«مستقبل وطن».. أمانة الشباب تناقش الملفات التنظيمية والحزبية مع قيادات المحافظات    تفاصيل حفل توزيع جوائز "صور القاهرة التي التقطها المصورون الأتراك" في السفارة التركية بالقاهرة    200 يوم.. قرار عاجل من التعليم لصرف مكافأة امتحانات صفوف النقل والشهادة الإعدادية 2025 (مستند)    سعر الذهب اليوم الإثنين 28 أبريل محليا وعالميا.. عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير    فيتنام: زيارة رئيس الوزراء الياباني تفتح مرحلة جديدة في الشراكة الشاملة بين البلدين    محافظ الدقهلية في جولة ليلية:يتفقد مساكن الجلاء ويؤكد على الانتهاء من تشغيل المصاعد وتوصيل الغاز ومستوى النظافة    شارك صحافة من وإلى المواطن    رسميا بعد التحرك الجديد.. سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري اليوم الإثنين 28 أبريل 2025    لن نكشف تفاصيل ما فعلناه أو ما سنفعله، الجيش الأمريكي: ضرب 800 هدف حوثي منذ بدء العملية العسكرية    الإمارت ترحب بتوقيع إعلان المبادئ بين الكونغو الديمقراطية ورواندا    استشهاد 14 فلسطينيًا جراء قصف الاحتلال مقهى ومنزلًا وسط وجنوب قطاع غزة    رئيس الشاباك: إفادة نتنياهو المليئة بالمغالطات هدفها إخراج الأمور عن سياقها وتغيير الواقع    'الفجر' تنعى والد الزميلة يارا أحمد    خدم المدينة أكثر من الحكومة، مطالب بتدشين تمثال لمحمد صلاح في ليفربول    في أقل من 15 يومًا | "المتحدة للرياضة" تنجح في تنظيم افتتاح مبهر لبطولة أمم إفريقيا    وزير الرياضة وأبو ريدة يهنئان المنتخب الوطني تحت 20 عامًا بالفوز على جنوب أفريقيا    مواعيد أهم مباريات اليوم الإثنين 28- 4- 2025 في جميع البطولات والقنوات الناقلة    جوميز يرد على أنباء مفاوضات الأهلي: تركيزي بالكامل مع الفتح السعودي    «بدون إذن كولر».. إعلامي يكشف مفاجأة بشأن مشاركة أفشة أمام صن داونز    مأساة في كفر الشيخ| مريض نفسي يطعن والدته حتى الموت    اليوم| استكمال محاكمة نقيب المعلمين بتهمة تقاضي رشوة    بالصور| السيطرة على حريق مخلفات وحشائش بمحطة السكة الحديد بطنطا    بالصور.. السفير التركي يكرم الفائز بأجمل صورة لمعالم القاهرة بحضور 100 مصور تركي    بعد بلال سرور.. تامر حسين يعلن استقالته من جمعية المؤلفين والملحنين المصرية    حالة من الحساسية الزائدة والقلق.. حظ برج القوس اليوم 28 أبريل    امنح نفسك فرصة.. نصائح وحظ برج الدلو اليوم 28 أبريل    أول ظهور لبطل فيلم «الساحر» بعد اعتزاله منذ 2003.. تغير شكله تماما    حقيقة انتشار الجدري المائي بين تلاميذ المدارس.. مستشار الرئيس للصحة يكشف (فيديو)    نيابة أمن الدولة تخلي سبيل أحمد طنطاوي في قضيتي تحريض على التظاهر والإرهاب    إحالة أوراق متهم بقتل تاجر مسن بالشرقية إلى المفتي    إنقاذ طفلة من الغرق في مجرى مائي بالفيوم    إنفوجراف| أرقام استثنائية تزين مسيرة صلاح بعد لقب البريميرليج الثاني في ليفربول    رياضة ½ الليل| فوز فرعوني.. صلاح بطل.. صفقة للأهلي.. أزمة جديدة.. مرموش بالنهائي    دمار وهلع ونزوح كثيف ..