تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية اليوم بسبت العازر وهو صديق مقرب من السيد المسيح. وقصته العازر عجيبة فهو إنسانٌ دفن مرتين بعد معجزة إقامته مع الاموات حسب ما جاء بالنصوص الكتابية " الكتاب المقدس" بعد أربعة أيّام من دفنه وتم رصد ثلاثة قبور له، إنّه لعازر صديق يسوع من بيت عنيا، وأخو مريم ومرثا الوارد خَبَرُهُ في إنجيل يوحنا فصل 11. وإسم "لعازر" هو آرامي - عبري معناه "الله مؤازري" أو "الله عوني". البوابة ترصد قصة الثلاث قبور التي تخص العازر حيث يقع قبر لعازر الأول في فلسطين على بُعد ميلَين من أورشليم، على المنحدر الجنوبي الشرقي من جبل الزيتون، في بلدة "العيزرية" داخل أراضي الضفّة الغربيّة. و"العيزريّة" هي نفسها "بيت عنيا" المذكورة في الإنجيل، وقد عُرفت بهذا الإسم الجديد في عهد دولة الروم (الحقبة البيزنطيّة) نسبةً إلى لعازر الصدّيق فأخذت إسمها منه. ينزل الزائر على دَرج يؤدّي إلى غرفة مربّعة للصلاة، ثمّ ينزل في درجٍ آخر ليصِل إلى قبر لعازر. إنّ الكنائس الّتي بُنيَت مرارًا فوق هذا المكان منذ أوّل المسيحيّة تدلّ على تكريمه. يذكرهُ المؤرّخ أوسابيوس القيصريّ منذ أوائل القرن الرابع، كما يذكره "الحاجّ من بوردو" وهو رحّالة فرنسيّ. ويرد ذكره أيضًا لدى القديس إيرونيموس (جيروم) سنة 390م، ولدى الرحّالة إيجيريا، وهي سيّدة إسبانيّة حجَّت إلى الأراضي المقدّسة بين 381-384م، واحتفظت بيوميّات رحلاتها إلى هذا المكان. لقد شهِدَ هذا المكان أعجوبة إقامة االمسيح للعازر صديقه في اليوم الرابع من مماته. يحمل القبر مواصفات القبور اليهودية المعروفة في تلك الحقبة، وهو عبارة عن مغارة محفورة في الصخر (راجع يوحنا 78:11) وتتكوّن من حُجرتين متلاصقتين، الأولى هي غرفة البكاء والصلاة على الميت، والأخرى هي غرفة الدفن، وكان مدخل القبر يُسدّ بدحرجة حجر كبير على بابه. بعد سقوط القدس بيد صلاح الدين الأيوبي عام 1187م وطرد الصليبيين، بنوا مسجدًا ملاصقًا له، وفي القرن السابع عشر فُتح مدخلٌ جديد للقبر من الجهة الشمالية وهو الباب الحالي. وهناك كنيسة للروم الأرثوذكس قرب القبر، وأخرى للاتين. القبر الثاني في لارنكا - جزيرة قبرص: يشير التقليد الكنسيّ إلى أنّ القدّيس لعازر اضطُرَّ إلى الهرب من اليهود الّذي تآمروا عليه ليقتلوه، لأن كثيرين كانون يؤمنون بالمسيح بسببه (انظر يوحنا 10:12)، فركب سفينة وأبحر إلى جزيرة قبرص واستقرّ فيها، حيث أقامه الرسولان بولس وبرنابا أسقفًا على مدينة "كيتيون"، وهي لارنكا الحاليّة. وعاش لعازر نحو ثلاثين عامًا أخرى ثم مات ودُفنَ هناك للمرة الثانية والأخيرة. فُقدَ مكان قبر لعازر في قبرص خلال الفترة من عام 649م، وفي سنة890م اكتُشفَ قبرٌ في لارنكا يحمل النقش التالي: "لعازر صديق المسيح"، وفيه رفات القدّيس. فلمّا علم بذلك الأمبراطور البيزنطيّ لاون السادس المدعوّ "الحكيم"، أمرَ بنقل رفات القدّيس لعازر إلى القسطنطينية. تمّ ذلك على يد أريثاس أسقف قيصريّة، الّذي يصف في عظتَين من عظاته نقل الرفات المقدّس وإيداعه كنيسة الحكمة المقدّسة (آجيا صوفيا). في المقابل، أرسل الأمبراطور لاون مالًا وبنّائين لتشييد كنيسة ضخمة على إسم القدّيس لعازر فوق الضريح في لارنكا، ويبدو أنّ الأهالي احتفظوا بجزءٍ من الرفات. وقد بنى الأمبراطور لاون كنيسة أخرى للقدّيس لعازر في القسطنطينيّة. ولمّا سقطت القسطنطينيّة بيد (الصليبيين) سنة 1204م أثناء الحملة الصليبية الرابعة، نَهبَ هؤلاء رفات القدّيس لعازر، من ضمن ما نهبوه من ذخائر وكنوز، ونقلوه إلى مارسيليا في فرنسا. في العام 1970م نشب حريقٌ في الكنيسة في لارنكا بقبرص وتضرّر الكثير من المناطق الداخلية، بما في ذلك أضرار واسعة النطاق لقسم من الحاجز الأيقوني (الايقونسطاس) مع الرموز المقابلة، وفي خلال أعمال ترميم الكنيسة تمّ اكتشاف تحت المذبح جزءًا من رفات القدّيس في تابوت مصنوعٍ من الرخام، وكان ذلك في عام 1972م. القبر الثالث ويوجد في مارسيليا أ أوتان في فرنسا تتضارب المعلومات حول القبر الثالث للعازر في فرنسا بين مارسيليا Marseilles ومدينة أوتان Autun. تعود كاتدرائيّة القدّيس لعازر في مدينة أوتان Autun إلى القرن الثاني عشر، وكان يُحفظ بداخلها رفات للقدّيس لعازر في قبر،ٍ على ما كانوا يقولون، وكان يُحسب هذ القبرِ مَحَجّة يقصدها الحجاج، إلّا أنّه تعرّض للهدم في العام 1766م ولكنّه بقي في ذاكرة اللاتين. ويقول بعضهم إن الرفات في أوتان هو لقديّس آخر إسمه لعازر، ولكنّ الكاتدرائيّة هي على إسم لعازر صديق المسيح. بالمقابل أُعتمد قبر كاتدرائيّة مارسيليا كضريحٍ للرفات التي سرقت من القسطنطينية على أيدي الفرنجة. كما يرد في بعض المخطوطات أن رفات القدّيس لعازر وصلت إلى مارسيليا مع تلاميذ القدّيس بوليكاربوس أسقف إزمير (96 – 155م).