ساعات تفصلنا عن فتح باب الترشح للانتخابات الرئاسية في مصر، فلجنة "التشريع" المعنية بدراسة قانون الانتخابات الرئاسية راجعت وتأكدت من عدم وجود "أي خطأ دستوري"، قد يبطل القانون بعد إصداره وإجراء الانتخابات، وعقدت اجتماعاً مع المستشار الدستوري لرئيس الجمهورية، المستشار علي عوض، لمناقشة المواد الخلافية في مشروع قانون، حيث تم الانتهاء من كل النقاط الخلافية . انتهاء قانون الانتخابات الرئاسية وضع مجلس الدولة مشروع قانون الانتخابات على طاولة رئاسة الجمهورية بعد الانتهاء من وضع الملاحظات النهائية عليه، وسيقر رسمياً من قبل الرئيس "المؤقت"، عدلي منصور ، لبدء العمل به اعتباراً من الانتخابات المقبلة . يجيز مشروع القانون للمحبوسين احتياطياً على ذمة القضايا، بالترشح للانتخابات، الأمر الذي يرى البعض أنه ربما يسمح ل "المعزول" محمد مرسي، بالترشح للرئاسة . هل سيترشح السيسي؟ الرئيس المقبل لن يكون عمرو موسى ، ولا الناصري حمدين صباحي، ولا الإخواني المستقل عبدالمنعم أبوالفتوح، ولا الفريق أحمد شفيق، بعد أن قرر المشير عبد الفتاح السيسي القائد العام للقوات المسلحة ووزير الدفاع استعداده للترشح، وتلبية نداء الشعب، فشعبية السيسي جارفة ستضمن له فوزا حقيقيا وشرعيا، غير ناقص ، شعبية السيسي تضمن له فوزا حقيقيا شرعيا . السيسي الضابط للوضع السياسي، والحارس للدستور الجديد، والحامي للنظام سيخوض مغامرة اقل ما تتصف بالخطيرة اذا ما قرر الترشح الى رئاسة الجمهورية، اذ انه سيترك فراغا في منصب الرقيب الراعي للانتقال التاريخي الذي تولاه منذ شهر الماضي، بعد المظاهرات الشعبية التي أدت إلى عزل الرئيس مرسي وإيقاف حكم الإخوان . إن ترشح السيسي ونجاحه في الانتخابات خطوة ناجحة لانتشال مصر من مشاكلها، فمصر تحتاج في وضعها الحالي الى رجل قوي يولد نوعا من الاستقرار في البلاد، إلا أن الحكم والسياسة في مصر اليوم ليست مهمة مضمونة بخلاف ما كانت عليه منذ قيام الجمهورية بعد عام 1952 . مصر وعنق الزجاجة النظام السياسي ليس مستقراً بعد، وتمر البلاد منذ ثلاث سنوات بحال انتقال خطيرة، يتبدل فيها المزاج الشعبي سريعا، من حب للجيش إلى غضب عليه، ومن قبول للإخوان إلى كراهية لهم. وكل خطوة خاطئة تكلف كثيرا . نزول الفريق السيسي من رعاية الرئاسة إلى الرئاسة نفسها ستضعه في مرمى المشكلات المتوقعة للسنوات الأربع الصعبة المقبلة، لن يكون خصوم الرئيس المقبل الإخوانوحدهم، بل ستخرج إلى الشارع وتنضم إلى صفوف المعارضة جماعات مختلفة لها مطالب اقتصادية واجتماعية، ستفرزها الظروف الصعبة التي تمر بها مصر . ماذا في جعبة السيسي تختلف الآراء حول قدرة السيسي على اخراج مصر من محنتها وايصالها إلى شاطئ الأمان، لأن السيسي لم ينطق بكلمة واحدة في السياسة، كل خطاباته منذ أن بدأ الجيش يظهر في المشهد العسكري أو المشهد الوطني العام، لا أحد يعرف ما إذا كان عبد الفتاح السيسي ناصريا أم سلفيا، يساريا أم يمينيا، ليبراليا أم اشتراكيا، لا أحد