انتهاء الدعاية واستعدادات مكثفة بالمحافظات.. معركة نارية في المرحلة الثانية لانتخابات النواب    زكريا أبوحرام يكتب: هل يمكن التطوير بلجنة؟    ترامب يعلن موعد اللقاء المرتقب مع زهران ممداني في البيت الأبيض    إسلام الكتاتني يكتب: المتحف العظيم.. ونظريات الإخوان المنحرفة    دعاء الفجر| اللهم إن كان رزقي في السماء فأنزله    بيان سعودي حول زيارة محمد بن سلمان إلى الولايات المتحدة    مستشار ترامب للشئون الأفريقية: أمريكا ملتزمة بإنهاء الصراع في السودان    أسامة العرابي: رواية شغف تبني ذاكرة نسائية وتستحضر إدراك الذات تاريخيًا    سفير فلسطين: الموقف الجزائري من القضية الفلسطينية ثابت ولا يتغير    أدعية الرزق وأفضل الطرق لطلب البركة والتوفيق من الله    كيفية تدريب الطفل على الاستيقاظ لصلاة الفجر بسهولة ودون معاناة    فلسطين.. تعزيزات إسرائيلية إلى قباطية جنوب جنين بعد تسلل وحدة خاصة    مكايدة في صلاح أم محبة لزميله، تعليق مثير من مبابي عن "ملك إفريقيا" بعد فوز أشرف حكيمي    تضرب الوجه البحري حتى الصعيد، تحذير هام من ظاهرة تعكر 5 ساعات من صفو طقس اليوم    أول تعليق من الأمم المتحدة على زيارة نتنياهو للمنطقة العازلة في جنوب سوريا    طريقة عمل البصل البودر في المنزل بخطوات بسيطة    الجبهة الوطنية: محمد سليم ليس مرشحًا للحزب في دائرة كوم أمبو ولا أمينًا لأسوان    يحيى أبو الفتوح: منافسة بين المؤسسات للاستفادة من الذكاء الاصطناعي    إصابة 15 شخصًا.. قرارات جديدة في حادث انقلاب أتوبيس بأكتوبر    طريقة عمل الكشك المصري في المنزل    أفضل طريقة لعمل العدس الساخن في فصل الشتاء    مروة شتلة تحذر: حرمان الأطفال لاتخاذ قرارات مبكرة يضر شخصيتهم    حجز الإعلامية ميرفت سلامة بالعناية المركزة بعد تدهور حالتها الصحية    أسعار الدواجن في الأسواق المصرية.. اليوم الخميس 20 نوفمبر 2025    مأساة في عزبة المصاص.. وفاة طفلة نتيجة دخان حريق داخل شقة    بينهم 5 أطفال.. حبس 9 متهمين بالتبول أمام شقة طليقة أحدهم 3 أيام وغرامة 5 آلاف جنيه في الإسكندرية    خبيرة اقتصاد: تركيب «وعاء الضغط» يُترجم الحلم النووي على أرض الواقع    تراجع في أسعار اللحوم بأنواعها في الأسواق المصرية اليوم    وردة «داليا».. همسة صامتة في يوم ميلادي    مهرجان القاهرة السينمائي.. المخرج مهدي هميلي: «اغتراب» حاول التعبير عن أزمة وجودية بين الإنسان والآلة    خالد أبو بكر: محطة الضبعة النووية إنجاز تاريخي لمصر.. فيديو    ضبط صانعة محتوى بتهمة نشر مقاطع فيديو خادشة للحياء ببولاق الدكرور    ارتفاع جديد في أسعار الذهب اليوم الخميس 20 نوفمبر 2025 داخل الأسواق المصرية    بوتين: يجب أن نعتمد على التقنيات التكنولوجية الخاصة بنا في مجالات حوكمة الدولة    إعلام سوري: اشتباكات الرقة إثر هجوم لقوات سوريا الديمقراطية على مواقع الجيش    إطلاق برامج تدريبية متخصصة لقضاة المحكمة الكنسية اللوثرية بالتعاون مع المعهد