قصف صهيونى عنيف على الضاحية الجنوبية لبيروت    نتنياهو يواصل عدوانه على غزة: إقامة دولة فلسطينية هي فكرة "عبثية"    أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. غارات أمريكية تستهدف مديرية بصنعاء وأخرى بعمران.. استشهاد 9 فلسطينيين في قصف للاحتلال على خان يونس ومدينة غزة.. نتنياهو: 7 أكتوبر أعظم فشل استخباراتى فى تاريخ إسرائيل    29 مايو، موعد عرض فيلم ريستارت بجميع دور العرض داخل مصر وخارجها    الملحن مدين يشارك ليلى أحمد زاهر وهشام جمال فرحتهما بحفل زفافهما    خبير لإكسترا نيوز: صندوق النقد الدولى خفّض توقعاته لنمو الاقتصاد الأمريكى    «عبث فكري يهدد العقول».. سعاد صالح ترد على سعد الدين الهلالي بسبب المواريث (فيديو)    اليوم| جنايات الزقازيق تستكمل محاكمة المتهم بقتل شقيقه ونجليه بالشرقية    نائب «القومي للمرأة» تستعرض المحاور الاستراتيجية لتمكين المرأة المصرية 2023    محافظ القليوبية يبحث مع رئيس شركة جنوب الدلتا للكهرباء دعم وتطوير البنية التحتية    خطوات استخراج رقم جلوس الثانوية العامة 2025 من مواقع الوزارة بالتفصيل    البترول: 3 فئات لتكلفة توصيل الغاز الطبيعي للمنازل.. وإحداها تُدفَع كاملة    نجاح فريق طبي في استئصال طحال متضخم يزن 2 كجم من مريضة بمستشفى أسيوط العام    حقوق عين شمس تستضيف مؤتمر "صياغة العقود وآثارها على التحكيم" مايو المقبل    "بيت الزكاة والصدقات": وصول حملة دعم حفظة القرآن الكريم للقرى الأكثر احتياجًا بأسوان    علي جمعة: تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم أمرٌ إلهي.. وما عظّمنا محمدًا إلا بأمر من الله    تكريم وقسم وكلمة الخريجين.. «طب بنها» تحتفل بتخريج الدفعة السابعة والثلاثين (صور)    صحة الدقهلية تناقش بروتوكول التحويل للحالات الطارئة بين مستشفيات المحافظة    الإفتاء تحسم الجدل حول مسألة سفر المرأة للحج بدون محرم    ماذا يحدث للجسم عند تناول تفاحة خضراء يوميًا؟    هيئة كبار العلماء السعودية: من حج بدون تصريح «آثم»    كارثة صحية أم توفير.. معايير إعادة استخدام زيت الطهي    سعر الحديد اليوم الأحد 27 -4-2025.. الطن ب40 ألف جنيه    خلال جلسة اليوم .. المحكمة التأديبية تقرر وقف طبيبة كفر الدوار عن العمل 6 أشهر وخصم نصف المرتب    البابا تواضروس يصلي قداس «أحد توما» في كنيسة أبو سيفين ببولندا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



البابا تواضروس: يجب الابتعاد عن الغيرة والحسد والغضب
نشر في البوابة يوم 08 - 09 - 2021

ألقى قداسة البابا تواضروس الثاني بابا الاسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، اليوم الأربعاء، عظته الأسبوعية.
قال البابا تواضروس: تحدثنا عن المزمور بإنه يقدم لنا مجموعة من دروس الحكمة للحياة ودروس الحكمة بنحتاجها كلنا حتى يمارس الإنسان حياته بطريقة صحيحة، وتكلمنا أيضًا أن خلاصة آية 1 ، 2 إننا نبتعد عن الغيرة والحسد والغضب من نجاح الأشرار لأن كل ده خداع وكل ده مؤقت.
وأضاف: نسمي الدرس الأول "اتَّكِلْ عَلَى الرَّبِّ وَافْعَلِ الْخَيْرَ" درس لطيف وواضح إن الواحد يرمي اتكاله على ربنا، لكن لابد توضيح أنواع الاتكال لأنه توجد أنواع خاطئة الإنسان ممكن يتكل على أي شئ.