يعرف توجهات الفريق السيسي السياسية، وبالتالي لا أحد يستطيع أن يجيب على السؤال الذي طرحته بقدرة المشير عبد الفتاح السيسي على مواجهة الأزمات الحادة والمشاكل التي تعانيمنها مصر في الوقت الحالي . الإخوان خارج المشهد أما الإخوان مفترض أنهم يقاطعون مثل هذه الانتخابات لأنهم لا يعترفون بها ويرون أن ما جرى يوم 3 يونيو هو انقلاب عسكري لا يعترفون به، هم لا زالوا يعترفون بشرعية أو ما يسمونه شرعية محمد مرسي، شرعية الجمهورية، إن ترشح عبد الفتاح السيسي أو لم يترشح، يوجد أحد ينافسهم أم لا يوجد، يفترض أنهم سيقاطعون الانتخابات، مثلما فعلوا مع الدستور وقاطعوا الاستفتاء عليه. قدرتهم على أحداث عنف أصبحت ضئيلة وتتراجع يوما بعد يوم تحت تأثير الضربات الأمنية والعسكرية والرفض الشعبي الكاسح لهم . من ينافس السيسي معظم الأسماء الحالية لها باع في الساحة لكنها لا تملك الشعبية الجارفة التي يمكن أن تؤسس للانتقال الضروري، وتعزيز النظام السياسي. ويبقى الجيش يمثل المؤسسة الكبيرة والموثوقة، وابتعد سريعا عن المماحكات السياسية خلال زمن الاضطراب الماضي، فقد كان الجدار الذي استندت إليه غالبية المصريين بعد أن حاصرهم نظام الإخوان واستطاع أن يحمي الملايين الغاضبة ويستجيب لمطالبهم بإقصاء مرسي ورفاقه، تماما كما فعل عندما خرجوا ضد مبارك فتولى حماية المتظاهرين وتولى مهمة عزل مبارك . مشروع القانون حدد الحد الأقصى لنفقات الحملات الانتخابية لأي من المرشحين، بواقع 20 مليون جنيه، أي حوالي ثلاثة ملايين دولار، في المرحلة الأولى، وخمسة ملايين جنيه في حالة الإعادة، كما انتهت المناقشات إلى الإبقاء على "المؤهل العالي" كشرط للترشح . النقاط الخلافية لقانون الانتخابات وحول النقطة الخلافية الخاصة بتحصين قرارات اللجنة العليا المشرفة على الانتخابات، قال العجاتي إن "القسم أصر على عدم التحصين نهائياً، وبإجماع الآراء، ضماناً للسلامة الدستورية القانون"، لافتاً إلى أن الطعن سيكون أمام الدائرة المختصة بالمحكمة الإدارية العليا، خلال يومين على الأكثر، ويكون للمحكمة حد أقصى 7 أيام للفصل في تلك الطعون. المصريون يرون في السيسي طوق النجاة رحب مصريون في شوارع القاهرة اليوم بأوضح إشارة حتى الآن من وزير الدفاع المشير عبدالفتاح السيسي في شأن الترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة . وقال السيسي في احتفال تخرج في الكلية الحربية اليوم إنه لا يمكنه تجاهل طلب "الكثير" من المصريين له بالترشح للرئاسة، ويتوقع على نطاق واسع أن يفوز السيسي (59 عاما) في الانتخابات التي يتوقع إجراؤها خلال بضعة أشهر إذا خاض السباق . وأضاف السيسي، الذي أعلن عزل الرئيس السابق محمد مرسي المنتمي لجماعة "الإخوان المسلمين" في (يوليو) بعد احتجاجات شعبية حاشدة على حكمه، أن الأيام المقبلة ستشهد "الإجراءات الرسمية" ذات الصلة بترشحه . وفي وسط العاصمة ، قال رجل يدعى نبيل البهي إن المصريين متفقون على أن يصبح السيسي رئيسهم المقبل.