القضائي الفلسطيني    تأجيل محاكمة المطربة بوسي في اتهامها بالتهرب الضريبي ل3 ديسمبر    معتذرًا عن خوض الانتخابات.. محمد سليم يلحق ب كمال الدالي ويستقيل من الجبهة الوطنية في أسوان    "مفتاح" لا يقدر بثمن، مفاجآت بشأن هدية ترامب لكريستيانو رونالدو (صور)    ضمن مبادرة"صَحِّح مفاهيمك".. أوقاف الفيوم تنظم قوافل دعوية حول حُسن الجوار    خالد الغندور: أفشة ينتظر تحديد مستقبله مع الأهلي    دوري أبطال أفريقيا.. بعثة ريفرز النيجيري تصل القاهرة لمواجهة بيراميدز| صور    تقرير: بسبب مدربه الجديد.. برشلونة يفكر في قطع إعارة فاتي    بالأسماء| إصابة 5 أشخاص في حادث تصادم ميكروباص وملاكي بأسيوط    ديلي ميل: أرسنال يراقب "مايكل إيسيان" الجديد    فتح باب حجز تذاكر مباراة الأهلي وشبيبة القبائل بدورى أبطال أفريقيا    أرسنال يكبد ريال مدريد أول خسارة في دوري أبطال أوروبا للسيدات    لربات البيوت.. يجب ارتداء جوانتى أثناء غسل الصحون لتجنب الفطريات    ماييلي: جائزة أفضل لاعب فخر لى ورسالة للشباب لمواصلة العمل الدؤوب    الذكاء الاصطناعي يمنح أفريقيا فرصة تاريخية لبناء سيادة تكنولوجية واقتصاد قائم على الابتكار    عصام صاصا عن طليقته: مشوفتش منها غير كل خير    أمريكا: المدعون الفيدراليون يتهمون رجلا بإشعال النار في امرأة بقطار    تصل إلى 100 ألف جنيه، عقوبة خرق الصمت الانتخابي في انتخابات مجلس النواب    علي الغمراوي: نعمل لضمان وصول دواء آمن وفعال للمواطنين    أسعار الأسهم الأكثر ارتفاعًا وانخفاضًا بالبورصة المصرية قبل ختام تعاملات الأسبوع    خالد الجندي: الكفر 3 أنواع.. وصاحب الجنتين وقع في الشرك رغم عناده    أهم أحكام الصلاة على الكرسي في المسجد    مواقيت الصلاه اليوم الأربعاء 19نوفمبر 2025 فى المنيا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



"الرقب": الفلسطينيون يدفعون ثمن التخبط السياسي لجماعة الإخوان في ذكرى نكبة فلسطين ال 65..مفوض العلاقات الخارجية ب"فتح": من قتل جنود رفح "إرهابي"
نشر في البوابة يوم 16 - 05 - 2013

“,” قُل للمصريين.. مَنْ قتل جنودنا في رمضان إرهابيون، حتى لو كانوا فلسطينيين“,”
بتلك العبارة الحاسمة بدأ الدكتور أيمن الرقب، مفوض العلاقات الخارجية بحركة “,”فتح“,” الفلسطينية، وأمين عام تجمع الربيع العربي، مؤكدًا أن الدم المصري لا يختلف كثيرًا عن الدم الفلسطيني، وأن من يقتل جنديًا مصريًا صائمًا كمن يقتل الجندي الفلسطيني.
وقال الدكتور الرقب، في حواره مع “,”البوابة نيوز“,”، إن الفلسطينيين وهم يحيون ذكرى نكبة فلسطين ال 65، يدفعون ثمن التخبط السياسي لجماعة الإخوان المسلمين، بعدما اكتشفوا أن قضيتهم تحتاج لجمال عبدالناصر جديد، موضحًا أن فكرة توطين الغزاوية في سيناء ستضرب القضية الفلسطينية في مقتل، مبينًا في الوقت نفسه أن شعار “,”على القدس رايحين شهداء بالملايين“,” تحول من هتاف أمة، إلى انتهازية سياسية لجمع الأصوات الانتخابية.
وإلى نص الحوار..