وتابع البابا تواضروس: أنواع الاتكال الخاطيء هي إن الإنسان يتكل على ذاته أو يتكل على بشر أو يتكل على المال، ويمكن يكون ذلك أشهر أنواع الاتكال الخاطيء، لأن الاتكال معناه المساندة.
واستطرد البابا ، أولًا الاتكال على الذات وهو إن الإنسان يضع كل ثقته في ذهنه في فكره في علمه في معرفته فقط، ويتكل على عقله وربما يقول ليس يوجد إله آخر، أنا إلهي عقلي وأشهر نموذج لهؤلاء هما الملحدين.
الكتاب بيقولنا "تَوَكَّلْ عَلَى الرَّبِّ بِكُلِّ قَلْبِكَ، وَعَلَى فَهْمِكَ لاَ تَعْتَمِدْ." (أم 3 : 5) ، والإنسان الذي يعتمد على فكره وعقله فهو يفتح باب واسع جدًا للشيطان إنه يدخل ويبتدي يكون لعبة في إيد الشيطان بأفكار خاطئة، زي موسى النبي في العهد القديم اتكل على عقله لما أراد أن يخلص شعبه "فَرَأَى رَجُلاً مِصْرِيًّا يَضْرِبُ رَجُلاً عِبْرَانِيًّا مِنْ إِخْوَتِهِ، فَالْتَفَتَ إِلَى هُنَا وَهُنَاكَ وَرَأَى أَنْ لَيْسَ أَحَدٌ، فَقَتَلَ الْمِصْرِيَّ وَطَمَرَهُ فِي الرَّمْلِ. (خر 2 : 11 - 12 ) طبعًا استخدم العنف واعتمد على فكره البشري وبمجرد أن فرعون عرف، موسى خاف وإبتدى يهرب.
وأضاف البابا بان الله هو من كان يرى أنه لم يحن الوقت ليطلق الشعب وإن موسى أيضًا لم يكن مهيأً أنه يقود الشعب، ويمكن يكون من أنواع الاتكال الخاطيء على الذات هو اتكال الإنسان على العاطفة أو وجدانه الداخلي ، يقول سفر الأمثال" اَلْمُتَّكِلُ عَلَى قَلْبِهِ هُوَ جَاهِلٌ، وَالسَّالِكُ بِحِكْمَةٍ هُوَ يَنْجُو". (أم 28 : 26) مثل رفقة لما اتكلت على عاطفتها ومحبتها ليعقوب أكثر من عيسو، فاقترحت على ابنها يعقوب أن يأخذ البركة بالخداع من يعقوب، واستخدمت أساليب خاطئة وكانت النتيجة إنها سببت مشاكل كثيرة ليعقوب بعد ذلك.
وتابع البابا تواضروس: كذلك الذي يرتبط عاطفيًا فقط بشخص لازم العقل يفكر وناخذ رأي المشورة لأن الاتكال على العاطفة فقط يستمر فترة قصيرة ويضيع الإنسان بعد ذلك، فلازم الإنسان يكون متوازن لأن الله أعطاه عقل وفكر وقلب ووجدان وإيمان، فالتركيبة دي مع بعضها لما أخد قرار في الحياة لا يكون اتكال فقط على الفكر أو ذات الإنسان.
مستطردا: فيه واحد يتكل على عقله فقط وواحد يتكل على عاطفته فقط وواحد يتكل على قوته فقط ومثال لذلك داود وجليات لما كان جليات بيفتخر بقوته الجسدية واتكاله عليها، ويعاير صفوف شعب الله، وجه داود بقوته الجسدية الضعيفة لكن اتكل على الله وكانت عبارته المشهورة "أَنْتَ تَأْتِي إِلَيَّ بِسَيْفٍ وَبِرُمْحٍ وَبِتُرْسٍ، وَأَنَا آتِي إِلَيْكَ بِاسْمِ رَبِّ الْجُنُودِ" (1صم 17 : 45) ، إيمانه بشخص الله أن ينصره من خلال الزلطات الصغيرة وبالفعل مات جليات وانتصر داود، هنا الاتكال على القوة الجسدية، متنساش درس النهاردة الاتكال على الرب وافعل الخير.