السيسي زعيم وطني ويشبه كثيرون السيسي بالزعيم الراحل جمال عبد الناصر أحد قادة ثورة عام 1952 في مصر، وزادت شعبية السيسي الذي كان مديراً للمخابرات الحربية في عهد الرئيس السابق حسني مبارك لدرجة أن صوره طبعت على القمصان والملصقات وحتى قطع الشوكولاتة . وعبرت امرأة مصرية عن رغبتها في ألا يخوض السيسي انتخابات الرئاسة خوفا عليه . وسيواجه السيسي عددا من التحديات حال فوزه في انتخابات الرئاسة منها اعتلال الاقتصاد الذي لم تزد نسبة نموه في الربع الأول من السنة المالية على واحد في المئة، وأزمة الطاقة وإضرابات العمال والموظفين وعناد جماعة "الإخوان المسلمين"، علاوة على تمرد متنام من جماعات إسلامية متشددة . وشدد وزير الخارجية المصري نبيل فهمي على أهمية قبول المصريين لنتائج الانتخابات الرئاسية على رغم الجدل الذي قد يحيط بها . ومع وقوف وسائل الإعلام الحكومية بكل ثقلها وراء السيسي وتطلع كثير من المصريين إلى زعيم قوي بعد الاضطرابات المستمرة منذ سنوات، أصبح انتخاب رجل عسكري رئيساً لمصر بعد ثلاث سنوات من سقوط مبارك أمراً شبه مؤكد . رمز وطني وينظر كثير من المصريين إلى السيسي باعتباره رمزاً للحسم يستطيع إنهاء حالة الاضطرابالسياسي التي تعاني منها مصر منذ ثورة يناير 2011 . وبينما يعتبر مؤيدو السيسي أنه المنقذ، يراه معارضوه مسؤولاً عما تقول جماعات حقوق الإنسان إنها انتهاكات واسعة النطاق تشمل تعذيب معتقلين سياسيين . برنامج السيسي الانتخابي قالت مصادر إن هناك 4 مجموعات رئيسية تعمل على البرنامج الانتخابي، للمشير عبدالفتاح السيسي، القائد العام للقوات المسلحة، وزير الدفاع، وأن كل مجموعة تعكف على دراسة مشروعات بعينها لطرحها فى البرنامج الانتخابي . السيسي يختار مصر وأضافت المصادر أن «السيسى»، اختار اسم «مصر» ليكون عنوان مبدئى للبرنامج، وهدفه الرئيسى «لا يوجد فى مصر عاطل ». وتابعت: «المجموعات التى تعمل على البرنامج الانتخابي، تعمل منفردة، بحيث لا تعرف كل مجموعة ما تعمل عليه الأخرى، وكل مجموعة بها خبراء من القوات المسلحة، وأساتذة جامعات، ومسؤولين فى الجهات الرسمية، وتباشر إدارة الأزمات بالقوات المسلحة عمل هذه المجموعات»، وهو ما انفردت به «المصرى اليوم»، نهاية ديسمبر الماضى . تنمية قناة السويس قالت المصادر، التي طلبت عدم نشر أسمائها :«المشروعات المبدئية التى تعمل عليها المجموعات الأربع، هي مشروع تنمية محور قناة السويس، الذي قررت هيئة قناة السويس- المشرف الرئيسي على المشروع، قيام القوات المسلحة بتنفيذ البنية الأساسية بالكامل لأسباب أمنية، بعد محاولة حكومة الدكتور هشام قنديل، وقت تولي الرئيس السابق محمد مرسي، رئاسة الجمهورية، بيع مشروعات بعينها فى المحور لصالح دولتي قطر وتركيا، لكن القوات المسلحة وقفت ضد البيع . وأشارت مصادر، إلى أن «المشير قرر ضم المشروع لبرنامجه