهر متى لليهود كيف أن النبوءات التي وردت في العهد القديم من الكتاب المقدس عن المسيح والعلامات التي أعطاها الأنبياء عن شخصية المسيح وعن مجيئه تحققت كلها في يسوع. لذلك نراه يكرّر هذه العبارة: وحدث ذلك ليتم ما قيل على لسان النبي وأظهر متى في إنجيله أن يسوع هو القائم من بين الأموات كما شهد له القديس بطرس، فالمسيح هو موسي الجديد الذي يمنح شريعة التطويبات. موته لا يعلم بالضبط كيف وأين قُتل متى الإنجيلي ولكن بعض القصص التراثية تروي بأن متى بشر وقُتل في سبيل إيمانه في إثيوبيا، قصص أخري تحكي أنه قُتل في مدينة هيرابوليس اليونانية، يؤيد هذه الرواية القديس إيبيفانيوس أسقف قبرص (القرن الرابع) الذي يعتقد بأن متى العشار قُتل في هيرابوليس أما التلميذ الذي استشهد في إثيوبيا هو متياس الذي أخذ مكان يهوذا الإسخريوطي في جماعة الإثني عشر. كان ما يُفترض بأنه جثمانه موجودًا في بلدة كاباتشيو في منطقة كامبانيا الإيطالية وبعد ذلك نُقل إلى مدينة ساليرنو عاصمة كامبانيا في القرن العاشر الميلادي، وهو محفوظ الآن في أحد السراديب الواقعة أسفل إحدى الكاتدرائيات هناك.