قال: صورة ثانية من صور الاتكال الخاطيء وهو الاتكال على البشر، "الاحْتِمَاءُ بِالرَّبِّ خَيْرٌ مِنَ التَّوَكُّلِ عَلَى إِنْسَانٍ. الاحْتِمَاءُ بِالرَّبِّ خَيْرٌ مِنَ التَّوَكُّلِ عَلَى الرُّؤَسَاءِ". (مز 118 : 8 - 9) وده بيفكرنا بالآية "اسم الرب برج حصين" اسم الرب زي الحصن الكبير اللي الإنسان بيحتمي فيه، زي الصلاة القصيرة في التقاليد الكنسية "ياربي يسوع المسيح ارحمني أنا الخاطي" لأن بمجرد ذكر اسم الرب بيكون حصن حوالين الإنسان، علامة الصليب تكون حصن حوالين الإنسان، وهى وسيلة للاتكال عليه، الاتكال على البشر هو إن الإنسان تغافل على إن الله له دخل في الأمور وأنه هو اللي بيرتبها "وأن كل الأشياء تعمل معًا للخير للذين يحبون الله" هو مستبعد ربنا من القصة.
أرميا النبي بيقول "«هكَذَا قَالَ الرَّبُّ: مَلْعُونٌ الرَّجُلُ الَّذِي يَتَّكِلُ عَلَى الإِنْسَانِ، وَيَجْعَلُ الْبَشَرَ ذِرَاعَهُ، وَعَنِ الرَّبِّ يَحِيدُ قَلْبُهُ". (ار 5 : 17)
تابع: مثال للناس اللي بتتكل على البشر: يوسف إخواته باعوه، ويوسف قال لرئيس السقاة "سوف يردك فرعون إلى مقامك وحينما يصير لك خير تصنع إليَ إحسانًا وتذكرني لفرعون وتخرجني من هذا البيت" يوسف اعتمد على رئيس السقاة ومع ذلك لم يذكره رئيس السقاة بل نسيه، وبالصورة دي يوضح لنا إن يوسف في ضعفه اتكل على إنسان، في حين إن الله له وقت "لكل شيء تحت السماوات وقت" وقت معين الله يستخدمه فيه.
مثال آخر موسى وفرعون في التاريخ، فرعون كان عنده مجموعة كبيرة من السحرة والعرفاء اللي بيستشيرهم في الضربات واستطاع إن السحرة يعملوا زي موسى وهارون في الضربة الأولى عند تحويل المياه إلى دم، وفي الضربة الثانية ضربة الضفادع لما البلد امتلأت بالضفادع، والضربة الثالثة ضربة البعوض لم يستطيعوا فعل شيء، فوقفوا لفرعون وقالوا له "هذا أصبع الله" يعني دي حاجة خارجة عن قوتنا وفهمنا ومعرفتنا، واستمرت الضربات لحد ما فرعون سمح لهم بالخروج بعد أن خذله السحرة والعرفاء وانتهت حياته وجيشه بالغرق في البحر.
أول درس من دروس الحكمة الجميلة اجعل اتكالك دائمًا على ربنا وافعل الخير، اتكل على ربنا وكن أمينًا في عملك وربنا هو مجري طريقك.
صورة ثالثة من الاتكال الخاطيء وهو الاتكال على المال: وزي ما علمنا يسوع المسيح "لا يستطيع أحد أن يخدم سيدين يا إما الله يا إما المال" وكأنه جعل المال إله، ويقولنا أيضًا في سفر الأمثال من يتكل على غناه يسقط، وفي فرق ما بين المال ومحبة المال، المال نعمة من عند ربنا بتيسر حياتنا وتسهل طريقنا وده شيء طبيعي وأحيانًا يسموه عصب الحياة بلغة الاقتصاد.
لكن محبة المال هي أصل لكل الشرور ويمكن ده اللي بنشوفه في الصراعات والنزاعات والحروب التي تتم على مستوى العالم كله.