** في البداية.. بعد مرور عامين على ثورات الربيع العربي وتغير الأنظمة الحاكمة.. هل ترى أن مسار القضية الفلسطينية قد تغير؟
- للأسف الشديد.. ثورات الربيع العربي لم تُحدث أي تغير حقيقي للقضية الفلسطينية، فجامعة الدول العربية كما هي لم تتغير في أفكارها وأدواتها، وحتى على صعيد الدول التي حدثت فيها ثورات لا يوجد لديها أي جديد أو متغير حقيقي ينصف القضية الفلسطينية، فنجد على المستويات السياسية والقيادية التي حدثت بها ثورات الربيع العربي أن الشعارات التي تتحدث عن القومية والوحدة، انتهت وتلاشت في ثنايا الثورات تدريجيًا، وأصبح هناك حديث عن القطرية، ثم بدأنا نسمع عن انقسام داخل الوطن الواحد، فما يحدث في العالم العربي ليست الثورة التي حلمنا بها، وإنما هي الفوضى الخلاقة التي تحدثت عنها كوندليزا رايس عام 2006، ولويس فريدمان عام 1982.
**هل تقصد أن ثورات الربيع العربي كانت مخططًا أمريكيًا؟
- في حقيقة الأمر.. ما حدث في تونس كان مفاجأة للغرب، لكن ما تبع ذلك كان مخططًا له، فقد تدخلت أمريكا ودول الغرب بالمعلومات، وسيطروا وأثروا على هذه الثورات، والمعهد الديمقراطي لحقوق الإنسان بالولايات المتحدة الأمريكية، يعقد دورات تدريب لآلاف الشباب من العالم العربي حتى يقوموا بخدمة إسرائيل بشكل غير مباشر، وكنت أحد المشاركين في برنامج إعداد القيادات السياسية الشابة، وشعرت وقتها كيف أنهم يريدون التأثير على ثقافتنا، خاصة أن دور هذا المعهد كان التأكيد على فكرة أن الدولة الصهيونية هي الأكثر ممارسة للديمقراطية، وكنا في هذه الدورات ننبذ دائمًا ما يقوم به هذا المعهد لنشر الثقافة الأمريكية غير المباشرة بين جيل الشباب في فلسطين، وهذا الأسلوب تمت ممارسته في كل الدول العربية.
** وهل هذا الاستبداد كان بوابة الولايات المتحدة إلى العالم العربي؟
- هذا صحيح.. فلقد دخل الأمريكان بفكرة التحريض غير المباشرة بما يسمى الديمقراطية الوهمية، وبهذا استطاعوا أن يسيطروا على العالم العربي بعد أن تفاجأوا بثورات الربيع العربي، ونحن نرى شواهد التأثير الذي اتبع الثورات، فما تبع الثورات كان أخطر من الثورات نفسها، وللأسف نحن لم نتعلم، لكني أدرك أن مرحلة التحول من اللاديمقراطية إلى الديمقراطية تحتاج إلى كثير من الخطوات، ولذلك قمنا بتأسيس تجمع الربيع العربي.
** بصفتك أمين عام تجمع الربيع العربي.. كيف يخدم هذا التجمع القضية الفلسطينية؟
- هذا التجمع تشكل لمحاولة تتبع الحراك الذي كان يحدث في الدول العربية، وذلك بوضع رؤية لوطن عربي واحد، فنحن ندرك أن الشعب الفلسطيني مصلحته الأولى أن يكون العالم العربي وطن واحد، فالوحدة العربية هي التي ستقودنا إلى إنهاء الوجود الصهيوني على الأرض، فكانت وجهة نظرنا أن ترفع شعارات الوحدة العربية، فنحن وطن واحد، وأول أهدافنا المواطنة العربية، لذلك يجب علينا إسقاط كل الحواجز الوهمية، فنحن نتحدث عن ثورة، لا نستطيع أن نقول إن الوطن العربي يستطيع أن يكون في ليلة وضحاها كتلة واحدة، لكن من الممكن أن نبدأ جزئيًا ويصبح كل جزء صغير هو بداية لتكوين مسلسل وحدات، لكن للأسف لم يحدث.
