تستعد المرأة النوبية لاستقبال شهر رمضان بإعداد المشروبات والأكلات التى تتميز بها النوبة في هذا الشهر الكريم ومن أشهرها مشروب "الأبرية" والذى لا يخلو أى مائدة نوبية منه طوال الشهر الكريم إلى جانب البلح والمشروبات الأخرى مثل الكركديه والدوم و"العرديب" التمر هندي. وقالت حنان درديرى من نجع الغلالاب بقرية غرب أسوان من الكنوز ل"البوابة" أن مشروب "الأبرية" يعد من أشهر المشروبات النوبية في شهر رمضان الكريم كما أنه يشرب في الصيف لترطيب الجسم من حرارة الجو، لافته إلى أنهم يقومون بتجهيز "الأبرية" قبل رمضان بشهر أو 20 يوما ويشرب بماء وسكر وليمون بارد. وأضافت أنه يحضر من دقيق ذرة ودقيق قمح ويضاف إليه كمون وحلف بر ويخمر لمده 7 أيام ويكون عبارة عن سائل ويصب على "الدوكة" المدهونة بالزيت ويتم فرد السائل على الدوكة وتسويته لمدة دقيقتين على نار هادئة ويرفع بعد تمام النضج ويرص "الأبرية" "المشنة" وهى طبق عميق مصنوع من الخوص تستخدمه المرأة النوبية في وضع المخبوزات بها بعد خروجها من الفرن. وأشارت إلى أن النوبة القديمة كان يتجمع الجيران من السيدات النوبيات في منزل إحداهن في أجواء مبهجة لعمل "الأبرية" كطقس من طقوس النوبة لاستقبال الشهر الكريم ويتم تسوية الأبرية على الدوكة بجريد النخيل أما الآن مع التقدم أصبح يسوى أيضا على الدوكة ولكن باستخدام أنبوبة الغاز وكل سيدة تقوم بعمله بمفردها في منزلها لافتة إلى أنها تقوم أيضا بعمل "الأبرية مديد" وهو من أشهر المشروبات الساخنة في رمضان ويحضر من الحلبة ويضاف عليها الأبرية ويشرب ساخن بعد البلح في رمضان ليمنع عطش الصيام ويشرب في فصل الصيف أيضا لأنه مشروب مغذ ويروى العطش وأما في السحور فنقوم بعمل فطير نشابى "الرقاق" مع اللبن. وتقول خيرية موسى صالح من قرية المحرقة بنصر النوبة بمحافظة أسوان أن مشروب "الأبرية" هو الأشهر على المائدة النوبية ويجهز لها قبل رمضان بشهرين حتى يكون هناك متسع من الوقت لإرساله إلى الأهل والأقارب في كافة أرجاء المحافظات داخل مصر وأيضا خارجها وهذا الطقس الذى نحرص عليه في النوبة يعد مظهرا من مظاهر التكافل الاجتماعي مشيرة إلى أن مشروب "الأبرية" يساعد على ترطيب الجسم من حرارة الجو ويمنع الإحساس بالعطش. وأضافت بعد الانتهاء من خبز "الأبرية" تنقل لحجرة أخرى وتفرش على حصير نوبى مصنوع من الخوص يسمى " نبيد" حتى يحتفظ بالتهوية اللازمة وبعيد عن الأتربة لافتة إلى أنه بعد التأكد من جفافه يفتت لقطع صغيرة في حجم مقلة العين وتوضع في أكياس من القماش ليحتفظ بتهويته وجفافه.