ياترى المال هو خادمك أم سيدك، وأقرب مثال ممكن ناخده هو الشاب الغني، هو شاب عنده الحيوية وعنده المال ولما قابل المسيح جثا على ركبتيه وسأله ماذا أفعل لأرث الحياة الآبدية، فقال له يسوع إحفظ الوصايا ورد الشاب الغني انه حافظها منذ حداثته، فقاله يسوع "إذهب وبع كل مالك وإعط للفقراء فيكون لك كنز في السماء وتعال اتبعني" وكان قاصد بها إنه يأتيه على نقطة الضعف، ولما هذا الشاب اغتم ومضى حزينًا لأنه كان ذا أموال كثيرة، الأموال ماسكة فيه.
لذلك بعض الآباء يسموا هذا الغني بدل الشاب الغني بالغني الحزين.
"الْجَاهِلُ وَالْبَلِيدُ يَهْلِكَانِ، وَيَتْرُكَانِ ثَرْوَتَهُمَا لآخَرِينَ. (مز 10 : 49)
ويشابه أيضًا مثل الغني الغبي اللي عنده ثمار كثيرة وحصاد وفكر في هدم مخازنه لبناء أعظم منها ليجمع هناك جميع غلاته وخيراته، ويقول لنفسه وَقَالَ "أَهْدِمُ مَخَازِنِي وَأَبْنِي أَعْظَمَ، وَأَجْمَعُ هُنَاكَ جَمِيعَ غَّلاَتِي وَخَيْرَاتِي، وَأَقُولُ لِنَفْسِي: يَا نَفْسُ لَكِ خَيْرَاتٌ كَثِيرَةٌ، مَوْضُوعَةٌ لِسِنِينَ كَثِيرَةٍ. اِسْتَرِيحِي وَكُلِي وَاشْرَبِي وَافْرَحِي، فَقَالَ لَهُ اللهُ: يَاغَبِيُّ هذِهِ اللَّيْلَةَ تُطْلَبُ نَفْسُكَ مِنْكَ، فَهذِهِ الَّتِي أَعْدَدْتَهَا لِمَنْ تَكُونُ؟ " (لو 12 : 18 - 20) استخدم المال واجعله خادمك، اخدم به، بنسمع في بعض القصص إنه بيكنز المال وعايز يورث أبنائه، فإن ورثتهم المال فقط بعد حياتك سيكون هذا المال سبب في فساد علاقة هؤلاء الأبناء ببعض.
لأن فيه الأهم من ورث المال هو ورث المحبة، إزاي ينمون في محبتهم لبعض، لأن وراثة المحبة تجعل أبناءك يتذكرونك دائمًا بالخير، ويكونون أوفياء لك.
لأن توريث المال بدون محبة تكون نتيجته مأساوية، ولا أحد يذكرك.
الغني الغبي ده مثال للاتكال على المال.
الثلاثة مظاهر الخاطئة في الاتكال:
1- اللي بيتكل على ذاته وفكره زي الملحدين.
2- اللي بيتكل على البشر وفاكر إن البشر هيقدروا يساعدوه.
3- اللي بيتكل على المال والمال لا يحقق له أي شيء.
كل اللي فات كان تمهيد للدرس عشان نعرف الصورة السلبية.
أما الصورة الإيجابية هي اتكل على الرب وافعل الخير، ذُوقُوا وَانْظُرُوا مَا أَطْيَبَ الرَّبَّ طُوبَى لِلرَّجُلِ الْمُتَوَكِّلِ عَلَيْهِ". (مز 34 : 8) صورة جميلة ، المتكل على الرب يُرفَع، يابختك لو كان اتكالك على ربنا، هيسهلك الأمور ويرتب لك كل حاجة، إعرف درس الحكمة الحقيقي.
مار إسحق يقول "توكل على الله وسلم نفسك له لأن ذاك الذي كان مع عبيده في شدائدهم ونجاهم وأظهر فيهم قوته هو يكون معك ويحفظك" توكل على الله، اتكالك على ربنا وإحساسك به.
"جعلت الرب أمامي في كل حين لأنه عن يميني فلا أتزعزع" تعبير قوي إنى أجعل الرب أمامي وطول ما أنا ماشي شايفه قدامي، واليمين تعبيره دايمًا عن القوة، فلا أتزعزع لأني متكل عليه.
الإنسان المتكل على ربنا بيسلم كل حياته وذاته ويعطي الإذن لربنا أن يكون وياه، ويجعله رفيق حياته، ويتسند عليه.