** معنى هذا أن الوضع أصبح أسوأ مما كان عليه في عشية نكبة 1948؟
- بالطبع.. فعندما قام طيران العدو الصهيوني بضرب عنق دمشق، فوجئنا بنتنياهو، رئيس وزراء إسرائيل، يغادر تل أبيب إلى الصين غير مكترث برد الفعل العربي، وهذا يعني أننا أصبحنا في حالة أسوأ مما كنا عليها في عام 1948، صحيح أنه في عام 1948 لم يستقل من الدول العربية سوى سبع دول، وكانت جبهة الدول العربية جديدة لم يمر عليها سوى ثلاث سنوات، لكن الآن بعد 65 عامًا من حالة التوهان العربي نجد أنفسنا عدنا إلى النقطة الأسوأ من عام 1948، فنحن نتحدث الآن عن تقسيم الوطن العربي أكثر مما هو منقسم، ولم نكتفِ بتقسيم “,”سايكس بيكو“,” الذي خلق الجدران الوهمية، وللأسف حتى هذه الحواجز الوهمية انتقلت إلى عقولنا وأفكارنا.
** ولكنهم في الغرب احترموا قوميات الشعوب، واستطاعوا أن يتوحدوا لتحقيق المصالح فقط، ولكن مشكلتنا كعرب أننا لا نحترم القوميات...؟
- مقاطعًا.. العرب ليسوا كالغرب، فالعرب قومية واحدة، وقبل عام 1924 لم يكن لدينا جنسيات مجسدة، والدليل أن أكثرمن 50% من الشعب الفلسطيني جاءوا من بلدان عربية مختلفة، وبعد الاستعمار أصبحوا فلسطينيين، فأنا جذوري مغربية ونسكن القدس منذ مئات السنين، وبالتالي القضية الفلسطينية تهم كل العالم العربي، فالاستعمار الإنجليزي والفرنسي هو الذي قسم الوطن العربي وخلق هذه الحدود، ثم جاءت الولايات المتحدة وورثت ما تركه الاستعمار، لذلك اقترح لويس فرديمان تقسيم الوطن العربي بشكل جديد، وأن يتم تقسيمه بما يخدم المصالح الأمريكية، وذلك عام 1983 في مجلس الشيوخ، عندما قال إن الولايات المتحدة الأمريكية لم تستفد من الحرب العالمية.
**.. وكيف سيكون شكل التقسيم الجديد؟
- التقسيم الجديد كان هدفه إثارة الأقليات والقوميات الصغيرة، ليصبح للأقليات دور وتأثير، فوضع الأمازيغ والطوارق والبرابرة في شمال الوطن العربي، وفي مصر النوبة والأقباط، أما بلاد الشام فقسموها في أكثر من اتجاه، ويتم التنفيذ حاليًا بتقسيم السودان جنوب وشمال دارفور، والعراق أصبح من الواضح جدًا تقسيمه لدولة كردية ثم دولتين دولة شيعية وأخرى سنية، وهذا ما نتحدث عنه بتقسيم المصالح في الوطن العربي لأكثر من دويلات الآن.
** ولماذا لا يستخدم العرب نفس سياسة المصالح التي تستخدمها الولايات المتحدة الأمريكية؟
- عندما نتحدث عن الدول العربية على أرض الواقع، سنجد أن كل مخرجات الربيع العربي لا تبشر بخير، والدليل على ذلك أن الفائض القومي في دول الخليج العربي 550 مليار دولار سنويًا يتم استثماره في أوروبا وأمريكا وسويسرا، ويذهب ريع هذه الأموال إلى إسرائيل بشكل غير مباشر، ولا يؤتمن على جزء صغير من هذه الأموال للاستثمار في مصر.
** وماذا عن دعمهم للقضية الفلسطينية.. أليس لهم مصالح في حماية القدس؟
- عندما تحدثنا عن الدول العربية بدعم صمود الرئيس أبومازن، وقالوا له “,”لا تذهب للمفاوضات مع إسرائيل ونحن سنوفر لك شبكة الأمان المالي“,”، بحيث تدفع الدول العربية 150 مليون دولار شهريًا للسلطة الفلسطينية، لم يلتزموا بذلك، رغم أن دولة قطر لديها فائض 250 مليار دولار سنويًا تستثمره في بيوت الأزياء العالمية وفي كرة القدم، والكثير لا يعلم أن المواطن الفلسطيني في بيت المقدس يرفض بيع منزله الذي لا يزيد ثمنه على خمسين ألف دولار، للإسرائيليين الذين يريدون شراءه بمليون دولار، ويستمر في منزله الآيل للسقوط والذي لا يستطيع أن يبني غرفة واحدة منه.