الانتخابي، الذى كان مقترحا من المهندس حسب الله الكفراوي، وزير الإسكان الأسبق، وقام جميع مرشحى الانتخابات الرئاسية الأخيرة بوضعه فى برنامجهم، لتأكدهم من جدواه الاقتصادية للدولة ». وتابعت: "ظهور (الكفراوي)، بجوار (السيسي)، خلال بعض الاحتفالات السابقة، يفسر ضم المشروع لبرنامجه الانتخابي، خاصة أنه سيوفر الآلاف من فرص العمل للشباب، وسيتم معها تنفيذ المدينة المليونية السكنية بشرق بورسعيد، لتوفير وحدات سكنية للعاملين، بحيث يكونالمشروع متكاملًا ». تشغيل المصانع وأوضحت المصادر، أن «المشروع الثاني الذى سيطرحه البرنامج سيكون إعادة تشغيل جميع المصانع، التي توقفت عقب ثورة 25 يناير، وتشغيل أخرى جديدة، بحيث يكون هناك نهضة صناعية كبرى فى سنوات قليلة، مع وضع مزايا للمستثمرين الصناعيين سواء الجدد أو العاملين فى السوق بالفعل، أهمها تخفيض قيمة الأراضي، على أن يتم تنفيذ بروتوكولات مع المستثمرين لتشغيل الشباب بقيمة مادية مناسبة، بجانب مزايا أخرى.
أطفال الشوارع أهم المشكلات مشروع «أطفال الشوارع» سيتم طرحه بالفعل فى برنامج المشير، وأن القوات المسلحة نفت ما أشيع حول جمع هؤلاء الأطفال، على اعتبار أن هذا الأمر كان فكرة «السيسي» ولا دخل للقوات المسلحة به، وعندما قرر المشير الترشح للرئاسة، أراد ضم الفكرة لبرنامجه، لتأكده من أن هؤلاء الأطفال والشباب، طاقة معطلة، وصورة سيئة لمصر أمام العالم، يجب تحسينها على أكمل وجه . التعليم في أولوياته وقالت المصادر: «سيتم تعليم من يزيد عمره على 17 عاما، في مراكز التدريب، ثم إلحاقه للعمل فى المصانع، على أن يتم تعليم الأطفال ممن تقل أعمارهم عن 17 عاما، مع تقديم العلاج لمن يحمل أمراضا من الفئتين، خاصة أنه من المتوقع أن يحمل معظمهم أمراضا بعضها خطير، وستتولى جهات الدولة علاجهم ». وشددت المصادر، على أن «ملف الطاقة يشغل حيز كبير من البرنامج الانتخابى للمشير، والذى من المتوقع الانتهاء منه خلال أيام، والهدف الرئيسى للبرنامج هو ألا يوجد عاطل فى مصر، والمشير، يضع خططا تنموية على المدى القريب والبعيد، بحيث يقوم بتنفيذ بعضها حال توليه الرئاسة، واستكمال من يأتى بعده للمخططات التى سيضعها، وأنه لا يريد الاستئثار بالبرنامج لنفسه، أو فريق العمل معه، حيث سيتيح البرنامج لأى مرشح آخر حال فوزه فى الانتخابات المقبلة، ولهذا اختار المسمى المبدئى للبرنامج.
موسى مستشار الحملة وردا على الشائعات التى ترددت حول إشراف اللواء مراد موافي، حملة «السيسي»، شددت المصادر، على أن «عمرو موسى، المرشح الرئاسي السابق، رئيس لجنة الخمسين لوضع الدستور، سيكون مستشار الحملة الرئاسية للمشير، ومسؤول فى جهة سيادية، سيكون مسئولًا رسميًا عن البرنامج الانتخابي ». مصر بانتظار الرئيس الجديد ، يبقى الوضع المصري عطش لبرنامج انتخابي ينتشله من حالة التدهور الاقتصادي والامني الذي يعاني منه.