لا يزال الجهاديون يبحثون لهم عن دور بعد الثورة المصرية، فلم يجدوا خلال هذه الأيام سوى تنظيم مسيرة بالقرب من رفح للدعوة إلى الجهاد والمقاومة الأربعاء المقبل، بعدما فشلوا من قبل في عدة مشاريع، أهمها مناصرة الإخوان في بداية توليهم للسلطة في الأعمال الاجتماعية والمحليات، إذ استحوذ الإخوان على كل شيء، ما عبر عنه أسامة قاسم مفتي التنظيم قائلاً: “,”لن نتسول المناصب من مرسي“,”. وفي تصريحات خاصة للشيخ هشام أباظة أكد أنهم حاولوا مساعدة الإخوان، لكن واجهتهم مشكلات كثيرة، أهمها استحواذ الجماعة، وعدم سماعها لنصائحهم، بينما فشلت جماعة الجهاد في الانتخابات البرلمانية الماضية لقلة عددها، وعدم اكتمال الشكل القانوني لحزبها “,”الحزب الإسلامي“,”؛ بسبب الخلاف على القيادة، وعلى جواز العمل الحزبي. وكان آخر مشاريع الجهاديين هو إقامة لجان عرفية لتطبيق الحدود في المحافظات، لكنه لم يستجب لهم أحد. وأخيرًا، وقفة على الحدود المصرية الإسرائيلية، وفق ما أعلنه محمد أبو سمرة، أمين عام الحزب من “,”إن جميع الحركات الجهادية ستتظاهر على حدود مصر وفلسطين في يوم النكسة لإحياء فريضة المقاومة والجهاد“,”، مضيفًا: “,”سنرفع شعارات ضد الكيان الصهيوني تكون مفاجأة للجميع“,”. وأشار أبو سمرة، إلى وجود أتوبيسات لنقل المشاركين في المظاهرة، صباح يوم الأربعاء، من ميدان لبنان بمحافظة الجيزة وصولاً إلى مدينة رفح، لافتًا إلى أن المظاهرة ستكون تحت عنوان “,”القدس في قلوبنا وفلسطين من النهر إلى البحر“,”. فيما أعلنت 3 حركات إسلامية، أبرزهم “,”ثوار مسلمون“,” و“,”صامدون“,” مشاركتها في التظاهر، داعية جموع الشعب المصري للمشاركة. الشيخ محمد الظواهري، أحد قادة تنظيم الجهاد، نفى علاقته بالوقفة، وقال: إنه لا يؤمن بالعمل الحزبي، معلنًا تأييده لها، وقال في تصريح خاص، ل“,”البوابة نيوز“,” أؤيد أي عمل لنصرة القضية الفلسطينية“,”. أما الأستاذ محمد كروم، أحد منظمي الوقفة في ميدان التحرير، فنفى عبر حديثه مع البوابة نيوز، علاقة وقفة التحرير بما سيقوم به الحزب الإسلامي، مؤكدًا أن وقفتهم رمزية، وستكون في الخامسة من مساء يوم الأرض. مفتي تنظيم الجهاد، أسامة قاسم، قال في تصريحات خاصة ل“,”البوابة نيوز“,”: إن جماعة الجهاد قررت المشاركة في مظاهرات الحدود المصرية الإسرائيلية، في اليوم الموافق للاحتفال بيوم الأرض، ويوم النكبة. وأوضح أن تنظيم الجهاد، لم يهدف بالمشاركة في تلك الفعاليات شغل المواطنين المصريين بقضايا فرعية، بعيدًا عن اهتمامات الشارع، والمشاكل السياسية والاقتصادية التي تمر بها مصر الآن، ولكنه أراد أن يؤكد قضية الأمة، وهي فلسطين. وأشار إلى أن الفعاليات، ستكون مسيرة سلمية، ثم وقفة على الحدود المصرية الإسرائيلية، قائلاً: “,”لا أعتقد أن الأجهزة السيادية ستعترض على ذلك؛ لأن هناك وقفات لقوى سياسية أخرى في السنوات الماضية في نفس المكان لم يعترض عليها أحد“,”. الغريب والمتناقض في ما سبق هو ما أعلنه بعض الجهاديين من قبل من عدم مشاركتهم في مليونية “,”نصرة القدس“,” التي دعت لتنظيمها جماعة الإخوان المسلمين، معللين ذلك بأن الجهاد لا يحتاج إلى مليونيات أو وقفات احتجاجية، مما يدلل على خلافات بين الجماعة، وأعوانها السابقين من جماعة الجهاد.