** وأين أموال القمم العربية لحماية القدس؟
- لا يوجد دعم عربي على الإطلاق، فحتى لجنة القدس في إحدى القمم العربية، تحدثت عن حماية القدس العربية عام 2000 وحتى الآن ورغم كل ما تعرض له بيت المقدس والأقصى من اعتداء، لم يتم توفير الدعم له، ومن عام 2000 أي منذ 13 عامًا لم تجتمع لجنة القدس التي ستحمي القدس، لأن جزءًا ممن يحكمون يأتمرون بأمر أمريكا.
** وإسرائيل تدفع المليارات للتهويد؟
معك حق.. صندوق بيت المقدس الذي اتفقت عليه الدول العربية لم يدخله ولا مليم، رغم أن إسرائيل تدفع للتهويد مليارات، فرجال الأعمال يدفعون ما يقدر بنحو 17 مليار دولار للمستوطنات، وهذا ما جعل الصراع الديموغرافي في القدس يظهر، حيث إن عدد الفلسطينيين يوميًا يتناقص مقابل عدد المستوطنين، فالكيان الصهيوني يقوم يوميًا بمصادرة الأراضي والبناء عليها، والأسوأ من ذلك أن الأحياء العربية القديمة في القدس تدفع آلاف من عملات الشيكل من أجل أن تعيش في القدس، ومن يغادر القدس ويمتلك هوية الخط الغربي تسقط عنه هوية القدس، هذا جزء من الصراع اليومي الذي يحتاج إلى دعم، بالإضافة إلى لجوء قوات الاحتلال إلى نشر الفساد ونشر المخدرات بين صفوف الشباب العربي الفلسطيني.
** في رأيك لماذا لم يتم تنفيذ الدعم المتفق عليه؟
- يجب أن تعلم.. أن توقف الدعم العربي يأتي نتيجة أنهم يأتمرون بأمر أمريكا، فشبكة أمان اتفق عليها لم تدفع فيها غير السعودية والجزائر، أما مصر لا نلومها الآن فهي تحتاج للدعم، لكن بعض الدول لم توفر مالا حتى دولة قطر صاحبة الفكرة.
** لذلك هناك من يؤكد أن أمريكا تريد قتل القضية الفلسطينية؟
- بالفعل.. فعندما ذهبت لرئاسة الوفد الذي ذهب لواشنطن، وتحدث عن تنازلات، في اتجاه تبادل أراضٍ مع إسرائيل، فنحن نعتقد أنه جزء من مشروع لإنهاء القضية الفلسطينية.
** كيف ترى دور مصر في حل القضية الفلسطينية؟
- مصر كانت داعمة ولم تتدخل في الشأن الداخلي الفلسطيني بشكل يؤثر على القضية، فمصر كانت بوابة الحرب وبوابة السلام في المنطقة، وتمثل أكثر من ثلث العالم العربي في عدد سكانها وقوته، واستمرار حالة التوهان الداخلي لحكم “,”الجماعة“,” في مصر، نحن الفلسطينيين ندفع ثمنها، ونرجو من الله أن تعود مصر لقوتها كما كانت في عهد جمال عبدالناصر الزعيم المصري، الذي مازال يعيش في قلوب كل الشعب الفلسطيني.
** لماذا عبدالناصر يختلف عن باقي الزعماء؟
- الجميع يعلم أنه كان من أكثر الرؤساء الذين ثبتوا في عقول الشعب الفلسطيني؛ لأنه هو فقط من استطاع أن يتبنى القضايا القومية، واستطاع تبني القضية الفلسطينية، وقدم ما يقارب من 120 ألف جندي استشهدوا على أرض فلسطين من عام 1948 إلى 1967.