"حتى إن صرت في ظل وادي الموت لا أخاف شرًا لأنك أنت معي". حتى إن صرت في أزمنة الضيق في وادي ظل الموت بأي شكل من الأشكال أنا لا أخاف لأنك معي، عارف وحاسس وأنا متكل عليه وبعتمد عليه في كل شيء.
لكن في نقطة ننتبه لها وهى الفرق بين الاتكال على ربنا وبين التواكل، الاتكال على الله لا يعني التواكل أو الاسترخاء أو عدم المبالاة أو عدم التفكير، ربنا أعطانا العقول كي نفكر. وأسباب الحضارة اللي عايش فيها الإنسان، لأن الإنسان يستند إلى الله والاتكال عليه مثل رأي يوحنا ذهبي الفم يقول "والنعمة لا تأتينا ونحن مستلقين على ظهورنا".
أوضح مثال في العهد القديم في الاتكال على ربنا هو مثال إبراهيم أبو الآباء "وَقَالَ الرَّبُّ لأَبْرَامَ: «اذْهَبْ مِنْ أَرْضِكَ وَمِنْ عَشِيرَتِكَ وَمِنْ بَيْتِ أَبِيكَ إِلَى الأَرْضِ الَّتِي أُرِيكَ. فَأَجْعَلَكَ أُمَّةً عَظِيمَةً وَأُبَارِكَكَ وَأُعَظِّمَ اسْمَكَ، وَتَكُونَ بَرَكَةً. وَأُبَارِكُ مُبَارِكِيكَ، وَلاَعِنَكَ أَلْعَنُهُ. وَتَتَبَارَكُ فِيكَ جَمِيعُ قَبَائِلِ الأَرْضِ». (تك 12 : 1 - 3) ، وشرحها في سفر العبرانيين يقو " بِالإِيمَانِ إِبْرَاهِيمُ لَمَّا دُعِيَ أَطَاعَ أَنْ يَخْرُجَ إِلَى الْمَكَانِ الَّذِي كَانَ عَتِيدًا أَنْ يَأْخُذَهُ مِيرَاثًا، فَخَرَجَ وَهُوَ لاَ يَعْلَمُ إِلَى أَيْنَ يَأْتِي." (عب 11 : 8) فخرج وهو لا يعلم إلى أين يأتي ودي كانت دعوة من الله له وخرج معه وهو لايعلم أين يأتي في وسط صحراء العراق وسوريا لحد مانزل لأرض فلسطين.
اتكال على ربنا أحيانًا نسميه أن الإنسان مسلم حياته في إيد ربنا، زي الشخص اللي بيكرس نفسه في دير مثلًا أو في حياة أو خدمة وهو أمين مع ربنا والله هو اللي بيدبر له طريقه، وبالتالي هو محمول بيد الله، نفس القصة في حزقيال الملك لما حارب سنحاريب ملك أشور ولما جه سنحاريب يحاربه وتكون النتيجة أن "هكذا يقول الملك لا يجعلكم حزقيال تتكلون على الرب قائلًا إنقاذًا أنقذنا الرب ولا تدفع هذه المدينة إلى يد ملك أشور" وإبتدى سنحاريب يستهزئ بحزقيال وقال له سأعطيك 2000 فرس لو أتيت ب 2000 فارس، ودخل حزقيال بيت الرب صرخ لله ومزق ثيابه وبعت لأشعياء النبي إنه يسنده بصلواته، ويبعت له سنحاريب "لا يخدعك إلهك الذي أنت متكل عليه" ويقولنا في تلك الليلة ضرب ملاك الرب الأشوريين وأهلك من جنودهم 185000 مقاتل ودي كانت ضربة ملاك واحد، وهرب سنحاريب ولجأ إلى إله في معبده فهجم عليه ابنه وقتله بالسيف وراح سنحاريب وبقيت قصة من أعمال الله والاتكال عليه كيف يكون، وإزاي أن ملاك يرسله الله يشيل كل عدو يستهزأ ويعاير وفي النهاية كانت النصرة بسبب اتكاله على ربنا، وسنحاريب اللي اتكل على معبوده الوثني راح في السكة.