** والآن؟
- هذا الأمر ذاب مثلما تذوب الثلوج مع كل المتغيرات التي تحدث، فعلى الساحة المصرية، نجد صراعًا بين الإخوان والليبراليين، بالإضافة إلى الصراعات الدينية في مصر، والخوف أن تحدث صراعات قومية في المستقبل بأن تتحد النوبة مع السودان، وأن يطالب الأقباط بدولتهم، وأتمنى ألا يحدث هذا وتخرج مصر وتخرجنا جميعًا من حالة التوهان، وإن خرجت مصر قوية نستطيع أن نكون أقوياء.
** بعد اتهام حماس بقتل جنودنا المصريين في سيناء، هل ترى أن ما حدث مخطط حتى لا تقف مصر بجوار القضية الفلسطينية؟
- هذا هو لُبْ القضية.. ففكرة نبذ القضية الفلسطينية جزء من الهدف الذي سعت إليه أمريكا وإسرائيل، من خلال ما يمتلكونه من الإعلام الصهيوني، فالإعلام يحرض على حماس، لكن الشعب الفلسطيني بأكمله يدفع الثمن، ولقد لاحظت عند استشهاد 16 جنديًا مصريًا في سيناء، أن التحريض الرئيسي كان على الجانب الفلسطيني وحتى هذه اللحظة لم تعلن أي جهة رسمية أن هناك فلسطينيين متورطين في هذه العملية الإرهابية، وإذا كان فلسطيني متورط في ذلك فهو إرهابي، نحن أيضًا ننبذه، لأن من يقتل الجندي المصري هو من يقتل الجندي الفلسطيني، ونحن نتحدث كفلسطينيين عرب، لأن من يقتل في سوريا هو جزء مني، ومن يقتل في مصر هو جزء مني، فما بالك هذا الجندي الذي كان يتناول وجبة الإفطار في رمضان، فنحن نعتبر من قتلهم هو خائن بما تعني الكلمة.
** وماذا عن علاقة الإخوان بحماس؟
- حركة حماس هي جزء من تنظيم الإخوان المسلمين العالمي، لكن حجم التحريض الذي يمارس هو أكبر بكثير من الحقيقة لإثارة الفتنة، فالحديث عن حماس بأنها قامت بتهريب المساجين داخل السجون، ثم قامت بإطلاق النار على المتظاهرين في مصر يحتاج إلى تحقيق دقيق، ولكن في النهاية لا أعتقد أن حركة حماس تجرؤ على استعداء الجيش المصري وشعب مصر العريق.
** وكيف ترى دولة فلسطين في الذكرى 65 للنكبة؟
- لقد ساهم العرب في ضياع جزء مهم ومشرق من الوطن العربي، بسبب تخاذل أمم لم تستطع أن تصمد أمام عدو مازال في بدايته، لكن هناك نكبة لا تقل عن نكبة 1948 هي نكبة عام 2007 والانكسار الفلسطيني وسيطرة حماس على غزة، أعتقد أنها لا تقل عن نكبة 1948، فنحن في عام 1948 كان العرب في قممهم يطالبون بإزالة هذا الكيان الصهيوني كليًا، وأن يعودوا كما جاءوا من أسقاع العالم، وفي عام 1967 تغيرت هذه اللهجة وأصبحنا نتحدث عن إزالة آثار الحرب أي العودة على 22% من فلسطين، والرجوع إلى الرابع من يونيو حدود 1967، وأوقفنا الحديث تدريجيًا عن 78 % من أرض فلسطين التي احتلتها إسرائيل، ثم بدأنا نتحدث فقط عن إعادة القدس الشرقية إلى العالم العربي باعتباره أولى القبلتين وثالث الحرمين، والآن تدريجيًا نتحدث عن وحدة دولتين أو ما يسمى بالضفة الغربية وغزة، ومازلنا نراهن على الشعب الفلسطيني الذي انتفض عام 1987 بالحجارة في ظل التجاهل العربي والدولي وفجر ثورته، واستطاع أن يعود بالحجارة وبالشهداء إلى ذاكرة العالم، ثم كانت انتفاضة الأقصى، عندما حوصر “,”أبوعمار“,” وتم قتله.
** وهل سيكون هناك ربيع فلسطيني؟
- الربيع الفلسطيني لم يأتِ بعد، ولكني أعتقد أن الشعب الفلسطيني لن يقبل بعملية التشرذم التي يعيشها، ولن يقبل أن تباع القضية الفلسطينية كما يطرح البعض بضم قطاع غزة لمصر، والضفة الغربية للأردن؛ لأن توطين الغزاوية في سيناء يضرب القضية الفلسطينية في مقتل، ولدى يقين بأن الشعب الفلسطيني سيفاجئ الجميع إذا استمرت حالة الانقسام، وسيلقن كل من يحاولون التقسيم وشرذمة فلسطين درسًا قاسيًا، وسيعود الشعب الفلسطيني قريبًا جدًا لشد أزر الأمة العربية وتوحيد العالم اتجاه القضايا المركزية.
** وفي رأيك كيف سيكون الربيع الفلسطيني؟
- سيكون له مذاق خاص، فالشعب الفلسطيني يتألم منذ أكثر من 70 عامًا، ولذلك سيكون ربيعًا فلسطينيًا بمذاق خاص، وهذا سيسقط حالة التشرذم الفلسطيني، وسيدفع باتجاه كسر المؤامرة الإسرائيلية الأمريكية، وتكوين بوابة لوحدة عربية نحلم بها جميعًا.
** “,”على القدس رايحين شهداء بالملايين“,” تحولت من شعار نضالي إلى كلمات انتهازية للحصول على أصوات الناخبين....؟
- مقاطعًا.. هذه مقولة الشهيد “,”أبوعمار“,” الذي كان يهتف بها، وأصبحت متناقلة لمن يريد أن يحصل على صوت هنا أو هناك، أو يكسب جزءًا من الشارع، فلا ننكر أن هناك تراجعًا للحضور الفلسطيني داخل المجتمعات العربية، وأكبر شاهد ما شاهدناه في جمعة دعم الأقصى في الأزهر، فقد كان التواجد الإعلامي أكثر من الجماهير التي لم تتجاوز 2000 شخص، رغم أن من دعا إليها 13 ائتلافًا وحزبًا مصريًا، لكننا لم نجد الكم الذي يليق بمصر.
** قد يكون الواقع غير ملائم؟
- عندما جاء صلاح الدين الأيوبي كان الوضع العربي أسوأ من ذلك، وكان التتار قد أهانوا كل ما هو عربي ومسلم، وكانت حركة الانهزام الداخلي أكبر من ذلك، لكن عندما يكون هناك شخص قادر على توحيد الصف العربي، فالله يوفر له كل الظروف الربانية، حاليًا لا يوجد هذا الشخص القادر على توحيد كلمتنا، فلم تأتِ إرادة الله حتى هذه اللحظة، فنحن الآن شعوب تشرذمت، وكل دولة مشغولة بقضاياها الداخلية، وهذا ما أراده العدو الصهيوني من خلال انشغال الدول العربية بقضاياها الداخلية، والدليل مقولة رئيس الكنيست الإسرائيلي عندما سألوه عن الربيع العربي، فقال بشكل واضح: “,”إن هذا ليس ربيعًا عربيًا، إنه خريف عربي، وغدًا سيكون ربيعًا مؤلمًا“,”، وعندما نذهب في اتجاه آخر عندما يسأل نتنياهو لماذا لم تقدم في برنامجكم شيئًا للربيع العربي يجيب “,”إنه ليس ربيعًا عربيًا أنه ربيع إسرائيلي بدليل أننا تمكنا من الحصول على اعتراف مباشر من أكبر عدو لنا الإخوان المسلمين، عندما اعترفوا بكامب ديفيد، كما أنهم اعترفوا بإسرائيل في هذا الوجود“,”.
** في رأيك ما الأصلح للقضية الفلسطينية؟
- نحن كفلسطينيين ننأى بالصراع الداخلي في الوطن العربي، ونحن مع كل الأفكار التي تطرح القضية الفلسطينية وتخدمها، ولا نريد أن نتدخل في هذه التفاصيل؛ لأننا عندما نقول كلمة في الإعلام ندفع ثمنها، ونحن نتمنى الخير لمصر، والخير لنا جميعًا.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.