أرجوك إعرف أن حياتك مع الله واتكالك عليه وفعل الخير، لو إنت متكل على ربنا هتلاقي نفسك فرحان ومتهلل لأن الله هو الذي يقود كل خطواتك حتى في مزمور"وَيَفْرَحُ جَمِيعُ الْمُتَّكِلِينَ عَلَيْكَ. إِلَى الأَبَدِ يَهْتِفُونَ، وَتُظَلِّلُهُمْ. وَيَبْتَهِجُ بِكَ مُحِبُّو اسْمِكَ. (مز 5 : 11) على طول فرح، كذلك بعد عبور موسى والشعب البحر الأحمر وغرق جيش فرعون رتلوا إنتصارًا بفرح اللي إحنا بنسميه الهوس الأول وكانت نغمة الفرح علامة أولى.
علامة ثانية "الطمأنينة" أنت متطمن جواك وواثق ان ربنا هيجرى الأمور وهو صاحبها، والطمأنينة دي شكل من أشكال السلام الداخلي، زي اللي بيذاكر ويعمل اللي عليه ولا ضيع وقت ويجتهد ويعافر في دراسته وفي النهاية كانت نتيجة طيبة عشان اتكل على ربنا أولًا وأخيرًا.
علامة الرضا لأن المتكل على ربنا يكون إنسان راضي مايعرفش التذمر، زي المزمور ده مزمور دواء ضد التذمر ويبتدى "لاَ تَغَرْ مِنَ الأَشْرَارِ، وَلاَ تَحْسِدْ عُمَّالَ الإِثْمِ، فَإِنَّهُمْ مِثْلَ الْحَشِيشِ سَرِيعًا يُقْطَعُونَ، وَمِثْلَ الْعُشْبِ الأَخْضَرِ يَذْبُلُونَ" ودي المقدمة وأول درس من دروس الحكمة في الاتكال على الرب، علامة الرضا ومن أمثلة الإنسان الراضي "راعوث" قصتها جميلة وعارفين إزاي اتغربت واترملت وعاشت حياة صعبة واتكلت على ربنا وفضلت مرتبطة وملتصقة بحماتها نعمة وإزاي ربنا دبر طريقها وحياتها وتقابل بوعز وتصير جدة في نسب السيد المسيح.
الخلاصة يا إخواتي أن اتكل على ربنا بإيمانك، اتكل على ربنا بالإنتظار والصبر، اتكل على ربنا وإبعد عن القلق وأشعر أن يد الله هي التي تقود وإن اتكالك على ربنا هو اللي هيفرحك وهو اللي هيطمنك وهيشيل أي روح تذمر في داخلك، والخلاصة الأجمل إن هو اللي هينجحك، اتكل على الرب وإعرف أن هذا الاتكال هو الذي سيجعل حياتك كلها في فرح، يقول سفر المزامير " اِنْتِظَارًا انْتَظَرْتُ الرَّبَّ، فَمَالَ إِلَيَّ وَسَمِعَ صُرَاخِي، وَأَصْعَدَنِي مِنْ جُبِّ الْهَلاَكِ، مِنْ طِينِ الْحَمْأَةِ، وَأَقَامَ عَلَى صَخْرَةٍ رِجْلَيَّ. ثَبَّتَ خُطُوَاتِي، وَجَعَلَ فِي فَمِي تَرْنِيمَةً جَدِيدَةً، تَسْبِيحَةً لإِلهِنَا. كَثِيرُونَ يَرَوْنَ وَيَخَافُونَ وَيَتَوَكَّلُونَ عَلَى الرَّبِّ." (مز 40 : 1 - 3) اتكل على الرب وإفعل الخير في حياتك بأي صورة ولا تنتظر الرد وأعرف إن ربنا هيعيطك نعم أعظم عن طريق الفرح والطمأنينة والرضا والنعم دي ستجعل حياتك جيدة، يحفظك المسيح ويحفظكم المسيح في اسمه القدوس بهذه الدروس عن الحكمة وهذا الدرس اتكل على الرب وإفعل الخير، لإلهنا كل مجد وكرامة من الآن وكل أوان وإلى الآبد آمين.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.